S arabi 10

‫ﳎﻠﺔ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻭ ﺁﺩﺍ‪‬ﺎ‬
‫ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺍﻟﺴﺎﺩﺱ‪ ،‬ﺍﻟﻌﺪﺩ ﺍﻟﺘﺎﺳﻊ‪ ،‬ﺭﺑﻴﻊ ﻭ ﺻﻴﻒ ‪ ۱۴۳۱‬ﻫـ‪۲۰۱۰/‬ﻡ‬
‫ﺻﻔﺤﺔ ‪۸۱‬ـ ‪۱۰۸‬‬
‫اار و ا د ا اة اّة »اّب«‬
‫‪١‬‬
‫ﺣﺎﻣﺪ ﺻﺪﻗﻲ ‪ ،‬ﺻﻔﺮ ﺑﻴﺎﻧﻠﻮ‬
‫‪*٢‬‬
‫‪.١‬ﺃﺳﺘﺎﺫ ﰲ ﺟﺎﻣﻌﺔ "ﺗﺮﺑﻴﺖ ﻣﻌﻠﹼﻢ "ﺑﻄﻬﺮﺍﻥ‬
‫‪.٢‬ﻃﺎﻟﺐ ﺩﮐﺘﻮﺭﺍﻩ ﰲ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻭﺁﺩﺍ‪‬ﺎ ﲜﺎﻣﻌﺔ ﺗﺮﺑﻴﺖ ﻣﻌﻠﹼﻢ‬
‫)ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺍﻻﺳﺘﻼﻡ‪ ۸۸/۲/۱۴ :‬؛ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﻘﺒﻮﻝ‪(۸۸/۶/۲۳ :‬‬
‫ﺍﳌﻠﺨ‪‬ﺺ‬
‫ﺕ ﻓ‪‬ﻨ‪‬ﻴ ﹰﺔ ﻣﺘﻌﺪ‪‬ﺩ ﹰﺓ ﻭ ﺃﺣﻴﺎﻧﹰﺎ‬
‫ﻗﺪ ﳛﻤﻞ ﺍﻟﻠﻔﻆ) ﺃﻭ ﺍﻟﻌﺒﺎﺭﺓ( ﺑﻮﺍﺳﻄﺔ ﺍﻟﺘﮑﺮﺍﺭ‪ ،‬ﻭﺫﺍﻙ ﻣﻦ ﺇﺣﺪﻱ ﺍﻷﺳﺎﻟﻴﺐ ﺍﻟﺘﻌﺒﲑﻳﺔ ﰲ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﺸﻌﺮﻳﺔ‪ ،‬ﺩﻻﻻ ‪‬‬
‫ﻣﺘﺪﺍﺧﻠ ﹰﺔ ﺗﺆﺛﹼﺮ ﰲ ﻧﻔﺲ ﺍﳌﺘﻠﻘﹼﻲ‪ ،‬ﻭ ﻳﺘ ‪‬ﻢ ﺫﻟﻚ ﺑﻔﻀﻞ ﻣﻮﻫﺒﺔ ﺍﻟﺸﺎﻋﺮ ﺍﻟﺒﺎﺭﻉ ﺍﳌﺘﻤﮑﻦ ﻣﻦ ﺇﺧﺮﺍﺝ ﺍﻟﮑﻼﻡ ﺇﱄ ﺍﻹﻓﺎﺩﺓ ﻭ ﺍﻻﻣﺘﺎﻉ‪ .‬ﻭ ﺗﺰﺩﺍﺩ ﻗﻴﻤﺔ‬
‫ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺘﮑﺮﺍﺭ ﰲ ﲤﺘﲔ ﺍﻟﺪﻻﻻﺕ ﻋﻨﺪ ﻣﺎ ﻳﺮﺍﻓﻖ ﺍﻟﺸﺎﻋﺮ ﺍﳊﻆ ﺍﻟﻠﻐﻮﻱ ﻭ ﺍﻟﺸﻌﻮﺭﻱ ﻭ ﺍﻷﺻﺎﻟﺔ ﻭ ﺍ ﹼﻻ ﺍﺫﺍ ﻧﻘﺼﻪ ﺫﻟﻚ ﮐﻠﹼﻪ ﻓﻼ ﳏﺎﻟﺔ ﺃﻥ ﻳﺆﺩ‪‬ﻱ‬
‫ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﻘﺺ ﺇﱄ ﺍﻟﺜﺮﺛﺮﺓ ﺍﻟﻠﻔﻈﻴﺔ ﺍﳌﺒﺘﺬﻟﺔ‪ ،‬ﺍﺿﺎﻓ ﹰﺔ ﺇﱄ ﻋﺠﺰ ﺍﻟﺸﺎﻋﺮ ﻋﻦ ﺍﻟﺴﻴﻄﺮﺓ ﺍﻟﮑﺎﻣﻠﺔ ﻋﻠﻲ ﺃﺯﻣﺔ ﺗﮑﺮﺍﺭﻩ‪ .‬ﻭ ﺍﻟﻘﺼﻴﺪﺓ ﺍﳊﺮ‪‬ﺓ ﲟـﺎ ﲢﺘـﻮﻱ‬
‫ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻦ ﻃﺎﻗﺔ ﺍﻟﺘﮑﺮﺍﺭ ﺍﻟﺘﻌﺒﲑﻳﺔ ﺍﻟﻔﺎﺋﻘﺔ ﻗﺪ ﺍﺳﺘﻄﺎﻋﺖ ﺃﻥ ﺗﻨﺠﺢ ﰲ ﺃﺩﺍﺀ ﺍﳌﻘﺼﻮﺩ ﻋﻨﺪ ﮐﺒﺎﺭ ﺍﻟﺸﻌﺮﺍﺀ ﮐﻤﺎ ﻋﻨﺪ »ﺍﻟﺴﻴ‪‬ﺎﺏ«‪ ،‬ﺭﺍﺋـﺪ ﺍﻟﺸـﻌﺮ‬
‫ﺍﳊﺮ ﲝﻴﺚ ﲤﮑﹼﻨﺖ ﺍﻟﻘﺼﻴﺪﺓ ﺍﳊﺮ‪‬ﺓ ﻟﺪﻳﻪ ﺃﻥ ﲢﻤ‪‬ﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻄﺎﻗﺔ ﺩﻻﻻﺕ ﺗﺮﻣﻲ ﻣﻦ ﻭﺭﺍﺋﻬﺎ ﲢﻘﻴﻖ ﺃﻫﺪﺍﻑ ﺍﻟﻨﺺ ﲟﺎ ﻳﻨﺤﺼﺮ ﻋﻠـﻲ ﺍﻟﺪﻻﻟـﺔ‬
‫ﺍﻟﺒﻴﺎﻧﻴﺔ‪،‬ﺃﻧ‪‬ﻬﺎ ﺍﻻﺻﻞ ﰲ ﮐﻞﹼ ﺗﮑﺮﺍﺭ‪،‬ﻭ ﺍﻟﺪﻻﻟﺔ ﺍﻟﺸﻌﻮﺭﻳﺔ‪ ،‬ﻭﺃﻧ‪‬ﻬﺎ ﺃﻫ ‪‬ﻢ ﺩﻻﻟﺔ ﻭﺃﺻﻌﺐ ﻭﺃﻏﲏ‪ ،‬ﻭﺍﻟﺪﻻﻟﺔ ﺍﻻﻳﻘﺎﻋﻴﺔ ﺍﳌﺘﺴﻤﺔ ﺑﺎﻟﺪﺭﺍﻣﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﺪﻻﻟـﺔ‬
‫ﺍﻟﺘﺼﻮﻳﺮﻳﺔ ﺍﳌﺘﻼﺯﻣﺔ ﻟﻼﺧﺮﻱ‪ ،‬ﰲ ﺳﺘﺔ ﻣﻮﺍﺿﻊ‪ .‬ﻭﺗﺮﺳﺨﺖ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻄﺎﻗﺔ ﰲ ﺍﻟﻘﺼﻴﺪﺓ ﺍﻟﺴﻴ‪‬ﺎﺑﻴﺔ ﺍﳊﺮ‪‬ﺓ ﺑﻐﻴﺔ ﺍﻟﻮﺻﻮﻝ ﺇﱄ ﺍﻟﺪﻻﻻﺕ ﺍﻟﻔﻨ‪‬ﻴـﺔ‪ ،‬ﻭ‬
‫ﺍﺳﺘﻄﺎﻋﺖ ﺃﻥ ﺗﻔﺠ‪‬ﺮ ﺍﳉﻤﺎﻝ ﺍﻟﺪﻹﱄ ﺑﻨﺠﺎﺡ ﺣﺎﺳﻢ ﺣﲔ ﻣﺰﺟﺖ ﺑﲔ ﺍﻟﺪﻻﻻﺕ ﻓﺠﺎﺀ ﺍﻣﺘـﺰﺍﺝ ﺍﻟﺸـﻌﻮﺭﻳﺔ ﺑﺎﻻﻳﻘﺎﻋﻴـﺔ ﺃﻏـﺰﺭ ﻣـﻦ‬
‫ﻏﲑﻫﺎﻭﺃﻏﲏ‪ .‬ﻭ ﻫﺬﺍ ﻫﻮ ﺷﺄﻥ ﺍﻟﻘﺼﻴﺪﺓ ﺍﳉﻴ‪‬ﺪﺓ ﺍﻟﱵ ﲢﻤﻠﻨﺎ ﺇﱄ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﰲ ﺍﳌﻈﻬﺮ ﺍﻟﻠﻐﻮﻱ ﻭ ﻣﺎ ﺧﻠﻔﻪ‪ ،‬ﻭ ﻣﺎ ﳝﻮﺝ ﻭﺭﺍﺀﻩ ﻣﻦ ﺗﻴـﺎﺭﺍﺕ ﺫﺍﺕ‬
‫ﺩﻻﻻﺕ ﻏﻨﻴﺔ‪ .‬ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺪﻻﻻﺕ ﻫﻲ ﺟﺰﺀ ﺃﺻﻴﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻌﺒﲑ ﺍﻻﺩﰊ ﻟﻠﺘﮑﺮﺍﺭ‪ .‬ﻳﻨﻈﺮ ﺍﳌﻘﺎﻝ ﺍﱄ ﺍﻻﻳﻘﺎﻉ ﻭﺍﻟﺘﺼﻮﻳﺮ ﻭ ﺍﻟﺒﻴﺎﻥ ﻭ ﺍﱄ ﺍﻟﺸﻌﻮﺭ ﺑﻴﻨـﻬﺎ‬
‫ﺑﻌﻀﻬﺎ ﺑﺒﻌﺾ‪.‬‬
‫ﺍﻟﻜﻠﻤﺎﺕ ﺍﻟﺮﺋﻴﺴﺔ‪:‬‬
‫ﺍﻟﺘﮑﺮﺍﺭ‪ ،‬ﺍﻟﺪﻻﻻﺕ ﺍﻟﻔﻨ‪‬ﻴﺔ‪ ،‬ﺍﻟﻘﺼﻴﺪﺓ ﺍﳊﺮ‪‬ﺓ‪ ،‬ﺍﻟﺴﻴ‪‬ﺎﺏ‪.‬‬
‫* ﺍﻟﮑﺎﺗﺐ ﺍﳌﺴﺌﻮﻝ‬
‫ﻫﺎﺗﻒ‪۰۹۱۲۸۰۷۰۴۴۶ :‬‬
‫‪Email: bayanlu_s@yahoo.com‬‬
‫‪ 82‬‬
‫ﳎﻠﺔ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻭ ﺁﺩﺍ‪‬ﺎ‬
‫ﻣﻘﺪﻣﺔ‬
‫ﺇ ﹼﻥ ﻇﺎﻫﺮﺓ ﺍﻟﺘﮑﺮﺍﺭ ﻇﺎﻫﺮﺓ ﻟﻐﻮﻳﺔ ﻋﺮﻓﺘﻬﺎ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﰲ ﺃﻗﺪﻡ ﻧﺼﻮﺻﻬﺎ ﺍﻟﱵ ﻭﺻﻠﺖ ﺇﻟﻴﻨﺎ‪ ،‬ﻧﻌﲏ ﺑﺬﻟﻚ‬
‫ﺍﻟﺸﻌﺮ ﺍﳉﺎﻫﻠﻲ‪ ،‬ﻭ ﺧﻄﺐ ﺍﳉﺎﻫﻠﻴﺔ ﻭ ﺃﺳﺠﺎﻋﻬﺎ‪ ،‬ﰒ ﺍﺳﺘﻌﻤﻠﻬﺎ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﮑـﺮﱘ‪ ،‬ﻭ ﻭﺭﺩﺕ ﰲ ﺍﳊـﺪﻳﺚ‬
‫ﺍﻟﻨﺒﻮﻱ ﺍﻟﺸﺮﻳﻒ‪ ،‬ﻭ ﮐﻼﻡ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﺷﻌﺮﻩ ﻭ ﻧﺜﺮﻩ‪ ،‬ﲦﹼﺖ ﻫﻲ ﻇﺎﻫﺮﺓ ﺗﺴﺘﺤﻖ ﺩﺭﺍﺳﺔ ﻣﺴﺘﻔﻴﻀﺔ ﻟﺘﺒﻴﲔ ﻣﻌﺎﳌﻬﺎ‬
‫ﻭ ﺍﻟﺘﻌﺮﻑ ﻋﻠﻲ ﺣﻘﻴﻘﺘﻬﺎ ﻭ ﻣﻮﺍﺿﻊ ﺍﺳﺘﻌﻤﺎﳍﺎ ﺍﳌﺼﻴﺐ ﺍﳌﺘﺴﻢ ﺑﺎﻟﱪﺍﻋﺔ ﻭ ﻣﻮﺍﻗﻒ ﺗﻌﺎﻃﻴﻬﺎ ﺍﳌﺨﻄﺊ ﺍﳌﺘﺴﻢ‬
‫ﺑﺎﻻﺑﺘﺬﺍﻝ‪.‬‬
‫ﻓﻘﺪ ﺩﻋﺖ ﺍﻟﺘﺠﺮﺑﺔ ﺍﻟﻠﻐﻮﻳﺔ ﰲ ﺣﻘﻞ ﺍﻟﺸﻌﺮ ﻣﻨﺬ ﺍﻟﻨﺸﺄﺓ ﺍﻟﺸﻌﺮﻳﺔ ﺇﱄ ﺍﻻﺳﺘﺨﺪﺍﻡ ﺍﻟﻔﻨ‪‬ـﻲ ﻟﻠﻤﻀـﺎﻣﲔ‬
‫ﺍﻟﺪﻻﻟﻴﺔ‪ ،‬ﻣﻨﻬﺎ ﺍﻟﺒﻴﺎﻧﻴﺔ‪ ،‬ﻭ ﺍﻟﺸﻌﻮﺭﻳﺔ‪ ،‬ﻭ ﺍﻟﺘﺼﻮﻳﺮﻳﺔ ﻭ ﺍﻻﻳﻘﺎﻋﻴﺔ‪ ،‬ﺍﻟﮑﺎﻣﻨﺔ ﰲ ﺗﮑﺮﺍﺭ ﺣﺮﻭﻑ ﺍﳌﺒﺎﱐ‪ ،‬ﻳﻌـﲏ‬
‫ﺍﻷﺻﻮﺍﺕ ﺍﳍﺠﺎﺋﻴﺔ‪ ،‬ﻭ ﺣﺮﻭﻑ ﺍﳌﻌﺎﱐ ﻭ ﺍﻷﲰﺎﺀ ﻭ ﺍﻷﻓﻌﺎﻝ ﻭ ﺍﳉﻤﻞ ﺗﻔﺠﲑﹰﺍ ﻟﻄﺎﻗـﺔ ﺍﻟﻠﻐـﺔ ﺍﻟﺘﻌﺒﲑﻳـﺔ‪.‬‬
‫ﻓﺪﺭﺳﺖ ﺍﻟﮑﺘﺐ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻄﺎﻗﺎﺕ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﺘﮑﺮﺍﺭ ﺩﺭﺳﹰﺎ ﻣﺘﺸﻌﺒﹰﺎ ﻓﺠﺎﺀﺕ ﻟﻔﻈﺔ ﺍﻟﺘﮑﺮﺍﺭ ﰲ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺗﻌﲏ ﺃ ﹼﻥ‬
‫ﻒ‬
‫ﺍﻟﺘﮑﺮﺍﺭ ﻣﻦ ﻣﺎﺩ‪‬ﺓ »ﺍﻟ ﹶﮑ ‪‬ﺮ« ﺃﻱ‪ :‬ﺍﻟﺮ‪‬ﺟﻮﻉ‪ ،‬ﻣﻦ ﻣﺼﺪﺭ ﹶﮐ ‪‬ﺮ ﻋﻠﻴﻪ ‪‬ﻳ ﹸﮑ ‪‬ﺮ‪ ،‬ﹶﮐ ‪‬ﺮﹰﺍ ﻭ ﮐﹸﺮﻭﺭﹰﺍ ﻭ ﺗ‪‬ﮑﺮﺍﺭﹰﺍ‪ ،‬ﺃﻱ‪ :‬ﻋ ﹶﻄ ‪‬‬
‫ﺕ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﺍﺫﺍ ﺭﺩﺩﺗ‪‬ﻪ )ﺍﺑﻦ ﻣﻨﻈﻮﺭ‪،۱۹۶۸،‬ﺝ ‪ ۵‬ﺹ‬
‫ﻭ ﮐﺮ‪‬ﺭ ﺍﻟﺸﻲﺀ ﻳﻌﲏ ﺃﻋﺎﺩﻩ ﻣﺮ‪‬ﺓ ﺃﺧﺮﻱ ﻭ ﻳﻘﺎﻝ ﮐﺮ ‪‬ﺭ ‪‬‬
‫‪ .(۱۳۵‬ﻓﺄﺻﺒﺤﺖ ﻇﺎﻫﺮﺓ ﺍﻟﺘﮑﺮﺍﺭ ﺗﺘﻨﺎﻗﻠﻬﺎ ﺃﻟﺴﻦ ﺍﻟﻨﻘﺎﺩ ﻭ ﻋﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﺒﻼﻏﺔ ﺍﻟﻘﺪﻣﺎﺀ ﳑﻌﻨﲔ ﺍﻟﻨﻈﺮ ‪‬ﺎ ﻓﻌﺮ‪‬ﻓﻮﻫﺎ‬
‫ﰲ ﺍﻻﺻﻄﻼﺡ‪ ،‬ﺣﻴﺚ ﻗﺎﻝ ﺃﺑﻮﺍﻟﻔﺘﺢ ﺿﻴﺎﺀ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻧﺼﺮ ﺍﷲ ﺍﳌﻌﺮﻭﻑ ﺑﺎﺑﻦ ﺍﻷﺛـﲑ ﺍﳌﻮﺻـﻠﻲ )ﺕ ‪۶۳۷‬‬
‫ﻫـ(‪ :‬ﻭﺍﻟﺘﮑﺮﺍﺭ »ﺣﺪ‪‬ﻩ ﻫﻮ ﺩﻻﻟﺔ ﺍﻟﻠﻔﻆ ﻋﻠﻲ ﺍﳌﻌﲏ ﻣﺮﺩ‪‬ﺩﹰﺍ« )ﺍﳌﺜﻞ ﺍﻟﺴﺎﺋﺮ‪،۱۹۹۹،‬ﺝ ‪ ۲‬ﺹ ‪ .(۱۴۶‬ﻭ ﻗـﺎﻝ‬
‫ﰲ ﺫﻟﻚ ﺃﻳﻀﹰﺎ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﻋﺒﺪﺍﷲ ﺍﳌﻌﺮﻭﻑ ﺑﺎﺑﻦ ﺣﺠﺔ ﺍﳊﻤﻮﻱ )ﺕ ‪ ۸۳۷‬ﻫـ(‪» :‬ﺇ ﹼﻥ ﺍﻟﺘﮑﺮﺍﺭ ﻫﻮ ﺃﻥ ﻳﮑﺮ‪‬ﺭ‬
‫ﺍﳌﺘﮑﻠﹼﻢ ﺍﻟﻠﻔﻈﺔ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪﺓ ﺑﺎﻟﻠﻔﻆ ﺃﻭ ﺍﳌﻌﲏ‪) «...‬ﺧﺰﺍﻧـﺔ ﺍﻻﺩﺏ‪،۲۰۰۱،‬ﺝ ‪ ۲‬ﺹ ‪ (۴۴۹‬ﻭ ﺃﺩﱄ ﰲ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺴﻴ‪‬ﺪ‬
‫ﻋﻠﻲ ﺻﺪﺭ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺑﻦ ﻣﻌﺼﻮﻡ ﺍﳌﺪﱐ )ﺕ ‪ ۱۱۲۰‬ﻫـ( ﺑﺮﺃﻳﻪ ﻭﻗﺎﻝ‪» :‬ﻫﻮ ﻋﺒﺎﺭﺓ ﻣﻦ ﺗﮑﺮﻳﺮ ﮐﻠﻤﺔ ﻓـﺎﮐﺜﺮ‬
‫ﺑﺎﻟﻠﻔﻆ ﻭ ﺍﳌﻌﲏ‪) «...‬ﺃﻧﻮﺍﺭ ﺍﻟﺮﺑﻴـﻊ‪،۱۹۶۹،‬ﺝ ‪ ۵‬ﺹ ‪ (۳۴۵‬ﻭ ﺇﺗ‪‬ﻔﻖ ﺃﻥ ﻳﺴﺘﻌﺮﺽ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟﻨﻘﹼـﺎﺩ ﻣﻮﺿـﻮﻉ‬
‫ﺍﻟﺘﮑﺮﺍﺭ ﮐﺄﺳﻠﻮﺏ ﺗﻌﺒﲑﻱ ﻣﺘﺪﺍﻭﻝ ﺑﲔ ﺍﻟﺸﻌﺮﺍﺀ ﻓﻴ‪‬ﻌﻠﻮ ﹶﻥ ﻣﻦ ﻗﺪﺭﻩ‪ ،‬ﺃﻭ ﳛﻄﹼﻮﻥ ﻣﻦ ﺷﺄﻧﻪ‪ ،‬ﻭ ﻳﺸـﲑﻭﻥ ﺇﱄ‬
‫ﻣﻮﺍﺿﻊ ﺍﻟﺼﻮﺍﺏ ﻓﻴﻪ‪ ،‬ﺃﻭ ﻣﻮﺍﻗﻒ ﺍﳋﻄﺄ ﻋﻨﺪﻩ ؛ ﺑﻞ ﻭ ﳛﺼﻮﻥ ﻣﻦ ﻣﻌﺎﻧﻴﻪ ﻭ ﺩﻻﻻﺗﻪ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﺔ ﺍﳌﺘﻌﺪﺩﺓ ﻣـﺎ‬
‫ﻻ ﲢﺪ‪‬ﻩ ﺍﳊﺪﻭﺩ‪ .‬ﻓﮑﻞ ﺫﻟﻚ ﻳﺪ ﹼﻝ ﻋﻠﻲ ﺧﻄﻮﺭﺓ ﺷﺄﻧﻪ ﻭ ﻋﻈﻤﺔ ﺩﻭﺭﻩ ﰲ ﺗﺒﻴﲔ ﺍﳌﻌﺎﱐ ﻭ ﺍﳌﻔﺎﻫﻴﻢ ﺍﻷﺩﺑﻴﺔ ﻭ‬
‫ﺍﻟﺸﻌﺮﻳﺔ‪.‬‬
‫ﻭ ﻳﺮﻱ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﻣﺴﻠﻢ ﺑﻦ ﻗﺘﻴﺒﺔ ﺍﻟﺪﻳﻨﻮﺭﻱ )ﺕ ‪ ۲۷۶‬ﻫـ( ﺃ ﹼﻥ ﺍﻟﺘﮑﺮﺍﺭ ﻣـﻦ ﺳـﻨﻦ ﺍﻟﻌـﺮﺏ ﻭ‬
‫ﻣﺬﻫﺒﻬﻢ ﻹﺭﺍﺩﺓ ﺍﻟﺘﻮﮐﻴﺪ ﻭ ﺍﻹﻓﻬﺎﻡ ﻭﺍﻹﺑﻼﻍ )ﺗﺄﻭﻳﻞ ﻣﺸﮑﻞ ﺍﻟﻘـﺮﺁﻥ‪،۱۹۷۳،‬ﺹ ‪ .(۲۳۵‬ﲝﻴﺚ ﺃﻳﺪ‪‬ﻩ ﮐ ﹼﻞ ﻣﻦ‬
‫ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﻓﺎﺭﺱ )ﺕ ‪ ۳۵۹‬ﻫـ( )ﺍﻟﺼﺎﺣﱯ ﰲ ﻓﻘﻪ ﺍﻟﻠﻐﺔ‪۱۳۲۸،‬ﻫ‪،‬ﺹ ‪ (۱۷۷‬ﻭ ﺃﺑﻮ ﻣﻨﺼﻮﺭ ﻋﺒﺪﺍﳌﻠﻚ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ‬
‫ﺍﻟﺘﻜﺮﺍﺭ ﻭ ﺗﺪﺍﺧﻞ ﺩﻻﻻﺗﻪ ﺍﻟﻔﻨﻴﺔ ﰲ ﺍﻟﻘﺼﻴﺪﺓ ﺍﳊ ﺮ‪‬ﺓ ﻋﻨﺪ »ﺍﻟﺴﻴ‪‬ﺎﺏ«‬
‫ ‪83‬‬
‫ﺍﻟﺜﻌﺎﻟﱯ )ﺕ ‪ ۴۳۰‬ﻫـ( )ﻓﻘﻪ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﻭﺳﺮ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ‪،۱۹۹۹،‬ﺹ ‪ .(۳۵‬ﺇ ﹼﻻ ﺃ ﹼﻥ ﺍﺑﻦ ﺣﺠﺔ ﺍﳊﻤﻮﻱ ﻫـﺎﺟﻢ ﻫـﺬﺍ‬
‫ﺍﻟﺮﺃﻱ ﺑﺼﺮﺍﺣﺔ ﻓﻘﺎﻝ‪» :‬ﺇ ﹼﻥ ﺍﻟﺘﺮﺩﻳﺪ ﻭ ﺍﻟﺘﮑﺮﺍﺭ ﻟﻴﺲ ﲢﺘﻬﻤﺎ ﮐﺒ ‪‬ﲑ ﺃﻣ ﹴﺮ‪ .‬ﻭﻻ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ ﻭ ﺑﲔ ﺃﻧﻮﺍﻉ ﺍﻟﺒﺪﻳﻊ ﻗﺮﺏ‬
‫ﻭ ﻻ ﻧﺴﺒﺔ ﻻﳓﻄﺎﻁ ﻗﺪﺭﳘﺎ ﻋﻦ ﺫﻟﻚ‪) «...‬ﺝ ‪ ۲‬ﺹ ‪ (۴۴۷‬ﻭ ﰲ ﺧﻀﻢ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻨﻘﺎﺵ‪ ،‬ﺗﻌﺮ‪‬ﺽ ﻟـﻪ ﺍﺑـﻦ‬
‫ﺍﻷﺛﲑ ﻭ ﻗﺎﻝ‪ :‬ﺇ ﹼﻥ ﺗﮑﺮﺍﺭ ﺍﻟﻠﻔﻆ ﻭ ﺍﳌﻌﺎﱐ ﻣﻦ ﻣﻘﺎﺗﻞ ﻋﻠﻢ ﺍﻟﺒﻴﺎﻥ ﻟﺪﻗﹼﺔ ﻣﺄﺧﺬﻩ )ﺝ ‪ ۲‬ﺹ ‪ .(۱۴۶‬ﻭ ﻧﺮﺍﻩ ﻳﺄﺧﺬ‬
‫ﰲ ﺗﻘﺴﻴﻢ ﺍﻟﺘﮑﺮﺍﺭ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﻠﻔﻈﻲ ﻭ ﺍﳌﻌﻨﻮﻱ‪ .‬ﻭ ﰲ ﺗﻘﺴﻴﻢ ﮐ ﹼﻞ ﻣﻨﻬﻤﺎ ﻋﻠﻲ ﺍﳌﻔﻴﺪ ﻭ ﻏﲑ ﺍﳌﻔﻴﺪ ﻟﺘﺘﻤﻴ‪‬ﺰ ﺑـﻪ‬
‫ﺣﺪﻭﺩ ﺍﻟﺼﻮﺍﺏ ﻭ ﺍﳋﻄﺄ )ﺍﳌﺼﺪﺭ ﻧﻔﺴﻪ‪،‬ﺹ ‪ .(۱۴۶‬ﻭ ﺫﮐﺮ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻨﻘﺎﺩ ﻣﺎ ﻻ ﳛﺼﻲ ﻣﻦ ﻣﻌﺎﱐ ﺍﻟﺘﮑـﺮﺍﺭ‬
‫ﺍﻟﻠﻔﻈﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻗﺎﻝ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﮑﺎﺗﺐ ﺍﻻﺩﻳﺐ ﻋﻤﺮﻭ ﺑﻦ ﲝﺮ ﺍﳉﺎﺣﻆ )ﺕ ‪ ۲۵۵‬ﻫـ(‪» :‬ﻭ ﲨﻠـﺔ ﺍﻟﻘـﻮﻝ ﰲ‬
‫ﺍﻟﺘﺮﺩﺍﺩ ﺃﻧ‪‬ﻪ ﻟﻴﺲ ﻓﻴﻪ ﺣ ‪‬ﺪ ﻳﻨﺘﻬﻲ ﺇﻟﻴﻪ ‪) «...‬ﺍﻟﺒﻴﺎﻥ ﻭﺍﻟﺘﺒﻴﲔ‪،‬ﺩ ‪ .‬ﺕ‪،‬ﺝ ‪ ۱‬ﺹ ‪ .(۱۰۵‬ﻣﻦ ﹶﺛ ‪‬ﻢ ﺃﺣﺼﻲ ﺃﺑﻮ ﻋﻠـﻲ‬
‫ﺍﳊﺴﻦ ﺑﻦ ﺭﺷﻴﻖ ﺍﻟﻘﲑﻭﺍﱐ )ﺕ ‪ ۴۵۶‬ﻫـ( ﻣﻦ ﺍﳌﻌﺎﱐ ﻣﺎ ﻳﮑﻮﻥ ﻟﻠﺘﺸﻮﻕ ﻭ ﺍﻻﺳﺘﻌﺬﺍﺏ ﰲ ﺍﻟﺘﻐـﺰﻝ ﺃﻭ‬
‫ﺍﻟﻨﺴﻴﺐ‪ ،‬ﻭ ﻣﺎ ﻳﮑﻮﻥ ﻋﻠﻲ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﻟﺘﻨﻮﻳﻪ ﺑﺎﳌﺬﮐﻮﺭ ﻭ ﺍﻻﺷﺎﺭﺓ ﺇﻟﻴﻪ ﰲ ﺍﳌﺪﺡ‪ ،‬ﻭ ﻣﺎ ﻳﮑﻮﻥ ﺗﻔﺨﻴﻤﹰﺎ ﻻﺳـﻢ‬
‫ﺍﳌﻤﺪﻭﺡ ﰲ ﺍﻟﻘﻠﻮﺏ ﻭ ﺍﻷﲰﺎﻉ‪ ،‬ﻭ ﻣﺎ ﻳﮑﻮﻥ ﻋﻠﻲ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﻟﺘﻘﺮﻳﺮ ﻭ ﺍﻟﺘﻮﺑﻴﺦ‪ ،‬ﻭ ﻣﺎ ﻳـﺪﻭﺭ ﻋﻠـﻲ ﺳـﺒﻴﻞ‬
‫ﺍﻟﺘﻌﻈﻴﻢ ﻟﻠﻤﺤﮑﻲ‪ ،‬ﻭ ﻣﺎ ﻳﺪﻭﺭ ﻋﻠﻲ ﺟﻬﺔ ﺍﻟﻮﻋﻴﺪ ﻭ ﺍﻟﺘﻬﺪﻳﺪ ﺇﻥ ﮐﺎﻥ ﻋﺘﺎﺑﹰﺎ ﻣﻮﺟﻌﺎﹰ‪ ،‬ﻭ ﻣﺎ ﻳﮑﻮﻥ ﻋﻠﻲ ﻭﺟﻪ‬
‫ﺍﻟﺘﻮﺟﻊ ﰲ ﺍﻟﺮﺛﺎﺀ‪ ،‬ﻭ ﻣﺎ ﻳﮑﻮﻥ ﻋﻠﻲ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﻻﺳﺘﻐﺎﺛﺔ‪ ،‬ﺃﻭ ﻋﻠﻲ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﻟﺸﻬﺮﺓ‪ ،‬ﺃﻭ ﺍﻟﺘﻮﺿﻴﻊ‪ ،‬ﺃﻭ ﺍﻹﺯﺩﺭﺍﺀ‪ ،‬ﻭ‬
‫ﺍﻟﺘﻬﮑﹼﻢ ﻭ ﺍﻟﺘﻨﻘﻴﺺ ﻭ‪)...‬ﺍﻟﻌﻤﺪﺓ‪،‬ﺩ ‪ .‬ﺕ‪،‬ﺝ ‪ ۲‬ﺻﺺ ‪ .(۷۶-۷۴‬ﻭ ﺗﺒﻌﻪ ﰲ ﺫﻟﻚ ﺍﺑﻦ ﻣﻌﺼﻮﻡ )ﺝ ‪ ۵‬ﺹ ‪-۳۴۵‬‬
‫‪ .(۳۴۸‬ﻭ ﻫﮑﺬﺍ ﺗﻨﺎﺛﺮﺕ ﺍﻷﻗﻮﺍﻝ ﻋﻦ ﺍﻟﺘﮑﺮﺍﺭ ﻭ ﻣﻌﺎﻧﻴﻪ ﰲ ﮐﺘﺐ ﳐﺘﻠﻔﺔ ﺑﲔ ﺗﺄﻳﻴﺪ ﻭ ﺭﻓﺾ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻘﺪﻣﺎﺀ‪.‬‬
‫ﻫﺬﺍ ﻭ ﺗﻘﺪ‪‬ﻡ ﺍﻟﺰﻣﻦ ﺑﺄﻣﺮ ﺍﻟﺘﮑﺮﺍﺭ ﺇﱄ ﺃﻥ ﻗﻴﺾ ﺍﷲ ﻟﻪ ﺃﻥ ﻳﻮﻟﺪ ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ ﻋﻨﺪ ﺷﻌﺮﺍﺀ ﺍﻟﻘﺼﺎﺋﺪ ﺍﳊﺮ‪‬ﺓ ﳌﺎ‬
‫ﳛﺘﻮﻱ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻦ ﺇﻣﮑﺎﻧﻴﺎﺕ ﺗﻌﺒﲑﻳﺔ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺃﻥ ﻳﻐﲏ ﺍﳌﻌﲏ ﺇﱄ ﺩﺭﺟﺔ ﺍﻷﺻﺎﻟﺔ‪ ،‬ﻭ ﺫﻟﻚ ﺇﻥ ﺍﺳﺘﻄﺎﻉ ﺍﻟﺸﺎﻋﺮ‬
‫ﺃﻥ ﻳﺴﻴﻄﺮ ﻋﻠﻴﻪ ﺳﻴﻄﺮﺓ ﮐﺎﻣﻠﺔ ﻭ ﻳﺴﺘﺨﺪﻣﻪ ﰲ ﻣﻮﺿﻌﻪ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﻳﱰﻟﻖ ﺑﻪ ﰲ ﺍﻟﻠﻔﻈﻴـﺔ ﺍﳌﺒﺘﺬﻟـﺔ )ﻧـﺎﺯﻙ‬
‫‪١‬‬
‫ﺍﳌﻼﺋﮑﺔ‪،۱۹۸۱،‬ﺹ‪۲۶۳‬ﻭ ‪ .(۲۶۴‬ﻓﺘﻐﻴ‪‬ﺮ ﺍﳌﻮﻗﻒ ﻣﻨﻪ ﺣﱵ ﺃﺭﻳﺪ ﺑﻪ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻨﻘﺎﺩ ﺍﳌﻼﺣﻘﲔ ﻟﻌﺜﺮﺍﺗﻪ ﺃﻧ‪‬ﻪ‪» :‬ﺍﳊﺎﺡ‬
‫ﻋﻠﻲ ﺟﻬﺔ ﻫﺎﻣﺔ ﰲ ﺍﻟﻌﺒﺎﺭﺓ ﻳﻌﲏ ‪‬ﺎ ﺍﻟﺸﺎﻋﺮ ﺍﮐﺜﺮ ﻣﻦ ﻋﻨﺎﻳﺘﻪ ﺑﺴﻮﺍﻫﺎ« )ﺍﳌﺼﺪﺭ ﻧﻔﺴﻪ‪،‬ﺹ ‪ (۲۷۶‬ﻭ ﮐﺎﻥ ﺫﻟﻚ‬
‫ﮐﻠﹼﻪ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺧﺼﺎﺋﺺ ﺍﳚﺎﺑﻴﺔ ﻟﻠﺸﻌﺮ ﺍﳊﺮ ﰲ ﺍﻟﱰﻭﻉ ﺇﱄ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﻭ ﺇﱄ ﺍﻻﺳﺘﻘﻼﻝ ﻭ ﺍﻟﻨﻔﻮﺭ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻤﻮﺫﺝ‪،‬‬
‫ﻭ ﺍﳍﺮﺏ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻨﺎﻇﺮ ﻭ ﺍﻳﺜﺎﺭ ﺍﳌﻀﻤﻮﻥ )ﺍﳌﺼﺪﺭ ﻧﻔﺴـﻪ‪،‬ﺹ ‪ .(۶۵-۵۶‬ﻓﺘﻤﮑﻦ ﺃﺳﻠﻮﺏ ﺍﻟﺘﮑﺮﺍﺭ ﻣـﻦ ﻫـﺬﺍ‬
‫ﺍﳌﻨﻄﻠﻖ‪ ،‬ﺑﺼﻮﺭﺓ ﻋﺎﻣﺔ‪ ،‬ﻣﻦ ﺃﻥ ﻳﻬﺪﻑ ﺇﱄ ﺍﺳﺘﮑﺸﺎﻑ ﺍﳌﺸﺎﻋﺮ ﻭ ﺇﱄ ﺍﺑﺮﺍﺯ ﺍﻹﻳﻘـﺎﻉ ﺍﻟـﺪﺭﺍﻣﻲ )ﺭﺟـﺎﺀ‬
‫ﻋﻴﺪ‪،۱۹۸۵،‬ﺹ‪ .(۶۰‬ﻭﺇﱄ ﺍﻟﺘﺼﻮﻳﺮ ﺍﳉﻤﺈﱄ ﻭ ﻗﺒﻞ ﺫﻟﻚ ﺇﱄ ﺍﻟﺒﻴﺎﻥ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻱ‪.‬‬
‫ﻓﺄﺻﺒﺢ ﻣﻦ ﻣﻴﺰﺓ ﺍﻟﻘﺼﻴﺪﺓ ﺍﳉﻴﺪﺓ ﰲ ﺍﻟﻌﺼﺮ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﺃﻥ ﲢﺘﻤﻞ ﺍﮐﺜﺮ ﻣﻦ ﻭﺟﻪ ﺧﻠﻒ ﺍﳌﻈﻬﺮ ﺍﻟﻠﻐﻮﻱ ﻭ‬
‫‪ -١‬ﺃﻧﻈﺮ ﮐﺘﺎﺏ‪ :‬ﺛﻼﺙ ﺭﺳﺎﺋﻞ ﰲ ﺇﻋﺠﺎﺯ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻟﻠﺮ‪‬ﻣﺎﱐ ﻭ ﺍﳋﻄﹼﺎﰊ ﻭ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻘﺎﻫﺮ ﺍﳉﺮﺟﺎﱐ‪ .‬ﻭ ﺍﻟﺼﻨﺎﻋﺘﲔ‪ ،‬ﺍﻟﮑﺘﺎﺑﺔ ﻭ ﺍﻟﺸﻌﺮ ﻷﰊ ﻫﻼﻝ ﺍﻟﻌﺴﮑﺮﻱ‪ ،‬ﻭ ﺳ ‪‬ﺮ‬
‫ﺍﻟﻔﺼﺎﺣﺔ ﻻﺑﻦ ﺳﻨﺎﻥ ﺍﳋﻔﺎﺟﻲ‪ ،‬ﻭ ﲢﺮﻳﺮ ﺍﻟﺘﺤﺒﲑ ﻻﺑﻦ ﺃﰊ ﺍﻻﺻﺒﻊ ﺍﳌﺼﺮﻱ‪ ،‬ﻭ ﺍﻟﻄﺮﺍﺯ ﺍﳌﺘﻀﻤﻦ ﻷﺳﺮﺍﺭ ﺍﻟﺒﻼﻏﺔ ﻭ ﻋﻠﻮﻡ ﺣﻘﺎﺋﻖ ﺍﻹﻋﺠﺎﺯ ﻟﻴﺤﻴﯽ ﺑﻦ ﲪﺰﺓ ﺍﻟﻌﻠﻮﻱ ﻭ‪....‬‬
‫‪ 84‬‬
‫ﳎﻠﺔ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻭ ﺁﺩﺍ‪‬ﺎ‬
‫ﻣﺎ ﳝﻮﺝ ﻭﺭﺍﺀﻩ ﻣﻦ ﺩﻻﻻﺕ )ﺍﳌﺼﺪﺭ ﻧﻔﺴﻪ‪،‬ﺹ ‪ .(۱۴۱‬ﻭ ﮐﺬﺍ ﺃﺻﺒﺤﺖ ﻭﻇﻴﻔﺔ ﺍﻟﺘﻌﺒﲑ ﻻ ﺗﻨﺘﻬﻲ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﺪﻻﻟﺔ‬
‫ﺍﳌﻌﻨﻮﻳﺔ ﻟﻸﻟﻔﺎﻅ ﻭ ﺍﻟﻌﺒﺎﺭﺍﺕ ﺑﻞ ﺗﻀﺎﻑ ﺇﱄ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﻻﻻﺕ ﻣﺆﺛﹼﺮﺍﺕ ﺃﺧﺮﻱ ﻳﮑﻤـﻞ ‪‬ـﺎ ﺍﻷﺩﺍﺀ ﺍﻟﻔـﲏ‬
‫ﻻ ﺑﺎﻻﺟﺘﻤﺎﻉ ﻭ ﺍﻟﺘﻨﺎﺳﻖ )ﺳﻴ‪‬ﺪ ﻗﻄـﺐ‪،۱۹۹۰،‬ﺹ‬
‫ﮐﺎﻻﻳﻘﺎﻉ ﺍﳌﻮﺳﻴﻘﻲ ﻭ ﺍﻟﺼﻮﺭ ﻭ ﺍﻟﻈﻼﻝ‪ .‬ﻭ ﺫﻟﻚ ﻻﻳﺘﻢ ﺍ ﹼ‬
‫‪ .(۳۴‬ﻓﻼ ﻏﺮﻭ ﺍﺫﺍ ﻗﻠﻨﺎ ﺇ ﹼﻥ ﺃﺳﻠﻮﺏ ﺍﻟﺘﮑﺮﺍﺭ ﻳﻐﲏ ﺍﻟﻨﺺ ﺍﻟﺸﻌﺮﻱ ﺍﳊﺮ ﻭ ﻳﺰﻳﺪ ﺟﻮﺩﺗﻪ ﲟﺎ ﻳﺘﻀـﻤ‪‬ﻦ ﻣـﻦ‬
‫ﺩﻻﻻﺕ ﻣﺘﻤﺎﺯﺟﺔ ﻣﺘﻤﺎﺳﮑﺔ ﲝﻴﺚ ﺗﻨﺎﻭﻟﻪ ﺍﻟﺸﻌﺮﺍﺀ ﺍﳌﻌﺎﺻﺮﻭﻥ ﮐﺜﲑﹰﺍ ﰲ ﻟﻐﺘﻬﻢ ﺍﻟﺸﻌﺮﻳﺔ ﺍﳌﺘﺤﺮﺭﺓ ﻣﻦ ﻗﻴـﺪ‬
‫ﺍﻟﻘﺎﻓﻴﺔ ﺍﳌﻮﺣ‪‬ﺪﺓ ﻭ ﺍﻟﻮﺯﻥ ﺍﳋﻠﻴﻠﻲ‪ ،‬ﻟﻄﺎﻗﺔ ﺗﻌﺒﲑﻳﺔ ﻓﺎﺋﻘﺔ ﻳﺘﻤﺘﻊ ‪‬ﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﻫﺬﺍ ﺍﻷﺳﻠﻮﺏ‪ .‬ﻓﻴﺘﺴ‪‬ﻨﻲ ﻟﻨﺎ ﻭ ﳓـﻦ‬
‫ﻧﻠﻢ‪ ‬ﺑﺄﻣﺮ ﺍﻟﺘﮑﺮﺍﺭ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺩﺭﺍﺳﺔ ﻟﻐﺔ ﺍﻟﺸﻌﺮ ﺍﳊﺮ ﺃﻥ ﻧﻘﻒ ﻋﻠﻲ ﺩﻻﻻﺕ ﻓﻨﻴﺔ ﻗﻴ‪‬ﻤﺔ ﮐﺎﻟﺪﻻﻟﺔ ﺍﻟﺒﻴﺎﻧﻴـﺔ ﻭ‬
‫ﺍﻟﺸﻌﻮﺭﻳﺔ ﻭ ﺍﻟﺘﺼﻮﻳﺮﻳﺔ ﻭ ﺍﻻﻳﻘﺎﻋﻴﺔ ﻣﺘﻤﺎﺯﺟ ﹰﺔ ﻣﺘﻤﺎﺳﮑﺔ ﻣﺘﺪﺍﺧﻠﺔ‪ .‬ﻭﰲ ﺫﻟﻚ ﳝﮑﻦ ﺃﻥ ﻳﺼـﻴﺐ ﺍﻟﺸـﺎﻋﺮ‬
‫ﺍﻟﺒﺎﺭﻉ ﺍﳌﻮﻫﻮﺏ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺮﺍﻋﻲ ﻗﺎﻋﺪﺓ ﺛﻘﺔ ﺍﻻﺭﺗﺒﺎﻁ ﺑﺎﳌﻌﲏ ﺍﻟﻌﺎﻡ‪ ،‬ﻭ ﳝﮑﻦ ﺃﻥ ﻳﻘﻊ ﰲ ﺍﻟﺮﺩﺍﺀﺓ‪ ،‬ﺍﻟﺸﺎﻋﺮ ﺍﻟﺬﻱ‬
‫ﺗﻀﻴﻖ ﺑﻪ ﺍﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ﺍﻟﺘﻌﺒﲑﻳﺔ‪ .‬ﻭﺣﺎﻭﻟﻨﺎ ﰲ ﻫﺬﺍ ﺍ‪‬ﺎﻝ ﺃﻥ ﳔﺘﱪ ﻗﻴﻤﺔ ﺍﻟﺘﮑﺮﺍﺭ ﺍﻟﺘﻌﺒﲑﻳﺔ ﻭ ﺩﻻﻻﺗﻪ ﺍﻟﻔﻨﻴﺔ ﻋﻨـﺪ‬
‫ﺍﻟﺸﺎﻋﺮ ﺍﻟﻌﺮﺍﻗﻲ‪ ،‬ﺑﺪﺭ ﺷﺎﮐﺮ ﺍﻟﺴﻴﺎﺏ )‪۱۹۲۶‬ﻡ ـ ‪۱۹۶۴‬ﻡ( ﻇﻨﹰﺎ ﺑﺄﻧ‪‬ﻪ ﮐﺎﻥ ﺭﺍﺋﺪﹰﺍ ﻣﻦ ﺭﻭ‪‬ﺍﺩ ﺍﻟﺸﻌﺮ ﺍﳊـﺮ‬
‫ﺍﻟﺬﻱ ﮐﺎﻥ ﺛﺎﺋﺮﹰﺍ ﻭﻗﺘﺌ ‪‬ﺬ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﺸﻌﺮ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻱ‪ .‬ﻭ ﻧﺮﻳﺪ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﺃﻥ ﻧﻨﺘﻬﻲ ﺇﱄ‪:‬‬
‫ﺍﻟﻒ ـ ﻫﻞ ﺃﺻﺎﺏ ﺍﻟﺸﺎﻋﺮ ﻏﺮﺿﻪ ﰲ ﺍﺳﺘﺨﺪﺍﻣﻪ ﻟﺘﻘﻨﻴﺔ ﺍﻟﺘﮑﺮﺍﺭ؟ ﺃﻡ ﺃﺧﻔﻖ ﰲ ﺫﻟﻚ ﺍﻷﻣﺮ؟!‬
‫ﻂ ﻣﻦ ﺷﺄﻧﻪ ؟!‬
‫ﺏ ـ ﻭ ﻫﻞ ﺯﺍﺩ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﻏﲏ ﺍﻟﺸﻌﺮ ﺍﻟﺪﻹﱄ ؟ ﺃﻡ ﺣ ﹼ‬
‫ﻭ ﺳﻨﻘﻮﻡ ﺑﺪﺭﺍﺳﺔ ﻇﺎﻫﺮﺓ ﺍﻟﺘﮑﺮﺍﺭ ﺍﻟﺘﻌﺒﲑﻱ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﺴﻴﺎﺏ ﻟﻺﻃﻼﻉ ﻋﻠﻲ ﻣﺪﻱ ﳒﺎﺣﻪ ﺃﻭ ﺇﺧﻔﺎﻗـﻪ ﰲ‬
‫ﺣﺪﻭﺩ ﺍﳌﻮﺍﺿﻊ ﺍﻟﺴﺘﺔ ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ‪:‬‬
‫ﺍﻳﻘﺎﻉ ﻭ ﺷﻌﻮﺭ‬
‫ﻗﺪ ﺗﮑﺘﺴﺐ ﺍﻟﮑﻠﻤﺎﺕ ﰲ ﺗﮑﺮﺍﺭﻫﺎ ﺳﺤﺮ ﺍﻟﻘﺎﻓﻴﺔ ﺍﻻﻳﻘﺎﻋﻲ ﻓﺘﺼﺒﺢ ﺍﻳﻘﺎﻋﻴﺘﻬﺎ ﺻﻮﺭﺓ ﻣﻮﺳﻴﻘﻴﺔ ﻋﺼﺮﻳﺔ‬
‫ﲣﺘﻠﻒ ﻋﻦ ﺻﻮﺭ‪‬ﺎ ﰲ ﺷﻌﺮ ﺍﻟﻌﺼﻮﺭ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﺔ‪ ،‬ﻓﻴﺴﺘﻄﻴﻊ ﺍﻟﺸﺎﻋﺮ ﺃﻥ ﻳﻌﻮ‪‬ﺽ ﺑﺎﻟﺘﮑﺮﺍﺭ ﺭﻧﲔ ﺍﻟﻘﺎﻓﻴﺔ ﺍﻟﺒﺪﺍﺋﻲ‬
‫ﺍﳉﺎ ‪‬ﺩ ﺍﻟﺬﻱ ﻓﻘﺪﺗﻪ ﺍﻟﻘﺼﻴﺪﺓ ﺍﳊﺪﻳﺜﺔ‪ ،‬ﻭ ﺃﻥ ﻳﻨﻘﺬ ﺍﻟﺸﻌﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺜﺮﻳ‪‬ﺔ‪» .‬ﻓﻼ ﺷﻚ ﺃ ﹼﻥ ﺍﻟﺘﮑﺮﺍﺭ ﻋﻨﺼﺮ ﺃﺳـﺎﺱ‬
‫ﻣﻦ ﻋﻨﺎﺻﺮ ﺍﻹﻳﻘﺎﻉ ﰲ ﺍﻟﺸﻌﺮ‪ ،‬ﻗﺪ ﺗﺘﺤﻮ‪‬ﻝ ﺑﻔﻀﻠﻪ ﺃﻳﺔ ﻋﺒﺎﺭﺓ ﻧﺜﺮﻳـﺔ ﺇﱄ ﲨﻠـﺔ ﻣﻮﻗﻌـﺔ« )ﺃﲪـﺪ ﺑﺴ‪‬ـﺎﻡ‬
‫ﺳﺎﻋﻲ‪،۲۰۰۶،‬ﺹ ‪ .(۸۵‬ﻭ ﺇﺷﺘﺮﻁ ﺍﻟﻨﻘﺎﺩ ﰲ ﺍﻳﻘﺎﻋﻴﺔ ﺍﻟﺘﮑﺮﺍﺭ ﺃﻥ ﻳﻌﺘﻤﺪ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﻘﺮﺍﺀﺓ ﺍﻟﺼﺤﻴﺤﺔ ﺍﳉﻬﺮﻳـﺔ ﻻ‬
‫ﺍﻟﻘﺮﺍﺀﺓ ﺍﻟﺼﺎﻣﺘﺔ‪ .‬ﮐﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﻧﺰﺍﺭ ﻗﺒﺎﱐ‪ :‬ﺃﻧ‪‬ﻪ ﮐﻠﹼﻤﺎ ﮐﺎﻧﺖ ﺗﺴﺘﻮﱄ ﻋﻠﻴﻪ ﺣﺎﻟﺔ ﻣﻮﺳﻴﻘﻴﺔ‪ ،‬ﮐﺎﻧﺖ ﺗﺪﻓﻌـﻪ ﰲ‬
‫ﺍﮐﺜﺮ ﺍﻷﺣﻴﺎﻥ ﺃﻥ ﻳﻐﻨ‪‬ﻲ ﺷﻌﺮﻩ ﰲ »ﺃﻧﺖ ﱄ« ﻭ »ﺳﺎﻣﺒﺎ« ﻭ‪ ....‬ﺑﺼﻮﺕ ﻋﺎﻝ ﮐﻤﺎ ﮐﺎﻥ ﻳﻔﻌـﻞ ﺍﻟﺸـﺎﻋﺮ‬
‫ﺍﻻﺳﺒﺎﱐ ﻟﻮﺭﮐﺎ )ﻗﺼﱵ ﻣﻊ ﺍﻟﺸﻌﺮ‪،۱۹۷۳،‬ﺹ ‪.(۶۰‬‬
‫ﺇ ﹼﻥ ﺍﻳﻘﺎﻋﻴﺔ ﺍﻟﺘﮑﺮﺍﺭ ـ ﮐﻤﺎ ﻳﺮﻱ ﺭﺟﺎﺀ ﻋﻴﺪ ـ ﲤﹼﺜﻞ ﰲ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻧﻔﺴﻪ ﻋﻮﺩﹰﺍ ﻧﻔﺴﻴﹰﺎ ﻟﻠﻤﻐﺰﻱ ﺍﻟـﺪﻻﱄ‪،‬‬
‫ﺕ ﺧﺎﺻـﺔ‬
‫ﻼ ﻧﺎﻣﻴﹰﺎ ﳜﻠﻖ ﺩﻻﻻ ‪‬‬
‫ﻳﺴﺎﻧﺪﻫﺎ ﺍﻟﺘﺠﺎﻧﺲ ﺍﻟﻨﻔﺴﻲ ﰲ ﺍﻟﺘﻄﺎﺑﻖ ﺍﻟﺼﻮﰐ‪ ،‬ﻭ ﺑﻪ ﻳﺼﺒﺢ ﺍﻟﺘﮑﺮﺍﺭ ﺗﺸﮑﻴ ﹰ‬
‫ﺍﻟﺘﻜﺮﺍﺭ ﻭ ﺗﺪﺍﺧﻞ ﺩﻻﻻﺗﻪ ﺍﻟﻔﻨﻴﺔ ﰲ ﺍﻟﻘﺼﻴﺪﺓ ﺍﳊ ﺮ‪‬ﺓ ﻋﻨﺪ »ﺍﻟﺴﻴ‪‬ﺎﺏ«‬
‫ ‪85‬‬
‫ﺑﻮﺍﺳﻄﺔ ﺗﺸﺎ‪‬ﺎﺕ ﺃﻭ ﻣﺼﺎﺣﺒﺎﺕ ﺻﻮﺗﻴﺔ ﻣﺸﺒﻌﺔ ﺑﺘﻮﺗﺮﺍﺕ ﺗﱪﺯ ﺷﮑﻮﳍﺎ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﻮﺣﺪﺍﺕ ﺍﻻﻳﻘﺎﻋﻴﺔ )ﺹ‬
‫‪ .(۷۳‬ﻭ ﮐﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﮑﺒﻴﺴﻲ‪ :‬ﺇ ﹼﻥ ﻟﻐﺔ ﺍﻟﺸﻌﺮ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺇﻳﻘﺎﻉ ﺍﻷﻟﻔﺎﻅ ﻭ ﻧﻐﻤﻬﺎ ﺗﺼﺒﺢ ﻗﺎﺩﺭﺓ ﻋﻠﻲ ﺑﻌـﺚ‬
‫ﺍﻟﺬﮐﺮﻳﺎﺕ ﺍﻟﻌﻤﻴﻘﺔ‪ ،‬ﻷ ﹼﻥ ﺍﳌﻮﺳﻴﻘﻲ ﻭ ﺍﻻﻳﻘﺎﻉ ﺗﺴﺎﻋﺪ ﺍﳌﻌﲏ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﻨﻔﺎﺫ ﺇﱄ ﻣﺎﻭﺭﺍﺀ ﺍﳌﺴﺘﻮﻳﺎﺕ ﺍﻟﻮﺍﻋﻴـﺔ‪،‬‬
‫ﻓﺘﺜﲑ ﺣﺎﻟﺔ ﻧﻔﺴﻴﺔ ﺗﻮﻗﻆ ﺩﻭﺍﻓﻊ ﺍﻻﺣﻼﻡ ﻭ ﻧﻮﺍﺯﻉ ﺍﻟﺘﺄﻣ‪‬ﻞ )ﻋﻤﺮﺍﻥ ﺧﻀﲑﲪﻴﺪ ﺍﻟﮑﺒﻴﺴﻲ‪،۱۹۸۲،‬ﺹ ‪.(۲۸‬‬
‫ﻭ ﰲ ﻫﺬﺍ ﺍ‪‬ﺎﻝ ﻧﺮﻱ ﰲ ﺍﳌﻘﻄﻊ ﺍﻷﻭﻝ ﻣﻦ ﻗﺼﻴﺪﺓ »ﺇﺗﺒﻌﻴﲏ« ﻋﺒﺎﺭ ﹰﺓ ﺗﺰﻭﻝ ﺑﺘﺮﺩﺍﺩﻫﺎ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﮑﻠﻤـﺎﺕ‬
‫ﻣﻨﻬﺎ ﻣﻊ ﺍﳊﻔﺎﻅ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﺘﮑﺮﺍﺭ »ﳌﺎ ﺗﺘﻄﻠﺒﻪ ﺍﻟﺪﻭﺭﺓ ﺍﻟﺸﻌﺮﻳﺔ ﻣﻦ ﺗﻨﻐﻴﻢ« )ﺇﺣﺴﺎﻥ ﻋﺒـﺎﺱ‪،۱۹۹۲،‬ﺹ ‪ (۱۰۱‬ﻭ‬
‫ﻟﻴﺲ ﻓﻴﻬﺎ ﺃﻳﺔ ﺩﻓﻘﺔ ﺷﻌﻮﺭﻳﺔ ﺍ ﹼﻻ ﻣﺎ ﻳﻬﻤﺲ ﺑﻪ ﺍﻟﺼﻮﺕ ﺍﻟﺮﻗﻴﻖ ﺍﳌﻨﻤﻨﻢ ﺍﳌﺘﻤﺜﻞ ﰲ »ﺱ« ﮐﻤﺎ ﻳﻠﻲ‪:‬‬
‫ﺕ ﻣ‪‬ﻦ ﺳ‪‬ﮑﻮﻥ‬
‫ﰲ ﺑ‪‬ﻘﺎﻳﺎ ﻧﺎﻋ‪‬ﺴﺎ ‪‬‬
‫ﰲ ﺑﻘﺎﻳﺎ ﻣ‪‬ﻦ ﺳ‪‬ﮑﻮﻥ‬
‫ﰲ ﺳ‪‬ﮑﻮﻥ‪.‬‬
‫)ﺍﻟﺴﻴ‪‬ﺎﺏ‪،۲۰۰۰،‬ﺝ ‪ ۱‬ﺹ‪(۵۲‬‬
‫ﻭ ﺗﺰﻳﺪ ﻗﺼﻴﺪﺓ »‪‬ﺎﻳﺔ« ﻣﻦ ﺍﻫﺘﻤﺎﻡ ﺍﻟﺸﺎﻋﺮ ﻭ ﲤﻨﺤﻪ ﻣﺘﻌﺔ ﻭﺍﻓﺮﺓ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﻇﺎﻫﺮﺓ ﺍﻟﺘﮑﺮﺍﺭ ﺍﻷﺳـﻠﻮﰊ‬
‫ﺍﳉﻤﻴﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﺣﺪﺍ ﺑﻪ ﺍﻟﻼﺷﻌﻮﺭ ﺇﱄ ﻇﺎﻫﺮﺓ ﺍﻟﺒﺘﺮ ﻭ ﺍﻟﻘﻄﻊ ﲝﻴﺚ ﺯﺍﺩﺕ ﺍﻟﻘﺼﻴﺪﺓ ﺩﻻﻟﺔ ﺃﻋﻤـﻖ ﻭ ﺃﺑﻠـﻎ‪.‬‬
‫ﺣﻴﺚ ﻧﺮﻱ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﳊﺎﻟﺔ ﰲ ﺣﺎﻟﺔ ﺍﻻﻧﺴﺎﻥ ﺍﶈﻤﻮﻣﺔ ﻭ ﺍﻟﺘﺸﺘﺖ ﻭ ﺍﻟﺼﺪﻣﺔ ﺍﻟﻌﻨﻴﻔﺔ ﮐﻮﻓﺎﺓ ﺷﺨﺺ ﻋﺰﻳﺰ‬
‫ﻧﻔﺎﺟﺄ ‪‬ﺎ ﺩﻭﻥ ﻣﻘﺪﻣﺎﺕ ‪ ...‬ﻭ ﮐﺜﲑﺍﹰ ﻣﺎ ﺗﻔﻘﺪ ﺍﻟﻌﺒﺎﺭﺓ ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ ﻭ ﺗﺴﺘﺤﻴﻞ ﰲ ﺍﻟﺬﻫﻦ ﺍﳌﻀﻄﺮﺏ ﺇﱄ ﳎﻤﻮﻋﺔ‬
‫ﺃﺻﻮﺍﺕ ﺗﺘﺮﺩﺩ ﺗﻠﻘﺎﺋﻴﹰﺎ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﺗﻘﺘﺮﻥ ﲟﺪﻟﻮﻝ ﻭ ﺗﺮ ﹼﻥ ﰲ ﺍﻟﺴﻤﻊ )ﻧﺎﺯﻙ ﺍﳌﻼﺋﮑﺔ‪،۱۹۸۱،‬ﺹ ‪ .(۲۸۸‬ﮐﻤﺎ ﻳﻠﻲ‪:‬‬
‫»ﺳ‪‬ﺄﻫﻮﺍﻙ ﺣ‪‬ﺘﻲ ‪ «..‬ﻧﹺﺪﺍ ٌﺀ ﺑ‪‬ﻌﻴﺪ‬
‫ﺕ ﺍﻟﺰ‪‬ﻣﺎﻥ‬
‫ﺗ‪‬ﻼﺷ‪‬ﺖ؛ ﻋﻠﻲ ﻗﹶﻬﻘﹶﻬﺎ ‪‬‬
‫ﺑﻘﺎﻳﺎﻩ‪ ،‬ﰲ ﻇﹸﻠﻤﺔ ‪ ..‬ﰲ ﻣ‪‬ﮑﺎﻥ‬
‫ﻭ ﹶﻇ ﱠﻞ ﺍﻟﺼ‪‬ﺪﻱ ﰲ ﺧﻴﺈﱄ ﻳ‪‬ﻌﻴﺪ‪:‬‬
‫»ﺳ‪‬ﺄﻫﻮﺍﻙ ﺣ‪‬ﺘﻲ ﺳ‪‬ﺄﻫﻮﻱ« ﻧ‪‬ﻮﺍﺡ‬
‫ﮐﻤﺎ ﺃﻋﻮﻟﹶﺖ ﰲ ﺍﻟﻈﱠﻼﻡ ﺍﻟﺮ‪‬ﻳﺎﺡ‬
‫»ﺳ‪‬ﺄﻫﻮﺍﻙ ﺣ‪‬ﺘﻲ ‪ ...‬ﺳﹷ ‪ «...‬ﻳﺎ ﻟﻠﺼ‪‬ﺪﻱ‬
‫ﺃﺻﻴﺨﻲ ﺇﱄ ﺍﻟﺴﺎﻋﺔ ﺍﻟﻨﺎﺋﻴﺔ‪:‬‬
‫»ﺳ‪‬ﺄﻫﻮﺍﻙ ﺣ‪‬ﺘﻲ ‪ «..‬ﺑ‪‬ﻘﺎﻳﺎ ﺭ‪‬ﻧﲔ‪.‬‬
‫)ﺍﻟﺴﻴﺎﺏ‪،‬ﺝ‪ ۱‬ﺹ‪(۷۶‬‬
‫ﻭ ﻳﺰﻳﺪ ﻋﻠﻲ ﺃﻳﻘﺎﻋﻴﺔ ﺍﻟﺘﮑﺮﺍﺭ ﺍﳌﺒﺘﻮﺭ ﺗﻮﺍﺟﺪ ﺑﻌﺾ ﺍﻷﻟﻔﺎﻅ ﺍﳌﻮﺣﻴﺔ ﺑﺎﻟﻨﻐﻢ ﻣﺜﻞ »ﺍﻟﺼﺪﻱ« ﻭ »ﺭﻧﲔ«‬
‫ﺇﺿﺎﻓﺔ ﺇﱄ ﻣﺎ ﻋﻨﺪ »ﺍﻷﻟﻒ« ﰲ ﮐﻠﻤﺔ »ﺳﺄﻫﻮﺍﻙ« ﻣﻦ ﺻﻮﺕ ﻳﻨﺒﺘﺮ‪ .‬ﻭ ﺯﺩ ﻓﻮﻕ ﺫﻟﻚ ﮐﻠﹼﻪ ﺃ ﹼﻥ ﻫﻨﺪﺳـﻴﺔ‬
‫ﺍﻟﺘﮑﺮﺍﺭ ﲢﺎﻓﻆ ﻋﻠﻲ ﻧﺼﻴﺐ ﺍﻟﻘﺼﻴﺪﺓ ﻣﻦ ﺍﻻﻳﻘﺎﻉ‪.‬‬
‫ﳎﻠﺔ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻭ ﺁﺩﺍ‪‬ﺎ‬
‫‪ 86‬‬
‫ﻭ ﻫﻨﺪﺳﻴﺔ ﺍﻻﻳﻘﺎﻉ ﺍﻟﻮﺍﻋﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﻳﻨﺘﻬﺠﻬﺎ ﺍﻟﺸﺎﻋﺮ ﰲ ﺍﻟﻘﺼﻴﺪﺓ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺗﮑﺮﺍﺭ ﺍﻟﻠﻔـﻆ ﻭ ﺍﻟﻌﺒـﺎﺭﺓ‪،‬‬
‫ﺑﺸﮑﻞ ﻣﻨﺘﻈﻢ‪ ،‬ﻗﺪ ﺗﻠﺘﻘﻲ ﲜﺮﺱ ﺍﻷﺻﻮﺍﺕ ﺑﺪﺍﻓﻊ ﺇﻏﻨﺎﺀ ﺍﻟﻨﻐﻢ ﺍﻟﻨﺎﺷﺊ ﻋﻦ ﺍﻷﻟﻔﺎﻅ ﺍﳛﺎﺀﹰﺍ ﺣﺴ‪‬ﻴﹰﺎ ﻣﻮﺳﻴﻘﺎﺋﻴﹰﺎ‬
‫ﻼ ﻟﺪﻱ ﺫﻭﻕ ﺍﻟﺸﺎﻋﺮ ﺍﻟﺬﻭﺍﻕ ﻭ ﻫﺬﺍ ﻻ ﻳﺘﻌﺎﺭﺽ ﻣﻊ ﺍﳛﺎﺀ ﺍﻟﺘﮑﺮﺍﺭ ﺑﺎﻟﺸﻌﻮﺭ ﮐﻤﺎ ﻧﻼﺣﻆ ﰲ ﻗﺼـﻴﺪﺓ‬
‫ﲨﻴ ﹰ‬
‫»ﺣ‪‬ﻨﲔ ﰲ ﺭ‪‬ﻭﻣﺎ« ﺍﻟﱵ ﻳﮑﺮﺭ ﺍﻟﺸﺎﻋﺮ ﺍﻟﻔﹼﻨﺎﻥ ﺳﻄﺮﻳﻦ ﻋﻠﻲ ﺍﻧﺴﺠﺎﻡ ﻭ ﺍﻧﺘﻈﺎﻡ ﻳﺘﻮﺍﺯﻥ ﻣﻊ ﺃﺟﺰﺍﺀ ﺍﻟﻘﺼﻴﺪﺓ‪.‬‬
‫ﺲ ﻋ‪‬ﺒﲑ ‪‬ﻙ ﰲ ‪‬ﻧﻔﹶﺴﻲ‬
‫ﻭ ﺃﹸﺣ ‪‬‬
‫ﺱ‪.‬‬
‫ﻳ‪‬ﻨ ‪‬ﻬﺪ‪ ،‬ﻳﺪ‪‬ﻧ ‪‬ﺪ ﹸﻥ ﮐﺎﳉﹶﺮ ﹺ‬
‫)ﺍﻟﺴﻴﺎﺏ‪،‬ﺝ‪ ۱‬ﺹ‪(۱۰۴‬‬
‫ﺴﻬﺎ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺘﻐﲑ ﰲ ﺍﻟﻠﻔـﻆ ﺑـﻮﻋﻲ ﻣـﻦ‬
‫ﻓﺄﻋﻴﺪﺕ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻌﺒﺎﺭﺓ ﺛﻼﺙ ﻣﺮ‪‬ﺍﺕ ﺍ ﹼﻻ ﺃ ﹼﻥ ﺍﻷﺧﲑﺓ ﻣﻨﻬﺎ ‪‬ﻣ ‪‬‬
‫ﺍﻟﺸﺎﻋﺮ ﺑﺪﻋﻮﻱ ﺧﻠﻖ ﻣﻮﺳﻴﻘﻲ ﲨﻴﻠﺔ‪:‬‬
‫ﺲ ﻋ‪‬ﺒﲑ ‪‬ﻙ ﰲ ‪‬ﻧﻔﹶﺴﻲ‬
‫‪‬ﺳﹸﺄ ‪‬ﺣ ‪‬‬
‫ﻉ ﮐﺎﳉﹶﺮﺱ‪.‬‬
‫ﻳ‪‬ﻨﺜﺎﻝ ﻭ ﻳ‪‬ﻘﺮ ‪‬‬
‫)ﺍﻟﺴﻴﺎﺏ‪،‬ﺝ ‪ ۱‬ﺹ‪(۱۰۵‬‬
‫ﺾ ﺍﻟﻄﺮﻑ ﻋﻨﻪ ﻭ ﮐﻠﻤـﺔ‬
‫ﻓﻬﺬﻩ ﻫﻲ ﺃﺻﻮﺍﺕ »ﺱ‪ ،‬ﺭ‪ ،‬ﺩ« ﺯﺍﺩﺕ ﺍﻟﻌﺒﺎﺭﺓ ﻧﻐﻤﹰﺎ ﺻﻮﺗﻴﹰﺎ ﻻ ﳝﮑﻦ ﺃﻥ ﻧﻐ ‪‬‬
‫»ﺍﳉﺮﺱ« ﮐﺄﻧ‪‬ﻬﺎ ﻭﺭﺩﺕ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺗﻨﺒﻴﻪ ﺍﻟﻘﺎﺭﺉ ﺇﱄ ﺩﻭﺭ ﺍﳉﺮﺱ ﰲ ﺗﻨﺎﻏﻢ ﺍﻷﺻﻮﺍﺕ ﻭ ﺗﮑﺮﺍﺭ ﺍﻷﻟﻔﺎﻅ‪ .‬ﻭ‬
‫ﺲ ﻋ‪‬ﺒﲑﻙ ﰲ ‪‬ﻧﻔﹶﺴﻲ« ﺑﺎﳊﻨﲔ ﺇﱄ ﺍﻟﺰﻣﻦ ﺍﳌﺎﺿﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻘﺘﺮﻥ ﺑـﺎﳊﻨﲔ ﺇﱄ‬
‫ﻻ ﻏﺮﻭ ﺃﻥ ﺗﻮﺣﻲ ﻋﺒﺎﺭﺓ »ﺃﺣ ‪‬‬
‫ﺍﳌﮑﺎﻥ ـ ﮐﻤﺎ ﻳﻈﻬﺮ ﻣﻦ ﻋﻨﻮﺍﻥ ﺍﻟﻘﺼﻴﺪﺓ ـ ﻓﻴﺘﻮﻕ ﺍﻟﺸﺎﻋﺮ ﺇﱄ ﻟﻘﺎﺀ ﺍﻷﺭﺽ ﺍﻟﱵ ﻋﺎﺵ ﻓﻴﻬﺎ ﺣﻴﺚ ﺗﻐﺪﻭ‬
‫ﺻﻮﺭﺓ ﳎﺴﻤﺔ ﮐﺒﲑﺓ ﻭ ﺗﮑﱪ ﻣﻦ ﻗﺮﻳﺔ ﺟﻴﮑﻮﺭ ﺇﱄ ﺍﻟﻮﻃﻦ ﻭ ﺇﻥ ﱂ ﻳﺘﺠﺮﺩ ﻋﻦ ﲝﺜﻪ ﻋﻦ ﺯﻣﻨﻪ ﺍﻵﻓﻞ ﺍﻟﺬﻱ‬
‫ﻳﻌﺎﱐ ﺃﻭﺟﺎﻋ‪‬ﻪ )ﻗﻴﺲ ﮐﺎﻇﻢ ﺍﳉﻨﺎﰊ‪،۱۹۸۸،‬ﺹ ‪۶۷‬ﻭ‪.(۶۸‬‬
‫ﻂ ﺍﻟﱪ‪‬ﻱ«‪ ،‬ﻧﻘﻒ ﺃﻣﺎﻡ ﻣﺸﻬﺪ ﺻﻮﰐ ﺻﺎﺭﺥ ﳎﻠﺠﻞ ﻳﻮﻟـﻮﻝ‬
‫ﻭ ﰲ ﳎﺎﻝ ﺁﺧﺮ‪ ،‬ﰲ ﻗﺼﻴﺪﺓ »ﺻﻴﺎﺡ ﺍﻟﺒ ﹼ‬
‫ﻕ ﺻﻤﺎﺥ ﺍﻻﺫﻥ ﻟﺘﺰﺍﲪﻪ ﻋﻠﻴﻬﺎ‪ .‬ﻭ ﮐﺬﺍ ﻳﻘﻮﻱ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻘﺎﺭﺉ ﺍﻻﺣﺴﺎﺱ ﺑﺎﻟﺼـﻮﺕ‬
‫ﮐﺼﻮﺕ ﺍﳉﺮﺱ ﻭ ﻳﺪ ‪‬‬
‫ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻲ ﺍﻟﻨﺎﺟﻢ ﻋﻦ ﺻﻴﺎﺡ ﺍﻟﺒﻂ ﺍﻟﱪﻱ ﻷﻧ‪‬ﻪ ﻳﺒﺸ‪‬ﺮ ﺑﺎﳌﻄﺮ ﰲ ﺍﻟﺮﺑﻴﻊ ﻣﻊ ﺃﻧ‪‬ﻪ ﻻ ﳜﻠﻮ ﻣﻦ ﺷﻌﻮﺭ ﺷﻔﻴﻒ ﻭ ﻫﻮ‬
‫ﺍﻟﺸﻌﻮﺭ ﺑﺬﮐﺮﻳﺎﺕ ﺍﻟﻄﻔﻮﻟﺔ‪ ،‬ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﺴﻴﺎﺏ ﰲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﺼﻴﺪﺓ ﻭ ﻫﻮ ﻳﮑﺮﺭ ﻟﻔﻈـﺔ »ﻫ‪‬ﺘـﺎﻑ« ﻭ ﻟﻔﻈـﺔ‬
‫»ﺻ‪‬ﻴﺎﺡ«‪:‬‬
‫ﻚ ﻻ ﻳ‪‬ﺼﺪﺃ‬
‫ﻑ ﻣ‪‬ﻦ ﺍﻟﺪ‪‬ﻳ ‪‬‬
‫ﻫ‪‬ﺘﺎ ‪‬‬
‫ﺕ ﺍﻟﻨ‪‬ﺨﻴﻞ‬
‫ﻭ ‪‬ﻫ ‪‬ﺰ ﺍﻟﺼ‪‬ﺪﻱ ﺳ‪‬ﻌﻔﺎ ‪‬‬
‫‪.......................................‬‬
‫ﻑ ﺳ‪‬ﻤﻌﻨﺎﻩ ﻣ‪‬ﻨﺬ ﺍﻟﺼ‪‬ﻐﺮ‬
‫ﻫ‪‬ﺘﺎ ‪‬‬
‫ﺳ‪‬ﻤﻌﻨﺎﻩ ﺣ‪‬ﺘﻲ ﻧ‪‬ﻤﻮﺕ‬
‫‪.......................................‬‬
‫ﺍﻟﺘﻜﺮﺍﺭ ﻭ ﺗﺪﺍﺧﻞ ﺩﻻﻻﺗﻪ ﺍﻟﻔﻨﻴﺔ ﰲ ﺍﻟﻘﺼﻴﺪﺓ ﺍﳊ ﺮ‪‬ﺓ ﻋﻨﺪ »ﺍﻟﺴﻴ‪‬ﺎﺏ«‬
‫ ‪87‬‬
‫ﺻ‪‬ﻴﺎﺡ‪ ،‬ﺑ‪‬ﮑﺎﺀٌ‪ ،‬ﻏ‪‬ﻨﺎﺀٌ‪ ،‬ﻧﹺﺪﺍ ٌﺀ‬
‫ﻳ‪‬ﺒﺸ‪‬ﺮ ﺷ‪‬ﻄﺂﻧﻨﺎ ﺍﻟﻴﺎﺋﺴﺔ‬
‫ﺑﺄ ﹼﻥ ﺍ ﹶﳌﻄﹶﺮ‬
‫ﻋﻠﻲ ﻣ‪‬ﻬﻤﻪ ﺍﻟﺮ‪‬ﻳﺢ ‪‬ﻣ ‪‬ﺪ ﺍﻟﻘﹸﻠﻮﻉ‬
‫ﻂ ‪ ...‬ﻓﹶﻠﺘﻬﻨﺄﻱ ﻳﺎ ﺷ‪‬ﻤﻮﻉ‬
‫ﻫﻮ ﺍﻟ‪‬ﺒ ﱡ‬
‫‪.......................................‬‬
‫ﺡ ‪ ...‬ﮐﺄ ﹼﻥ ﺍﻟﺼ‪‬ﻴﺎﺡ‬
‫ﺻ‪‬ﻴﺎ ‪‬‬
‫ﻳ‪‬ﻨﺸ‪‬ﺮ‪ ،‬ﳑﺎ ﺍﻧﻄﻮﻱ ﻣﻦ ﺭﹺﻳﺎﺡ‬
‫ﺳ‪‬ﻬﻮ ﹰﻻ ﻭﺭﺍﺀ ﺍﻟﺴ‪‬ﻬﻮﻝ‬
‫‪.......................................‬‬
‫ﺡ ﮐﺄﺟﺮﺍﺱ ِﻣﺎﺀ ‪ ...‬ﮐﺄﺟﺮﺍﺱ ﺣ‪‬ﻘﻞ ﻣ‪‬ﻦ ﺍﻟﻨ‪‬ﺮﺟﹺﺲ‬
‫ﺻ‪‬ﻴﺎ ‪‬‬
‫ﺲ ﺗ‪‬ﺼﻐﻲ‪ ،‬ﻳﻘﻮﻝ‬
‫‪‬ﻳﺪ‪‬ﻧ ‪‬ﺪ ﹸﻥ ﻭ ﺍﻟﺸ‪‬ﻤ ‪‬‬
‫ﺑﺄ ﹼﻥ ﺍ ﹶﳌﻄﹶﺮ‬
‫ﺳ‪‬ﻴﻬﻄ ﹸﻞ ﻗﹶﺒ ﹶﻞ ﺍﻧﻄﻮﺍﺀ ﺍﳉ‪‬ﻨﺎﺡ‬
‫ﻭ ﻗﹶﺒ ﹶﻞ ﺍﻧﺘﻬﺎﺀ ﺍﻟﺴ‪‬ﻔﺮ‪....‬‬
‫)ﺍﻟﺴﻴﺎﺏ‪،‬ﺝ‪ ۱‬ﺹ‪۱۱۴‬ﻭ‪(۱۱۵‬‬
‫ﻭ ﻫﮑﺬﺍ ﻳﺒﺸ‪‬ﺮ ﺍﻟﺼﻴﺎﺡ ﺑﺎﻷﻣﻞ‪ ،‬ﺃﻣﻞ ﻳﺘﻮﻗﻊ ﻫﻄﻼﻥ ﺍﳌﻄﺮ‪ ،‬ﺻﻴﺎﺡ ﮐﺄﻧ‪‬ﻪ ﺟﺮﺱ ﺍﳌﺎﺀ ﻳﻘﻄﺮ ﻗﻄﺮﺓ ﻓﻘﻄﺮﺓ‪.‬‬
‫ﻼ ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺍﳉﺎﻧﺐ ﺍﻻﻳﻘﺎﻋﻲ ﺇﺫ ﻫﻮ ﻳﺘﺮﺍﻗﻲ ﺑﻔﻀﻞ ﲡﻤﻴﻊ ﺍﻟﺼﻮﺕ ﻣﻦ ﺟﻮﺍﻧﺐ‬
‫ﻓﻴﻘﻮﻱ ﺍﳉﺎﻧﺐ ﺍﻟﺸﻌﻮﺭﻱ ﻗﻠﻴ ﹰ‬
‫ﻋﺪ‪‬ﺓ‪.‬‬
‫ﻭ ﻗﺪ ﺍﺳﺘﻄﺎﻉ ﺍﻟﺸﺎﻋﺮ ﰲ ﺧﺘﺎﻡ ﺍﻟﻘﺼﻴﺪﺓ »ﺍﻟﻮﺻﻴﺔ« ﺃﻥ ﳝﺰﺝ ﺑﺘﻘﻨﻴﺔ ﺍﻟﺘﮑﺮﺍﺭ ﻭ ﺑﺘﺮﻩ‪ ،‬ﺍﻟﺪﻻﻟﺔ ﺍﻻﻳﻘﺎﻋﻴﺔ‬
‫ﺑﺎﻟﺸﻌﻮﺭﻳﺔ ﮐﻤﺎ ﻳﻠﻲ‪:‬‬
‫ﻱ ﺑﺄﺱ‬
‫ﺖﺃ ‪‬‬
‫ﻻ ﺗ‪‬ﺤﺰﱐ ﺇﻥ ‪‬ﻣ ‪‬‬
‫ﺃﻥ ﻳ‪‬ﺤ ﹼﻄ ‪‬ﻢ ﺍﻟﻨﺎﻱ ﻭ ﻳﺒﻘﻲ ﳊﻨ‪‬ﻪ ﺣ‪‬ﺘﻲ ﻏﹶﺪﻱ؟‬
‫ﻻ ﺗ‪‬ﺒﻌﺪﻱ‬
‫ﻻ ﺗ‪‬ﺒﻌﺪﻱ‬
‫ﻻ‪..‬‬
‫)ﺍﻟﺴﻴﺎﺏ‪،‬ﺝ ‪ ۱‬ﺹ‪(۱۳۷‬‬
‫ﻓﻬﺬﺍ ﺍﻟﺘﮑﺮﺍﺭ ﻭ ﺑﺘﺮﻩ ﻳﮑﹼﻮﻧﺎﻥ ﺍﻳﻬﺎﻣﹰﺎ ﺑﺎﻧﻘﻀﺎﺀ ﺍﻟﺼﻮﺕ ﻭ ﺿﻴﺎﻉ ﺍﻟﮑﻠﻤﺎﺕ‪ ،‬ﻭ ﱂ ﻳﺒﻖ ﺳﻮﻱ ﺻـﺪﻱ‬
‫ﺷﺎﺣﺐ ﺳﺮﻋﺎﻥ ﻣﺎ ﳜﻔﺖ ﻭ ﻳﻀﻴﻊ‪ .‬ﻭ ﺍﻟﺸﺎﻋﺮ ﺍﺳﺘﻄﺎﻉ ﺃﻥ ﻳﺸﲑ ﺇﱄ ﺍﻟﺘﻮﺗﺮ ﺍﻟﻮﺟـﺪﺍﱐ ﺍﻟـﺬﻱ ﻳﻔﺘـﺮﺵ‬
‫ﻣﺴﺎﺣﺔ ﺍﻟﻘﺼﻴﺪﺓ ﺑﻮﺍﺳﻄﺔ ﺍﻟﺘﮑﺮﺍﺭﺍﺕ‪ ،‬ﻭ ﻗﺪ ﻭﺻﻞ ﺇﱄ ﻏﺎﻳﺘﻪ‪ ،‬ﺃﻭ ﺗﺪﺭﺝ ﺇﱄ ﻗﻤﺘﻪ‪ ،‬ﻭ ﱂ ﻳﻌﺪ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻟﺸﺎﻋﺮ‬
‫ﳎﻠﺔ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻭ ﺁﺩﺍ‪‬ﺎ‬
‫‪ 88‬‬
‫ﺳﻮﻱ ﺍﻟﺼﻤﺖ ﺍﻟﮑﻈﻴﻢ‪ ،‬ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﻓﻘﺪ ﺑﺴﺒﺐ ﺗﻮﺗﺮﻩ ﺍﻟﻘﺪﺭﺓ ﻋﻠﻲ ﺍﻻﺳﺘﻤﺮﺍﺭ ﺃﻭ ﺍﻻﺑﺎﻧﺔ ﻋﻦ ﻣﺸﺎﻋﺮﻩ ﺍﻟﻐﺎﺋﺼﺔ‬
‫)ﺭﺟﺎﺀ ﻋﻴﺪ‪،۱۹۸۵،‬ﺹ ‪.(۷۲‬‬
‫ﻭ ﻟﻌ ﹼﻞ ﻗﺼﻴﺪﺓ » ‪‬ﺭ ‪‬ﺣ ﹶﻞ ﺍﻟﻨ‪‬ﻬﺎﺭ«‪ ،‬ﺗﻌﺘﱪ ﺃﲨﻞ ﻗﺼﻴﺪﺓ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ ﺍﻟﺘﺸﮑﻴﻞ ﺍﳍﻨﺪﺳﻲ ﲝﻴـﺚ ﺍﺳـﺘﻄﺎﻉ‬
‫ﺍﻟﺸﺎﻋﺮ ﺃﻥ ﻳﺘﻴﺢ ﳍﺎ ﺻﻮﺭﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﮑﺮﺍﺭ ﺍﻻﺳﻠﻮﰊ ﺍﳌﻨﺘﻈﻢ‪ ،‬ﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﻣﻨﺢ ﺍﻟﻘﺼﻴﺪﺓ ﺃﻏﲏ ﺍﻟﺪﻻﻻﺕ‪ :‬ﺍﻟﺪﻻﻟﺔ‬
‫ﺍﻟﺸﻌﻮﺭﻳﺔ ﺍﻟﻌﻤﻴﻘﺔ ﻭ ﺍﻟﺪﻻﻟﺔ ﺍﻻﻳﻘﺎﻋﻴﺔ ﲜﺎﻧﺒﻬﺎ‪ .‬ﻳﻌﲏ ﮐﻤﺎ ﻳﻮﻓﺮ ﺍﻟﺘﮑﺮﺍﺭ ﻟﻘﺼﻴﺪﺓ ﻣﺎ ﺩﻻﻟﺔ ﺷﻌﻮﺭﻳﺔ ﻳﻮﻓ ‪‬ﺮ ﳍﺎ‬
‫ﻋﻠﻲ ﻗﺪﺭﻫﺎ ﺩﻻﻟﺔ ﺍﻳﻘﺎﻋﻴﺔ ﺗﺰﻳﺪ ﰲ ﺗﺄﺛﲑ ﺍﻟﻘﺼﻴﺪﺓ ﻋﻠﻲ ﻧﻔﺲ ﺍﳌﺨﺎﻃﺐ‪.‬‬
‫ﺭ‪‬ﺣ ﹶﻞ ﺍﻟﻨ‪‬ﻬﺎ ‪‬ﺭ‬
‫ﻫﺎ ﺇﻧ‪‬ﻪ ﺍﻧ ﹶﻄﻔﹶﺄﺕ ﺫﹸﺑﺎﹶﻟﺘ‪‬ﻪ ﻋﻠﻲ ﺃﻓ ﹴﻖ ‪‬ﺗ ‪‬ﻮﻫ‪‬ﺞ ﺩﻭ ﹶﻥ ﻧﺎﺭ‬
‫ﺖ ﺗ‪‬ﻨﺘﻈﺮﻳ ‪‬ﻦ ﻋﻮﺩ‪‬ﺓ ﺳ‪‬ﻨﺪﺑﺎﺩ ﻣ‪‬ﻦ ﺍﻟﺴ‪‬ﻔﺎﺭ‬
‫ﻭﺟ‪‬ﻠﺴ ‪‬‬
‫ﻒ ﻭ ﺍﻟﺮ‪‬ﻋﻮ ‪‬ﺩ‬
‫ﺻ ‪‬‬
‫ﺥ ﻣﻦ ﻭ‪‬ﺭﺍﺋﻚ ﺑﺎﻟﻌ‪‬ﻮﺍ ‪‬‬
‫ﻭ ﺍﻟﺒ‪‬ﺤ ‪‬ﺮ ﻳ‪‬ﺼﺮ ‪‬‬
‫ﻫ‪‬ﻮ ﻟﹶﻦ ﻳ‪‬ﻌﻮﺩ‪.‬‬
‫‪.......................................‬‬
‫ﻓﹶﻠﺘ‪‬ﺮﺣﻠﹶﻲ‪ ،‬ﻫﻮ ﻟﹶﻦ ﻳﻌﻮ ‪‬ﺩ‬
‫ﺴﺤ‪‬ﺐ ﺍﻟﺜﱠﻘﻴﻠﺔ ﻭ ﺍﻟﺮ‪‬ﻋﻮﺩ‬
‫ﺕ ﻣ‪‬ﻦ ﺍﻟ ‪‬‬
‫ﺍﻷﻓ ‪‬ﻖ ﻏﺎﺑﺎ ‪‬‬
‫ﺾ ﺃﺭ ‪‬ﻣﺪ‪‬ﺓ ﺍﻟ‪‬ﻨﻬﺎ ﹺﺭ‬
‫ﺕ ﻣﻦ ﺃﲦﺎﺭﻫ ‪‬ﻦ ﻭ ﺑﻌ ‪‬‬
‫ﺍﳌﻮ ‪‬‬
‫ﺾ ﺃﺭﻣﺪﺓ ﺍﻟﻨ‪‬ﻬﺎ ﹺﺭ‬
‫ﺕ ﻣﻦ ﺃﻣﻄﺎﺭﻫ ‪‬ﻦ ﻭﺑ‪‬ﻌ ‪‬‬
‫ﺍ ﹶﳌ ‪‬ﻮ ‪‬‬
‫ﺾ ﺃﺭﻣﺪﺓ ﺍﻟﻨ‪‬ﻬﺎ ﹺﺭ‬
‫ﻑ ﻣﻦ ﺃﻟﻮﺍﻧﹺﻬ ‪‬ﻦ ﻭ ﺑﻌ ‪‬‬
‫ﺍﳋﹶﻮ ‪‬‬
‫‪‬ﺭ ‪‬ﺣ ﹶﻞ ﺍﻟﻨ‪‬ﻬﺎ ‪‬ﺭ‬
‫‪‬ﺭ ‪‬ﺣ ﹶﻞ ﺍﻟﻨ‪‬ﻬﺎ ‪‬ﺭ‪.‬‬
‫)ﺍﻟﺴﻴﺎﺏ‪،‬ﺝ ‪ ۱‬ﺹ ‪(۱۴۱‬‬
‫ﻭ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮ ﺃ ﹼﻥ ﺍﻟﺴﻴﺎﺏ ﻗﺪ ﲤﮑﹼﻦ ﻣﻦ ﺃﻥ ﻳﻮﻇﹼﻒ ﺍﻟﺘﮑﺮﺍﺭ ﻟﺘﺮﺳﻴﺦ ﺍﻟﻼﺃﻣﻞ ﰲ ﺍﻧﺘﻈﺎﺭ ﺍﻷﻣﻞ ﺣﻴﺚ ﺗﮑﻮﻥ‬
‫ﺍﳉﻤﻠﺔ ﺍﻟﺘﮑﺮﺍﺭﻳﺔ ﳎﺴﻤﺔ ﻟﺮﺣﻴﻞ ﺍﻷﻣﻞ ﻭ ﺣﻠﻮﻝ ﺍﻟﻈﻼﻡ ﺍﳌﻮﻣﺊ ﻟﻠﻴﺄﺱ ﻭ ﺍﻟﻔﻘﺪ ﻭ ﺍﻟﻀﻴﺎﻉ‪ ،‬ﮐﻤﺎ ﻗﺎﻝ ‪‬ﺬﺍ‬
‫ﺭﺟﺎﺀ ﻋﻴﺪ ﰲ ﺗﺒﻴﲔ ﺍﻟﺪﻻﻟﺔ ﺍﻟﺸﻌﻮﺭﻳﺔ )ﺹ ‪ ۶۷‬ﻭ ‪ .(۶۸‬ﻭ ﻳﻌﺘﻘﺪ ﺣﺴﻦ ﺍﻟﻐﺮﰲ ﺑﺄ ﹼﻥ ﺍﻷﺻﻮﺍﺕ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﺸﺤﻨﺔ‬
‫ﺍﻟﻨﻐﻤﻴﺔ ﺗﺮﺗﺒﻂ ﰲ ﺍﻟﻨﺺ ﺍﻟﺸﻌﺮﻱ ﺑﺎﳌﻮﺍﻗﻒ ﺍﻟﺸﻌﻮﺭﻳﺔ ﻭ ﻳﺒﺪﻭ ﳑﺎ ﲣﺘﺰﻧﻪ ﺍﻟﻘﺼﻴﺪﺓ ﻣﻦ ﺗﺸـﮑﻴﻼﺕ ﻧﻐﻤﻴـﺔ‬
‫ﻳﮑﻮﻥ ﺃﺳﺎﺳﻪ ﺍﻟﺘﻤﺜﻴﻞ ﺍﻟﻔﺮﻳﺪ ﻟﻄﺒﻴﻌﺔ ﺍﻷﺻﻮﺍﺕ ﺣﻴﺚ ﺇ ﹼﻥ ﺗﺮﺍﮐﻢ ﺍﻷﺻﻮﺍﺕ ﻳﺴﺎﻫﻢ ﻭ ﺑﺸﮑﻞ ﻣﮑﺜـﻒ ﰲ‬
‫ﺗﮑﻮﻳﻦ ﺍﻟﺘﺸﮑﻴﻞ ﺍﻟﻨﻔﺴﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻌﻤﻖ ﻓﻴﻨﺎ ﺍﻻﺣﺴﺎﺱ ﺑﻮﻗﻊ ﺍﻟﺮﺅﻳﺎ )ﺍﻷﻣﻞ( ﺍﻟﱵ ﺗﻨﺒﺜﻖ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺺ )ﺣﺮﮐﻴ‪‬ـﺔ‬
‫ﺍﻻﻳﻘﺎﻉ‪،۲۰۰۱،‬ﺹ ‪.(۳۹-۳۷‬‬
‫ﻭ ﻳﻘﻮﻝ ﺍﻟﺴﻴﺎﺏ ﰲ ﻗﺼﻴﺪﺓ »ﻏﹶﺮﻳﺐ ﻋ‪‬ﻠﻲ ﺍﳋﹶﻠﻴﺞ«‪:‬‬
‫ﺍﻟﺘﻜﺮﺍﺭ ﻭ ﺗﺪﺍﺧﻞ ﺩﻻﻻﺗﻪ ﺍﻟﻔﻨﻴﺔ ﰲ ﺍﻟﻘﺼﻴﺪﺓ ﺍﳊ ﺮ‪‬ﺓ ﻋﻨﺪ »ﺍﻟﺴﻴ‪‬ﺎﺏ«‬
‫ ‪89‬‬
‫ﺕ ‪‬ﺗ ﹶﻔﺠ‪‬ﺮ ﰲ ﻗﺮﺍﺭﺓ ﻧ‪‬ﻔﺴﻲ ﺍﻟﺜﱠﮑﻠﻲ‪ :‬ﻋ‪‬ﺮﺍﻕ‪،‬‬
‫ﺻ‪‬ﻮ ‪‬‬
‫ﮐﺎﳌﹼﺪ ﻳ‪‬ﺼﻌ‪‬ﺪ‪ ،‬ﮐﺎﻟﺴ‪‬ﺤﺎﺑﺔ‪ ،‬ﮐﺎﻟﺪ‪‬ﻣﻮﻉ ﺇﱄ ﺍﻟﻌﻴﻮ ‪‬ﻥ‬
‫ﺍﻟﺮ‪‬ﻳ ‪‬ﺢ ﺗ‪‬ﺼﺮﺥ ﰊ‪ :‬ﻋ‪‬ﺮﺍﻕ‬
‫ﺲ ﺳ‪‬ﻮﻱ ﻋ‪‬ﺮﺍﻕ!‬
‫ﺝ ﻳ‪‬ﻌﻮﻝ ﰊ‪ :‬ﻋ‪‬ﺮﺍﻕ‪ ،‬ﻋ‪‬ﺮﺍﻕ‪ ،‬ﻟﻴ ‪‬‬
‫ﻭ ﺍﳌﹶﻮ ‪‬‬
‫ﺖ ﺃﺑﻌ ‪‬ﺪ ﻣﺎ ﺗﮑﻮ ﹸﻥ‬
‫ﺍﻟﺒﺤ ‪‬ﺮ ﺃﻭ ‪‬ﺳ ‪‬ﻊ ﻣﺎ ﻳﮑﻮ ﹸﻥ ﻭ ﺃﻧ ‪‬‬
‫ﻕ‬
‫ﻚ ﻳﺎ ﻋ‪‬ﺮﺍ ‪‬‬
‫ﻭ ﺍﻟﺒﺤ ‪‬ﺮ ﺩﻭﻧ ‪‬‬
‫ﺕ ﺑﺎﳌﹶﻘﻬﻲ‪ ،‬ﺳﻤ‪‬ﺘﻚ ﻳﺎ ﻋ‪‬ﺮﺍﻕ‪.‬‬
‫ﲔ ﻣ‪‬ﺮﺭ ‪‬‬
‫ﺲﺣ ‪‬‬
‫ﺑﺎﻷﻣ ﹺ‬
‫)ﺍﻟﺴﻴﺎﺏ‪،‬ﺝ ‪ ۱‬ﺹ‪(۱۸۱‬‬
‫ﻓﻬﻮ ﮐﺮ‪‬ﺭ ﻟﻔﻈﺔ »ﻋﺮﺍﻕ« ﻣﻨﺎﺩﻳﹰﺎ ﺑﻪ ﺃﻭ ﺻﺎﺭﺧﹰﺎ ﻟﻪ ﻟﻴﮑﺸﻒ ﻋﻦ ﺣﻨﲔ ﮐﺎﻣﻦ ﰲ ﺻﺪﺭﻩ‪ ،‬ﻭ ﻋﻦ ﻋﺎﻃﻔﺔ‬
‫ﺗﺘﻨﺎﻗﻞ ﻣﮑﺮﺭ ﹰﺓ ﺑﲔ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﻭ ﺍﻟﻠﺴﺎﻥ‪ .‬ﻭ ﲟﺎ ﺃ ﹼﻥ ﻗﺼﻴﺪﺓ »ﻏﺮﻳﺐ ﻋﻠﻲ ﺍﳋﻠﻴﺞ« ـ ﮐﻤﺎ ﻳﻘﻮﻝ ﺇﺣﺴﺎﻥ ﻋﺒﺎﺱ‬
‫ﻼ‬
‫ـ ﲤﺜﹼﻞ ﺍﻻﺣﺴﺎﺱ ﺑﺎﻟﻐﺮﺑﺔ ﻭ ﺍﻟﺸﻮﻕ ﺍﻟﻌﺎﺭﻡ ﻟﻠﻌﻮﺩﺓ ﺇﱄ »ﻋﺮﺍﻕ« ﻟﮑ ‪‬ﻦ ﺍﻻﻓﺘﻘﺎﺭ ﺇﱄ ﺍﻟﻨﻘﻮﺩ ﻳﻘﻒ ﺣـﺎﺋ ﹰ‬
‫ﺩﻭﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻌﻮﺩﺓ )ﺹ ‪.(۱۵۱‬‬
‫ﻭ ﺍﻟﻘﺼﻴﺪﺓ ﺗﺴﺘﮑﺸﻒ ﺃﻳﻀﹰﺎ ﺍﳌﺸﺎﻋﺮ ﺍﳌﺘﻀﺎﺭﺑﺔ‪ ،‬ﻭ ﺗﺒﲔ ﻋﻦ ﲤﺰ‪‬ﻕ ﺍﻟﺸﺎﻋﺮ ﺑﲔ ﺃﻣﻠﻪ ﻭ ﻳﺄﺳـﻪ )ﺭﺟـﺎﺀ‬
‫ﻋﻴﺪ‪ ،۱۹۸۵،‬ﺹ ‪ .(۶۳‬ﻭ ﺇﺿﺎﻓﺔ ﺇﱄ ﻫﺬﺍ ﲢﻤﻞ ﻟﻔﻈﺔ »ﻋﺮﺍﻕ« ﺑﺘﮑﺮﺍﺭﻫﺎ ﻗﺴﻄﹰﺎ ﻣﻦ ﺍﻻﳛﺎﺀ ﺍﻻﻳﻘﺎﻋﻲ‪ .‬ﲝﻴﺚ‬
‫ﻳﺄﺧﺬ ﺍﺳﻢ ﺍﻟﻌﺮﺍﻕ ﰲ ﺍﻟﺘﻔﺠ‪‬ﺮ ﺍﻟﺼﻮﰐ ﺑﻘﺮﺍﺭ ﻋﻤﻴﻖ ﻳﻨﺸﺮﻩ ﺍﳌﻮﺝ ﰲ ﺃﺻﺪﺍﺀ ﻣﺘﺘﺎﻟﻴﺔ ﺗﻌﮑﺲ ﺩﺭﺟﺔ ﻋﺎﻟﻴﺔ ﻣﻦ‬
‫ﺍﻟﺘﻔﺎﻋﻞ ﺍﻟﺰﺍﺧﺮ ﺑﲔ ﺍﻻﻳﻘﺎﻉ ﺍﻟﻨﻔﺴﻲ ﻭ ﺍﻟﺼﻮﰐ ﻋﻠﻲ ﺃﺳﺎﺱ ﻓﮑﺮﺓ ﺍﶈﺎﮐﺎﺓ )ﺻﻼﺡ ﻓﻀﻞ‪،۱۹۹۸،‬ﺹ ‪ .(۹۴‬ﳌﺎ‬
‫ﻼ ﻋﻦ »ﻣﺎ ﺃﺿﻔﺎﻩ ﺍﻟﺸﺎﻋﺮ ﻣﻦ ﺍﻃﻼﻗﻴﺔ ﻋﻠﻲ ﺑﻨﻴـﺔ‬
‫ﻳﻘﻊ ﰲ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﺔ ﻣﻦ ﺻﺪﻱ ﻳﻌﮑﺴﻪ ﺍﻟﺘﺮﺩﺍﺩ ﺍﻟﺼﻮﰐ‪ .‬ﻓﻀ ﹰ‬
‫ﺍﻟﺘﻌﺒﲑ ﺍﻟﺸﻌﺮﻳﺔ ﺳﻮﺍ ٌﺀ ﺗﺄ‪‬ﺗﻲ ﺫﻟﻚ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺗﮑﺮﺍﺭ ﺃﺻﻮﺍﺕ ﺑﻌﻴﻨﻬﺎ ﻣﺜﻞ ﺍﻟﺮﺍﺀ‪ ...‬ﺃﻭ ﻋﻦ ﻃﺮﻳـﻖ ﺇﺷـﺎﻋﺔ‬
‫ﺃﺻﻮﺍﺕ ﺍﳌ ‪‬ﺪ ﻭ ﺍﻟﺘﻀﻌﻴﻒ« )ﺣﺴﻦ ﺍﻟﻐـﺮﰲ‪،۲۰۰۱،‬ﺹ ‪ (۳۶‬ﻭ ﻫﮑﺬﺍ ﺗﺘﺤ‪‬ﺪﺩ ﺍﻟﻘﻴﻢ ﺍﻻﻳﻘﺎﻋﻴﺔ ﻟﻠﻔﻈﺔ ﺍﳌﻔـﺮﺩﺓ‬
‫ﻋﻠﻲ ﺃﺳﺎﺱ ﺍﻟﺘﮑﺮﺍﺭ ﰲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﺼﻴﺪﺓ‪.‬‬
‫ﻭ ﲢﻤﻞ ﻗﺼﻴﺪﺓ »ﻣﺮﺣﻲ ﻏﻴﻼﻥ« ﰲ ﻃ‪‬ﻴﺎ‪‬ﺎ ﻇﻮﺍﻫﺮ ﺍﻳﻘﺎﻋﻴﺔ ﺗﺘﻤﺜﻞ ﰲ ﺗﮑﺮﺍﺭ ﺍﻟﻠﻔﻆ ﺍﳌﻨﻤﻨﻢ »ﺑﺎﺑـﺎ ‪...‬‬
‫ﺑﺎﺑﺎ« ﺟﺎﺭﻳﹰﺎ ﻋﻠﻲ ﻟﺴﺎﻥ ﻏﻴﻼﻥ‪ ،‬ﺍﺑﻦ ﺍﻟﺸﺎﻋﺮ ﺍﳊﺒﻴﺐ‪ ،‬ﻭ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺜﻨﺎﺋﻴﺔ ﰲ ﺍﻟﻠﻔﻆ ﺍﳌﮑـﺮﺭ ﺗﺄﺧـﺬ ﺑﻨﺎﺻـﻴﺔ‬
‫ﺍﻟﻘﺼﻴﺪﺓ ﺇﱄ ‪‬ﺎﻳﺘﻬﺎ ﻭ ﺗﺘﺮﺩ‪‬ﺩ ﰲ ﺻﺪﺭ ﮐﻞ ﻣﻘﻄﻊ ﻳﺮﻳﺪ ﺍﻟﺸﺎﻋﺮ ﺑﺪﺀﻩ ﻭ ﺗﻈﻬﺮ ﺍﻟﻄﺎﻗﺔ ﺍﳌﻮﺳﻴﻘﻴﺔ ﻟﻠﻔـﻆ ﰲ‬
‫ﺗﻮﺯﻳﻌﻬﺎ ﻭ ﺗﻨﻤﻴﺘﻬﺎ ﻋﻠﻲ ﻃﺮﻳﻘﺔ ﺍﶈﺎﮐﺎﺓ ﻣﻊ ﻣﺎ ﺗﻔﺠ‪‬ﺮ ﻣﻦ ﻣﮑﻨﻮﻧﺎﺕ ﺳﺤﺮﻳﺔ )ﺻﻼﺡ ﻓﻀﻞ‪،۱۹۹۸،‬ﺹ‪.(۱۰۰‬‬
‫ﻫﺬﺍ ﻭ ﺻﻮﺕ ﺍﳌﺪ ﺍﳌﺘﺠﺴﺪ ﰲ »ﺍﻷﻟﻒ« ﻳﺘﻄﺎﻭﻝ ﺑﻪ ﺍﻟ‪‬ﻨﻔﹶﺲ ﺍﻟﺸﻌﺮﻱ ﻭ ﳝﺘﺪ ﮐﻤﻈﻬﺮ ﻣـﻦ ﻣﻈـﺎﻫﺮ‬
‫ﺍﻟﺘﻔﺠﺮ ﺍﻟﺼﻮﰐ ﻭ ﺗﻼﺷﻴﻪ ﻋﻠﻲ ﺻﻮﺭﺓ ﺍﳉﺮﺱ ﻋﻠﻲ ﺻﻔﺤﺔ ﺑﺎﺏ ﺍﻻﺣﺴﺎﺱ ﺍﻟﻌﻤﻴﻖ ﮐﻤﺎ ﻳﻘﻮﻝ ﺍﻟﺸﺎﻋﺮ‪:‬‬
‫»ﺑﺎﺑﺎ ‪ ...‬ﺑﺎﺑﺎ«‬
‫ﺏ ﺻ‪‬ﻮﺗ‪‬ﻚ ﰲ ﺍﻟﻈﱠﻼﻡﹺ‪ ،‬ﺇﱄﱠ‪ ،‬ﮐﺎ ﹶﳌﻄﹶﺮ ﺍﻟﻐ‪‬ﻀ ﹺﲑ‬
‫ﻳﻨﺴﺎ ‪‬‬
‫‪.......................................‬‬
‫ﳎﻠﺔ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻭ ﺁﺩﺍ‪‬ﺎ‬
‫‪ 90‬‬
‫»ﺑﺎﺑﺎ ‪ ...‬ﺑﺎﺑﺎ«‬
‫ﻳﺎ ‪‬ﺳﻠﹼﻢ ﺍﻷﻧﻐﺎﻡﹺ‪ ،‬ﺃ‪‬ﻳ ﹸﺔ ﺭ‪‬ﻏﺒ ‪‬ﺔ ﻫﻲ ﰲ ﻗﹶﺮﺍﺭﻙ‪.‬‬
‫)ﺍﻟﺴﻴﺎﺏ‪،‬ﺝ ‪ ۱‬ﺹ‪۱۸۴‬ﻭ‪(۱۸۵‬‬
‫ﻭ ﮐﺄ ﹼﻥ ﺍﻟﺸﺎﻋﺮ ﻳﺘﻌﻤﺪ ﰲ ﺇﻓﻬﺎﻡ ﺍﻟﻘﺎﺭﺉ ﺃ ﹼﻥ ﺍﻟﻘﺼﻴﺪﺓ ﺗﻠﻮﺫ ﺑﺎﻟﻨﻐﻢ ﺭﺍﻣﺰﹰﺍ ﺇﻟﻴﻪ ﺑﻌﺒﺎﺭﺓ »ﻳﺎ ‪‬ﺳﹼﻠ ‪‬ﻢ ﺍﻷﻧﻐﺎﻡ«‪.‬‬
‫ﻭ ﻳﻨﻬﻲ ﺇﺣﺴﺎﻥ ﻋﺒﺎﺱ ﺍﻟﻐﺮﺽ ﺍﳌﻘﺼﻮﺩ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻻﻟﺔ ﺍﻻﻳﻘﺎﻋﻴﺔ ﻟﻠﻔﻆ ﺑﻘﻮﻟﻪ‪» :‬ﻭﻟﮑ ‪‬ﻦ ﮐﻠﻤﺔ )ﺑﺎﺑﺎ( ﱂ ﺗﮑـﻦ‬
‫ﺫﺍﺕ ﺃﺛﺮ ﻋﺎﺩﻱ ﻭ ﺍﻧ‪‬ﻤﺎ ﮐﺎﻧﺖ ﮐﺎﻟﺼﻌﻘﺔ ﺍﻟﱵ ﺗﺘﺮﻙ ﻣﻦ ﺗﺼﻴﺒﻪ ﻣﻨﻄﺮﺣﹰﺎ ﺳـﺎﻋﺎﺕ‪ ،‬ﺃﻭ ﮐﻌﻤﻠﻴـﺔ ﺗﻔﺠ‪‬ـﺮ‬
‫ﻣﺘﻼﺣﻘﺔ ﻣﻊ ﺃ ﹼﻥ ﺍﻟﻄﺎﻗﺔ ﺍﳌﺨﺰﻭﻧﺔ ﻓﻴﻬﺎ ﳚﺐ ﺃ ﹼﻻ ﺗ‪‬ﺤﺪﺙ ﺍ ﹼﻻ ﺍﻧﻔﺠﺎﺭﹰﺍ ﻭﺍﺣﺪﹰﺍ« )ﺹ ‪ (۲۴۲‬ﻓﻴﺒﺪﻭ ﻣﻦ ﮐـﻼﻡ‬
‫ﺍﻟﻨﺎﻗﺪ ﺃ ﹼﻥ ﻟﻠﻔﻈﺔ ﺍﳛﺎﺀﹰﺍ ﺷﻌﻮﺭﻳﹰﺎ ﳛﺪﺙ ﮐﺎﻟﺼﻌﻘﺔ ﺗﺘﺮﻙ ﺍﻟﺴﺎﻣﻊ ﻣﻨﻄﺮﺣﹰﺎ ﻭ ﺃ ﹼﻥ ﳍﺎ ﺍﳛـﺎﺀﹰﺍ ﻧﻐﻤﻴـﹰﺎ ﻳﺘﻔﺠ‪‬ـﺮ‬
‫ﻣﺘﻼﺣﻘﺎﹰ‪ ،‬ﺇﺫﻥ ﻓﻬﻤﺎ ﺑﻌﺪﺍﻥ ﺃﺳﺎﺳﻴﺎﻥ ﻟﻠﹼﻔﻆ‪.‬‬
‫ﻭ ﻗﺼﻴﺪﺓ »ﺍﻟﻨﻬﺮ ﻭ ﺍﳌﻮﺕ« ﺗﻨﻀﺢ ﺑﺪﻻﻟﺔ ﺍﻟﺘﮑﺮﺍﺭ ﺍﻻﻳﻘﺎﻋﻴﺔ ﲝﻴﺚ ﺗﻈﻬﺮ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺪﻻﻟﺔ ﺣﲔ ﻳﺘﮑـﺮﺭ‬
‫ﺍﻟﻠﻔﻆ ﺃﻭ ﺍﻟﺼﻮﺕ‪ .‬ﻓﮑﻠﻤﺔ »ﺑﻮﻳﺐ« ﺍﻟﱵ ﺗﺘﮑﺮﺭ ﻋﱪ ﺍﻟﻘﺼﻴﺪﺓ ﺗﻮﺣﻲ ﺑﺎﻟﻨﻐﻢ ﺍﳉﺎﺭﻱ ﰲ ﺑـﺎﻃﻦ ﺍﻟﮑﻠﻤـﺔ‬
‫ﻭﻟﮑﻨ‪‬ﻬﺎ ﺗﻔﻘﺪ ﺍﻻﻧﺘﻈﺎﻡ ﻭ ﺍﳍﻨﺪﺳﺔ‪:‬‬
‫ﺑ‪‬ﻮﻳ‪‬ﺐ ‪...‬‬
‫ﺑ‪‬ﻮﻳ‪‬ﺐ ‪...‬‬
‫ﻉ ﰲ ﻗﹶﺮﺍﺭﺓ ﺍﻟ‪‬ﺒﺤ‪‬ﺮ‬
‫ﺝ ﺿﺎ ‪‬‬
‫ﺱ ﺑ‪‬ﺮ ﹴ‬
‫ﺃﺟﺮﺍ ‪‬‬
‫ﺸﺠ‪‬ﺮ‬
‫ﺍﳌﺎ ُﺀ ﰲ ﺍﳉ‪‬ﺮﺍﺭ‪ ،‬ﻭ ﺍﻟﻐ‪‬ﺮﻭﺏ ﰲ ﺍﻟ ‪‬‬
‫ﻀ ‪‬ﺢ ﺍﳉ‪‬ﺮﺍﺭ ﺃﺟﺮﺍﺳﹰﺎ ﻣﻦ ﺍ ﹶﳌﻄﹶﺮ‬
‫ﻭ ﺗ‪‬ﻨ ‪‬‬
‫ﹺﺑﻠﹼﻮﺭﻫﺎ ﻳ‪‬ﺬﻭﺏ ﰲ ﺃﻧﲔ‬
‫»‪‬ﺑﻮ‪‬ﻳﺐ ‪ ...‬ﻳﺎ ‪‬ﺑﻮ‪‬ﻳﺐ!«‬
‫ﻓﹶﻴﺪﻟﹶﻬ ‪‬ﻢ ﰲ ﺩ‪‬ﻣﻲ ﺣ‪‬ﻨﲔ‬
‫ﻚ ﻳﺎ ‪‬ﺑﻮ‪‬ﻳﺐ‪.‬‬
‫ﺇﻟﻴ ‪‬‬
‫)ﺍﻟﺴﻴﺎﺏ‪،‬ﺝ ‪ ۱‬ﺹ‪(۲۴۴‬‬
‫ﻓﻬﺬﺍ ﺍﻟﻠﻮﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﮑﺮﺍﺭ ﺍﳌﺘﻨﺎﺛﺮ ﺑﲔ ﺍﻟﺜﻨﺎﺋﻴﺔ ﻭ ﺍﻷﺣﺎﺩﻳﺔ ﻟﻠﻔﻆ ﻻ ﳜﻔﻲ ﺍﻟﻨﻐﻢ ﺍﺫﺍ ﺗﺘﺒ‪‬ﻌﻨﺎ ﻫﺬﻩ ﺍﳋﺼﻴﺼـﺔ‬
‫ﰲ ﺍﻟﻠﻔــﻆ‪ .‬ﮐﻤــﺎ ﻓﻴــﻪ ﻣــﻦ ﺗﮑــﺮﺍﺭ ﺍﻷﺻــﻮﺍﺕ ﻭ ﺗﻨﺎﻏﻤﻬــﺎ ﻳﺘﻤﺜﹼــﻞ ﰲ »ﻭ‪ ،‬ﻱ‪ ،‬ﺏ«‬
‫)ﺍﻟﮑﺒﻴﺴﻲ‪،۱۹۸۲،‬ﺹ‪۲۳‬ﻭ‪.۲۴‬ﺣﺴﻦ ﺍﻟﻐﺮﰲ‪،۲۰۰۱،‬ﺹ‪۳۵‬ﻭ‪.۳۶‬ﻗﻴﺲ ﮐﺎﻇﻢ ﺍﳉﻨﺎﰊ‪،۱۹۸۸،‬ﺹ‪ (۸۴‬ﻭ ﺍﻟﺪﻟﻴﻞ ﻋﻠﻲ‬
‫ﺍﻻﻳﻘﺎﻋﻴﺔ‪ ،‬ﺗﻠﻚ ﺍﻷﺟﺮﺍﺱ ﺍﻟﻀﺎﺋﻌﺔ ﰲ ﻗﺮﺍﺭﺓ ﺍﻟﺒﺤﺮ ﻭ ﺍﳉﺮﺍﺭ ﺍﳌﻠﻴﺌﺔ ﺑﺎﳌﻄﺮ‪ .‬ﻭ ﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﮑﺮﺍﺭ ﻣﺎ ﻳﺪ ﹼﻝ ﻋﻠﻲ‬
‫ﺍﻟﺸﻌﻮﺭ ﺑﺎﻟﺬﮐﺮﻳﺎﺕ ﺍﳌﺎﺿﻴﺔ ﻭ ﺍﳊﻨﲔ‪ ،‬ﮐﻤﺎ ﻳﻠﻲ‪:‬‬
‫ﺕ ﰲ ﺍﻟﻈﱠﻼﻡ‬
‫ﺃﹶﻭ ‪‬ﺩ ﻟﻮ ‪‬ﻋﺪﻭ ‪‬‬
‫ﻕ ﻋﺎﻡ‬
‫ﺃﺷ ‪‬ﺪ ﻗﹶﺒﻀﱵ ﺗ‪‬ﺤﻤﻼﻥ ﺷﻮ ‪‬‬
‫ﺍﻟﺘﻜﺮﺍﺭ ﻭ ﺗﺪﺍﺧﻞ ﺩﻻﻻﺗﻪ ﺍﻟﻔﻨﻴﺔ ﰲ ﺍﻟﻘﺼﻴﺪﺓ ﺍﳊ ﺮ‪‬ﺓ ﻋﻨﺪ »ﺍﻟﺴﻴ‪‬ﺎﺏ«‬
‫ ‪91‬‬
‫‪.......................................‬‬
‫ﺃﻭ ‪‬ﺩ ﻟﹶﻮ ﺃﻃ ﱡﻞ ﻣﻦ ﺃﺳ‪‬ﺮﺓ ﺍﻟﺘ‪‬ﻼﻝ‬
‫ﻟ‪‬ﺄﳌ ‪‬ﺢ ﺍﻟﻘﹶﻤﺮ‬
‫‪.......................................‬‬
‫ﺽ ﻓﻴﻚ‪ ،‬ﺃﺗﺒ ‪‬ﻊ ﺍﻟ ﹶﻘﻤ‪‬ﺮ‬
‫ﺃﻭ ‪‬ﺩ ﻟﻮ ﺃﺧﻮ ‪‬‬
‫ﲰ ‪‬ﻊ ﺍﳊﹶﺼﻲ ﻳ‪‬ﺼ ﱡﻞ ﻣﻨﻚ ﰲ ﺍﻟﻘﹶﺮﺍﺭ‪.‬‬
‫ﻭﺃ ‪‬‬
‫‪.......................................‬‬
‫ﻂ ﺍﳌﹶﺤﺎﺭ‬
‫ﺖ ﻓﻴﻚ‪ ،‬ﺃﻟ ‪‬ﻘ ﹸ‬
‫ﺃﻭ ‪‬ﺩ ﻟﻮ ﻏﺮﻗ ‪‬‬
‫ﺃﺷﻴ ‪‬ﺪ ﻣﻨﻪ ﺩﺍﺭ‬
‫‪.......................................‬‬
‫ﺖ ﰲ ﺩ‪‬ﻣﻲ ﺇﱄ ﺍﻟﻘﹶﺮﺍﺭ‪.‬‬
‫ﺃﻭ ‪‬ﺩ ﻟﻮ ﻏﹶﺮﻗ ‪‬‬
‫)ﺍﻟﺴﻴﺎﺏ‪،‬ﺝ‪ ۱‬ﺹ‪۲۴۴‬ﻭ‪(۲۴۵‬‬
‫ﻭ ﰲ »ﺃﻭ‪‬ﺩ« ﺣﻨﲔ ﺻﺎﺭﺥ ﺇﱄ ﺫﮐﺮﻳﺎﺕ ﺍﳌﺎﺿﻲ ﻓﺮﺍﺭﹰﺍ ﻣﻦ ﺭﻋﺐ ﺍﳌﺴﺘﻘﺒﻞ ﻭ ﻓﻴﻪ ﻓﺮﺍﺭ ﻣﻦ ﺍﳌﻮﺕ ﻭ ﻓﻴﻪ‬
‫ﺣﻨﲔ ﺇﱄ ﺍﳌﻮﺕ ﺍﶈﻴﻲ ﻳﻌﲏ ﺍﻻﻧﺘﺼﺎﺭ ﻳﻌﲏ ﺍﻟﻮﺻﻮﻝ ﺇﱄ ﺟﻴﮑﻮﺭ ﺍﻟﻘﺮﻳﺔ ﻓﺎﻟﺘﮑﺮﺍﺭ ﻳﺪ‪‬ﻝ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﺸﻌﻮﺭ ﺑﺎﳊﻨﲔ‬
‫)ﺇﺣﺴﺎﻥ ﻋﺒﺎﺱ‪،۱۹۹۲،‬ﺹ‪۲۳۰‬ﻭ‪ .(۲۳۱‬ﮐﻤﺎ ﻳﺪﻝ ﻋﻠﻲ ﺍﻻﻳﻘﺎﻉ ﺍﳌﻨﺒﻌﺚ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻔﻆ ﺍﳌﺘﮑﺮﺭ ﺍﳌﻨﺘﻈﻢ ﺍﻧﺘﻈﺎﻣـﹰﺎ‬
‫ﻫﻨﺪﺳﻴﹰﺎ ﮐﺄ ﹼﻥ ﺍﻟﻘﺼﻴﺪﺓ ﺍﹸﲣﺬﺕ ﻋﻠﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺼﻮﺭﺓ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺍﻻﻧﺸﺎﺩ ﺍﳌﺮﻧ‪‬ﻢ‪.‬‬
‫ﻭ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻠﻮﻥ ﺗﺄﰐ ﻗﺼﻴﺪﺓ »ﺃﻧﺸﻮﺩﺓ ﺍﳌﻄﺮ« ﺑﺘﮑﺮﺍﺭ ﻣﺘﺮﺍﻭﺡ ﻟﻠﻔﻈﺔ »ﻣﻄﺮ« ﺑﲔ ﺍﻟﺜﻼﺛﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﺜﻨﺎﺋﻴـﺔ‬
‫‪‬ﺪﻑ ﲢﻤﻴﻞ ﻃﺎﻗﺔ ﺷﻌﻮﺭﻳﺔ ﻣﻘﺪﺳﺔ ﻭ ﺗﺪﻓﻊ ﻟﻠﺘﻔﺎﺅﻝ ﺑﺎﳋﲑ‪ ،‬ﻭ ﰲ ﻃﻴ‪‬ﺎ‪‬ﺎ ﻣﻐﺰﻱ ﻋﻤﻴـﻖ ﳑـﺎ ﻳﺴـﻮ‪‬ﻍ‬
‫ﺗﮑﺮﺍﺭﻫﺎ‪ ،‬ﳌﺎ ﲢﻤﻠﻪ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﳌﻌﺎﱐ ﺑﺸﮑﻞ ﻣﮑﺜﹼﻒ ﻣﺮﮐﱠﺰ )ﺍﻟﮑﺒﻴﺴﻲ‪،۱۹۸۲،‬ﺹ ‪۱۵۲‬ﻭ‪ .(۱۵۳‬ﮐﻤﺎ ﻳﻠﻲ‪:‬‬
‫ﺭ‪‬ﺣﻲ ﺗ‪‬ﺪﻭ ‪‬ﺭ ﰲ ﺍﳊﹸﻘﻮﻝ‪ ...‬ﺣ‪‬ﻮﳍﺎ ﺑ‪‬ﺸﺮ‬
‫‪‬ﻣﻄﹶﺮ‪...‬‬
‫ﻣ‪‬ﻄﺮ‪...‬‬
‫‪‬ﻣﻄﹶﺮ‪...‬‬
‫ﮐﻢ ﺫﹶﺭﻓﻨﺎ ﻟﻴﻠ ﹶﺔ ﺍﻟﺮ‪‬ﺣﻴﻞ‪ ،‬ﻣﻦ ﺩ‪‬ﻣﻮﻉ‬
‫ﻑ ﺃﻥ ﻧ‪‬ﻼ ‪‬ﻡ ـ ﺑﺎﳌﹶﻄﺮ‬
‫ﱠﰒ ﺇﻋﺘﻠﹶﻠﻨﺎ ـ ﺧﻮ ‪‬‬
‫‪‬ﻣﻄﹶﺮ‪...‬‬
‫‪‬ﻣﻄﹶﺮ‪...‬‬
‫)ﺍﻟﺴﻴﺎﺏ‪،‬ﺝ‪ ۱‬ﺹ‪(۲۵۶‬‬
‫ﻣﻄﺮ‪ ،‬ﻣﻄﺮ‪ ،‬ﻣﻄﺮ ﻭ ﻫﻲ ﺗﺼﺒﺢ ﺃﻧﺸﻮﺩﺓ ﻣﺘﺼﻠﺔ ﺗﺸﺒﻪ ﻫﺬﻳﺎﻥ ﺍﻟﻄﻔﻞ‪ ،‬ﻟﺬﻟﻚ ﻳﺼﺒﺢ ﺍﳌﻨﻈـﺮ‪ ،‬ﺑﺘﮑـﺮﺍﺭ‬
‫ﳎﻠﺔ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻭ ﺁﺩﺍ‪‬ﺎ‬
‫‪ 92‬‬
‫ﻣﻄﺮ‪ ،‬ﻧﺎﺿﺤﹰﺎ ﺑﺎﳊﺰﻥ ﺣ‪‬ﺘﻲ ﺍﻋﻤﺎﻗﻪ ﻭ ﻟﻔﻈﺔ »ﻣﻄﺮ« ﺗﺪﻓﹼﻖ ﺩﻓﻘﺔ ﺩﻓﻘـﺔ )ﺇﺣﺴـﺎﻥ ﻋﺒـﺎﺱ‪،۱۹۹۲،‬ﺹ‪۱۵۳‬‬
‫ﻭ‪ .(۱۵۴‬ﻭ ﺍﻟﻘﺼﻴﺪﺓ ﺍﺳﺘﻄﺎﻋﺖ ﺑﻠﻔﻈﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﺃﻥ ﺗﻐﻮﺹ ﺇﱄ ﺳ ‪‬ﺮ ﺍﻟﻮﺟﻮﺩ‪ ،‬ﮐﻤﺎ ﺍﺳـﺘﻄﺎﻋﺖ ﺃﻥ ﺗ‪‬ـﺮﺑﻂ‬
‫ﻼ‬
‫ﺧﻴﻮﻃﹰﺎ ﳐﺘﻠﻔﺔ‪ ،‬ﻭ ﺇﻥ ﺗﻮ ‪‬ﺣﺪ‪‬ﺕ ﺍﻟﻄﺎﻗﺎﺕ ﰲ ﺣﺒﻞ ﻗﻮﻱ‪ ،‬ﻫﻮ ﺣﺒﻞ ﺍﻷﻣﻞ‪ ،‬ﻓﻠﻢ ﻳﻌـﺪ ﺍﻟﺸـﺎﻋﺮ ﻣﻨﻔﺼـ ﹰ‬
‫ﲟﺸﺎﻋﺮﻩ ﺍﻟﺬﺍﺗﻴﺔ )ﺍﳌﺼﺪﺭ ﻧﻔﺴﻪ‪،‬ﺹ‪.(۱۵۵‬‬
‫ﻭ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﺍﻻﻳﻘﺎﻉ ﺍﻧ‪‬ﻤﺎ ﻭﻇﹼﻒ ﺍﻟﺸﺎﻋﺮ ﺗﮑﺮﺍﺭﻩ ﻟﮑﻠﻤﺔ »ﻣﻄﺮ« ﺛﻼﺙ ﻣـﺮﺍﺕ ﻭ ﺃﺣﻴﺎﻧـﹰﺎ ﻣـﺮﺗﲔ‬
‫ﺗﻮﻇﻴﻔﹰﺎ ﺍﻳﻘﺎﻋﻴﹰﺎ ﻳﻀﻔﻲ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﻘﺼﻴﺪﺓ ﮐﻠﹼﻬﺎ ‪‬ﺟ ‪‬ﻮﹰﺍ ﻣﺎﻃﺮﹰﺍ‪ .‬ﺇ ﹼﻥ ﺗﮑﺮﺍﺭ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﮑﻠﻤﺔ ﲟﺎ ﻳﺸﺒﻪ ﺍﻟﻼﺯﻣﺔ ﻳﺒﻌﺚ ﰲ‬
‫ﺍﻟﻘﺼﻴﺪﺓ ﻣﻦ ﺍﻻﳛﺎﺀﺍﺕ ﻭ ﺍﻟﺪﻻﻻﺕ ﻣﺎ ﻳﻐﻨﻴﻬﺎ )ﺟﻮﺩﺕ ﻓﺨﺮ ﺍﻟﺪﻳﻦ‪،۱۹۹۵،‬ﺹ‪.(۱۴۳‬‬
‫ﻭ ﻣﻦ ﺃﲨﻞ ﻣﺎ ﻳﺘﻀﻤﻦ ﺩﻻﻟﺔ ﺍﻳﻘﺎﻋﻴﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺼﺎﺋﺪ ﻟﺘﮑﺮﺍﺭ ﺍﻟﻠﻔﻆ ﻭ ﺍﻟﺼﻮﺕ ﻫﻲ ﻗﺼﻴﺪﺓ »ﺍﻷﺳﻠﺤﺔ ﻭ‬
‫ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ« ﺍﻟﱵ ﺗﻌﺎﺩ ﻓﻴﻬﺎ ﻋﺒﺎﺭﺓ ﺇﺳﺘﻔﻬﺎﻣﻴﺔ ﻣﻦ ﺍﳌﺴﺘﻬﻞ ﺇﱄ ﺍﳌﻨﺘﻬﻲ ﲝﻴﺚ ﻳﺮﻱ ﳏﻤﺪ ﺍﳍﺎﺩﻱ ﺍﻟﻄﺮﺍﺑﻠﺴـﻲ‬
‫ﻻﺯﻣﺔ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻟﻘﺼﻴﺪﺓ ﻋﻠﻲ ﺍﳌﺴﺘﻮﻱ ﺍﻟﺼﻮﰐ )ﲢﺎﻟﻴﻞ ﺃﺳـﻠﻮﺑﻴﺔ‪،۱۹۹۲،‬ﺹ ‪ .(۶۳‬ﻭ ﻻ ﺑﺄﺱ ﻓﻴﻪ ﺍﺫﺍ ﻗﻠﻨـﺎ ﺇ ﹼﻥ‬
‫ﺍﻟﺴﻴﺎﺏ ﳛ ‪‬ﻦ ﺇﱄ ﺍﻟﻄﻔﻮﻟﺔ ‪‬ﺬﻩ ﺍﻟﻌﺒﺎﺭﺓ‪:‬‬
‫ﺻﺒ‪‬ﻴ ﹲﺔ ﺗ‪‬ﻤﺮ‪‬ﺡ؟‬
‫ﻋ‪‬ﺼﺎﻓﲑ‪‬؟! ﺃﻡ ‪‬‬
‫)ﺍﻟﺴﻴﺎﺏ‪،‬ﺝ ‪ ۱‬ﺹ‪(۳۱۰-۲۹۶‬‬
‫ﻫﺬﺍ ﻭ ﰲ ﺍﻟﺒﺆﺭﺓ ﺍﳌﺮﮐﺰﻳﺔ ﻟﻠﻘﺼﻴﺪﺓ ﻧﮑﺘﺸﻒ ﺩﻭﺍﹼﻟﹰﺎ ﮐﺄ ﹼﻥ ﺍﻟﺸﺎﻋﺮ ﻧﺸﺮ ﻓﻴﻬﺎ ﺑﺴﺎﻁ ﺍﻟﺘﺼﻮﻳﺖ ﻭ ﺍﻻﻳﻘﺎﻉ‬
‫ﻼ ﰲ ﻟﻔﻈﺔ»ﺣﺪﻳﺪ« ﻭ ﰲ ﺃﺧﺮﻱ »ﺭﺻﺎﺹ« ﳚﻠﺠﻞ ﮐﺎﳉﺮﺱ ﲝﻴﺚ ﺗﺒﺪﻭ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻈـﺎﻫﺮﺓ ﻣﻮﻟﹼـﺪﹰﺍ‬
‫ﻣﺘﻤﺜ ﹰ‬
‫ﺍﻳﻘﺎﻋﻴﹰﺎ ﺃﻭ ﻧﻮﺍ ﹰﺓ ﺍﻳﻘﺎﻋﻴﺔ ﺃﻭ ﻗﺎﺩﺣﺎ ﺍﻳﻘﺎﻋﻴﹰﺎ ﰲ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺍﳋﻠﻖ ﺍﳌﻮﺳﻴﻘﻲ ﺇﺫ ﻻ ﻧﻐﻔﻞ ﻫﻨﺎ ﺩﻭﺭ ﺍﳊﺮﻭﻑ ﺍﳌﺼﻮﺗﺔ‬
‫ﻣﺜﻞ »ﺩ‪ ،‬ﺹ« ﰲ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﺮﺟﻴﻊ ﺍﻟﺼﻮﰐ ﺇﺿـﺎﻓ ﹰﺔ ﺇﱄ ﺍﻻﻳﻘـﺎﻉ ﺍﻟﻠﻔﻈـﻲ )ﺍﻟﻄﺮﺍﺑﻠﺴـﻲ‪،۱۹۹۲،‬ﺹ ‪۶۴‬‬
‫ﻭ‪.۶۵‬ﻋﺒﺪﺍﳉﺒﺎﺭ ﺩﺍﻭﺩ ﺍﻟﺒﺼﺮﻱ‪،۲۰۰۲،‬ﺹ‪ .(۱۴۵-۱۴۲‬ﻭ ﻳﻘﻮﻡ ﺍﻟﺸﺎﻋﺮ ﺑﺎﻟﺘﻘﻄﻴﻊ ﻭ ﺍﻟﺘﻨﻘﻴﻂ ﺍﳛـﺎﺀﹰﺍ ﺑﺎﻣﺘـﺪﺍﺩ‬
‫ﺍﻟﺼﻮﺕ ﺍﳌﺮ‪‬ﻥ ﺍﳌﺪﻳﺪ‪ .‬ﻭ ﻳﺮﺗﻔﻊ ﺍﻟﺸﻌﻮﺭ ﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﮑﺮﺍﺭ ﺇﱄ ﺫﺭﻭﺗﻪ ﺍﻟﺪﻻﻟﻴﺔ‪ .‬ﺩﻻﻟـﺔ ﺍﻟﻀـﻴﺎﻉ‪ ،‬ﻭ ﺩﻻﻟـﺔ‬
‫ﺍﳊﻨﲔ‪ ،‬ﻭ ﺩﻻﻟﺔ ﺍﳋﻮﻑ ﻭ ﺍﻟﺪﻣﺎﺭ‪.‬‬
‫ﻭ ﺍﳊﺎﻧ‪‬ﻬﺎ ﺍﳊﹸﻠﻮﺓ ﺍﻟﺼﺎﻓﻴﺔ‬
‫‪‬ﺗﻐ‪‬ﻠﻐ‪‬ﻞ ﻓﻴﻬﺎ ﻧﹺﺪﺍ ٌﺀ ﺑ‪‬ﻌﻴﺪ‪:‬‬
‫»ﺣ‪‬ﺪﻳﺪ ﻋ‪‬ﺘـ ‪ ...‬ـﻴﻖ‬
‫ﺭ‪‬ﺻﺎ ‪ ...‬ﺹ‬
‫ﺣ‪‬ﺪﻳـ‪ ...‬ـﺪ«‬
‫)ﺍﻟﺴﻴﺎﺏ‪،‬ﺝ ‪ ۱‬ﺹ‪(۲۹۹‬‬
‫ﻗﹸﺒﻮ ‪‬ﺭ ﻳ‪‬ﻮﺍﺭﻭﻥ ﻓﻴﻬﺎ ﺑ‪‬ﻨﻴﻪ!‬
‫»ﺣ‪‬ﺪﻳﺪ ﻋ‪‬ﺘﻴﻖ‬
‫ﺍﻟﺘﻜﺮﺍﺭ ﻭ ﺗﺪﺍﺧﻞ ﺩﻻﻻﺗﻪ ﺍﻟﻔﻨﻴﺔ ﰲ ﺍﻟﻘﺼﻴﺪﺓ ﺍﳊ ﺮ‪‬ﺓ ﻋﻨﺪ »ﺍﻟﺴﻴ‪‬ﺎﺏ«‬
‫ ‪93‬‬
‫ﺭ‪‬ﺻﺎﺹ‪...‬ﺹ‬
‫ﺣ‪‬ﺪﻳﺪ‪«...‬‬
‫ﺣ‪‬ﺪﻳ ‪‬ﺪ ﻋ‪‬ﺘﻴﻖ ﻟ‪‬ﻤﻮﺕ ﺟ‪‬ﺪﻳﺪ!‬
‫)ﺍﻟﺴﻴﺎﺏ‪،‬ﺝ ‪ ۱‬ﺹ‪(۳۰۰‬‬
‫ﻭ ﺃﺧﺬ ﺍﻟﺸﺎﻋﺮ ﻳﺘﺬﮐﹼﺮ ﰲ ﻗﺼﻴﺪﺓ »ﻟﻴﻠﺔ ﰲ ﺑﺎﺭﻳﺲ« ﺃﻳﺎﻡ ﺍﻟﻔﺮﺍﻕ ﺍﻟﱵ ﻏﺎﺏ ﻋﻨﻪ ﺍﻟﻀﻴﺎﺀ ﻭ ﺟﺎﺀﻩ ﺍﻟﻠﻴﻞ‬
‫ﺑﻐﻴﺎﺏ ﺍﳊﺒﻴﺒﺔ ﻓﺄﺣﺲ ﺑﺎﳊﺰﻥ ﻭ ﺑﺎﻟﺒﮑﺎﺀ ﻭ ﺍﻻﺧﺘﻨﺎﻕ ﻷ ﹼﻥ ﺍﳊﺒﻴﺒﺔ ﱂ ﻳﺒﻖ ﻣﻨﻬﺎ ﺳﻮﻱ ﻋﺒﲑ ﻭﻟﮑﻨـﻪ ﳛﻠـﻢ‬
‫ﺑﺎﻟﻠﻘﺎﺀ ﺍﻟﻘﺮﻳﺐ‪:‬‬
‫ﺐ ﺍﻟﻀ‪‬ﻴﺎ ُﺀ‬
‫ﺖ ﻓﺎﻧﺴﺤ ‪‬‬
‫ﻭ ﺫﹶﻫﺒ ‪‬‬
‫ﺖ ﺑﺎﻟﻠﻴﻞ ﺍﻟﺸﺘﺎﺋﻲ ﺍﳊﹶﺰﻳﻦ‪ ،‬ﻭ ﺑﺎﻟﺒ‪‬ﮑﺎﺀ‬
‫ﺃﺣﺴ‪‬ﺴ ‪‬‬
‫‪.......................................................‬‬
‫ﺖ ‪‬ﻭﺧ ‪‬ﺰ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﰲ ﺑﺎﺭﻳﺲ‪ ،‬ﻭﺇﺧﺘﻨﻖ ﺍﳍﹶﻮﺍ ُﺀ‪.‬‬
‫ﺴ ‪‬‬
‫ﺃﺣﺴ ‪‬‬
‫‪.......................................................‬‬
‫ﱂ ﻳ‪‬ﺒ ‪‬ﻖ ﻣﻨﻚ ﺳ‪‬ﻮﻱ ﻋ‪‬ﺒﲑ‬
‫ﻳﺒﮑﻲ ﻭ ﹶﻏ ‪‬ﲑ ﺻ‪‬ﺪﻱ ﺍﻟﻮﹺﺩﺍﻉ‪» :‬ﺇﱄ ﺍﻟﻠﻘﺎﺀ«‬
‫‪.......................................................‬‬
‫ﺐ ﺍﻟﻀ‪‬ﻴﺎ ُﺀ‪.‬‬
‫ﺤ ‪‬‬
‫ﺴ‪‬‬
‫ﺖ ﻓﺎﻧ ‪‬‬
‫ﻭ ﺫﹶﻫﺒ ‪‬‬
‫ﺻ ‪‬ﺢ ﻭ‪‬ﻋ ‪‬ﺪ ‪‬ﻙ ﻳﺎ ﺻ‪‬ﺪﻳﻘﺔ‬
‫ﻟﻮ ‪‬‬
‫ﺻ ‪‬ﺢ ﻭ‪‬ﻋﺪﻙ‪ .‬ﺁﻩ ﻻﻧﺒﻌﺜﺖ ‪‬ﻭﻓﹶﻴﻘﹶﻪ‬
‫ﻟﻮ ‪‬‬
‫‪.......................................................‬‬
‫ﺐ ﺍﻟﻀ‪‬ﻴﺎ ُﺀ‬
‫ﺖ ﻓﺎﻧﺴﺤ ‪‬‬
‫ﻭ ﺫﹶﻫﺒ ‪‬‬
‫ﱂ ﻳﺒ ‪‬ﻖ ﻣﻨﻚ ﺳﻮﻱ ﻋ‪‬ﺒﲑ‬
‫ﻳﺒﮑﻲ ﻭ ﻏ ‪‬ﲑ ﺻ‪‬ﺪﻱ ﺍﻟﻮﹺﺩﺍﻉ‪» :‬ﺇﱄ ﺍﻟﻠﹼﻘﺎﺀ«‬
‫ﺖ ﱄ ﺷﻔﻘﹰﺎ ﻣ‪‬ﻦ ﺍﻟﺰﻫﺮﺍﺕ ﲨ‪‬ﻌﻬﺎ ﺇﻧﺎﺀ‪...‬‬
‫ﻭ ﺗﺮﮐ ‪‬‬
‫)ﺍﻟﺴﻴﺎﺏ‪،‬ﺝ ‪ ۱‬ﺹ‪ ۳۲۴‬ﻭ‪(۳۲۵‬‬
‫ﮐﺄ ﹼﻥ ﺍﻧﺴﺤﺎﺏ ﺍﻟﻀﻴﺎﺀ ﻣﻊ ﺫﻫﺎﺏ ﺍﳊﺒﻴﺒﺔ ﻳ‪‬ﻨﻐ‪‬ﺺ ﺍﻟﻨﻮﻡ ﺍﳍﺎﺩﺉ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻴﻀـﻄﺮ‪ ،‬ﻻ ﳏﺎﻟـﺔ‪ ،‬ﺇﱄ ﺳـﻬﺮ‬
‫ﺍﻟﻠﻴﺎﱄ‪ .‬ﻭ ﳚﺪﺭ ﺑﺎﻻﺷﺎﺭﺓ ﺃ ﹼﻥ ﻋﺒﺎﺭﺓ »ﻭ ﺫﻫﺒﺖ ﻓﺎﻧﺴﺤﺐ ﺍﻟﻀﻴﺎﺀ« ﺗﻮﺳﻮﺱ ﰲ ﺍﻻﺫﻥ ﻧﻐﻤـﹰﺎ ﻣﻬﻤﻮﺳـﹰﺎ‬
‫ﺑﺘﮑﺮﺍﺭﻫﺎ ﺍﳍﻨﺪﺳﻲ ﮐﻤﺎ ﺟﺎﺀﺕ ﰲ ﺻﺪﺭ ﺍﻟﻘﺼﻴﺪﺓ‪ ،‬ﰲ ﺍﻟﻮﺳﻂ‪ ،‬ﻭ ﰲ ‪‬ﺎﻳﺘﻬﺎ‪ ،‬ﻭ ﺍﻟﱵ ﺗﻠﻌﺐ ﺩﻭﺭﹰﺍ ﺑﺎﺭﺯﹰﺍ ﰲ‬
‫ﺍﳛﺎﺀ ﺍﻟﺪﻻﻟﺔ ﺍﻻﻳﻘﺎﻋﻴﺔ‪.‬‬
‫ﻭ ﰲ ﻗﺼﻴﺪﺓ »ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ ﲢﻴﺎ‪ «...‬ﻳﺴﻌﻲ ﺍﻟﺸﺎﻋﺮ ﺃﻥ ﻳﺼﻮﺭ ﻣﺸﺎﻋﺮﻩ ﰲ ﺻﻮﺭﺓ ﻃﻔﻞ ﳜﺎﻑ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻴـﻞ‬
‫ﳎﻠﺔ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻭ ﺁﺩﺍ‪‬ﺎ‬
‫‪ 94‬‬
‫ﺑﻘﻠﺐ ﺧﺎﻓﻖ ﻳﺮﻳﺪ ﺃﻥ ﻳﺄﻭﻱ ﺇﱄ ﺣﺼﻦ ﳛﻤﻴﻪ ﻋﻦ ﺍﻟﺪﺟﻲ ﻭ ﺍﻟﻈﹼﻼﻡ ﰲ ﺍﻟﺪﻭﺭﺏ ﻓﻴﻨﺎﺩﻱ ﺃﺑﺎﻩ‪ ،‬ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺬﻱ‬
‫ﻳﺘﻮﻗﻊ ﻋﻨﺪﻩ ﺃﻣﻨﹰﺎ ﻭ ﺳﻼﻣﺔ‪:‬‬
‫ﺲ ﺍﻟﻠﱠﻴ ﹸﻞ ﻧﺎﺩﻱ ﺻ‪‬ﺪﻱ ﰲ ﺍﻟﺮ‪‬ﻳﺎﺡ‪:‬‬
‫ﻭ ﺇﻥ ﻋ‪‬ﺴ ‪‬ﻌ ‪‬‬
‫ﻑ ﰊ ﻭ ﺇﻧﺜﲏ‪،‬‬
‫»ﺃﰊ ﻳﺎ ﺃﰊ«‪ ،‬ﻃﺎ ‪‬‬
‫»ﺃﰊ ﻳﺎ ﺃﰊ«‬
‫ﺶ ﰲ ﻗﺎﻉ ﻗﹶﻠﱯ ﻧ‪‬ﻮﺍﺡ‪:‬‬
‫ﻭﻳ‪‬ﺠﻬ ‪‬‬
‫»ﺃﰊ ﻳﺎ ﺃﰊ«‬
‫»ﺃﰊ ﻳﺎ ﺃﰊ« ﰲ ﺻ‪‬ﻔﲑ ﺍﻟﻘﻄﺎﺭ‬
‫ﺼّﻐﺎﺭ‪.‬‬
‫»ﺃﰊ ﻳﺎ ﺃﰊ« ﰲ ﺻ‪‬ﻴﺎﺡ ﺍﻟ ‪‬‬
‫)ﺍﻟﺴﻴﺎﺏ‪،‬ﺝ ‪ ۱‬ﺹ‪(۳۳۵‬‬
‫ﻭﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﮑﺮﺍﺭ »ﺃﰊ ﻳﺎ ﺃﰊ« ﻳﺘﻤﺘﻊ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﲟﺤﻮﺭ ﺻﻮﰐ ﻳﺴﺘﻨﺪ ﺇﻟﻴﻪ ﺍﻟﺸﺎﻋﺮ ﰲ ﺇﺣـﺪﺍﺙ ﺍﻟـﻨﻐﻢ ﻭ‬
‫ﺍﻟﺼﺪﻱ ﺇﺛﺮﺍﺀﹰﺍ ﳌﻀﻤﻮﻥ ﺍﻟﺸﻌﺮ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﺍﻟﺪﻻﻟﺔ ﺍﻻﻳﻘﺎﻋﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﻳﺸﻌﺮ ‪‬ﺎ ﺍﻟﻘﺎﺭﺉ ﰲ ﻧﻔﺴـﻪ‪ .‬ﻷ ﹼﻥ ﺗﺘـﺎﺑﻊ‬
‫ﺍﻟﺘﮑﺮﺍﺭ‪ ،‬ﻻ ‪‬ﺑ ‪‬ﺪ ﻣﻦ ﺃﻥ ﳝﻴﻞ ﺇﱄ ﺍﻻﻳﻘﺎﻉ ﺃﻭ ﺍﳌﻮﺳﻴﻘﻲ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻴﺔ ﺍﺫﺍ ﮐﺎﻥ ﺍﳊﺎﺡ ﺍﻟﺸﺎﻋﺮ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﺘﮑﺮﺍﺭ ﻋﻨﻴﺪﹰﺍ‪.‬‬
‫ﻭ ﺍﻟﺸﺎﻋﺮ ﰲ ﻗﺼﻴﺪﺗﻪ »ﹸﺃ ‪‬ﻡ ﮐﹸﻠﺜﻮﻡ ‪‬ﻭ ﺍﻟﺬ‪‬ﮐﺮﻱ« ﻳﮑﺮﺭ ﻋﺒﺎﺭﺓ ﺗﺴﻤﻌﻨﺎ ﺻﻮﺗﹰﺎ ﻭ ﺍﻳﻘﺎﻋﹰﺎ ﻭ ﺷﻌﻮﺭﹰﺍ‪ .‬ﻭﻫﻲ‪:‬‬
‫ﻉ‬
‫ﺹ ﻣ‪‬ﻦ ﺭﻭﺣﻲ ﺇﱄ ﺍﻟﻘﺎ ﹺ‬
‫ﺏ ﺻ‪‬ﻮﺗ‪‬ﻬﺎ ‪ ...‬ﻓﹶﻴﻐﻮ ‪‬‬
‫‪‬ﻭ ﺃﺷ ‪‬ﺮ ‪‬‬
‫‪.......................................................‬‬
‫ﺏ ﺻ‪‬ﻮﺗ‪‬ﻬﺎ‪ ...‬ﻓﮑﺄ ﹼﻥ ﻣﺎﺀ ﺑ‪‬ﻮﻳ‪‬ﺐ ﻳﺴﻘﻴﲏ‬
‫‪‬ﻭ ﺃﺷ ‪‬ﺮ ‪‬‬
‫‪.......................................................‬‬
‫ﲔ ﻣ‪‬ﺰﻣﺎ ﹺﺭ‬
‫ﻕ ‪‬ﺯﹼﻓ ‪‬ﺔ ﻭﺃﻧ ‪‬‬
‫ﺏ ﺻ‪‬ﻮﺗ‪‬ﻬﺎ ﻓﮑﺄ ﹼﻥ ﺯ‪‬ﻭﺭ ‪‬‬
‫‪‬ﻭ ﺃﺷ ‪‬ﺮ ‪‬‬
‫‪.......................................................‬‬
‫ﻒ ﺃﺷﺠﺎ ﹺﺭ‪.‬‬
‫ﺻ ‪‬‬
‫ﺏ ﺻ‪‬ﻮﺗ‪‬ﻬﺎ ‪ ...‬ﻓﹶﻴﻈ ﹼﻞ ﻳﺮﺳﻢ ﰲ ﺧﻴﺈﱄ ‪‬‬
‫‪‬ﻭ ﺃﺷ ‪‬ﺮ ‪‬‬
‫)ﺍﻟﺴﻴﺎﺏ‪،‬ﺝ ‪ ۱‬ﺹ‪(۳۴۳‬‬
‫ﻓﻨﺤﻦ ﺍﻣﺎﻡ ﻣﺸﻬﺪ ﺻﻮﰐ ﻣﺰﻳﺞ ﺑﺎﻟﺬﻭﻕ ﮐﻤﺎ ﻳﺒﺪﻭ ﻣﻦ ﺗﮑﺮﺍﺭ ﻋﺒﺎﺭﺓ »ﺃﺷﺮﺏ ﺻﻮ‪‬ﺎ« ﻓﻼ ﻳﻠﺒـﺚ ﺃﻥ‬
‫ﻳﺘﺤﻮﻝ ﺍﻟﺴﻴﺎﻕ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺘﻤﺘﻊ ﺑـ »ﺳﻴﻮﻟﺔ ﺻﻮﺗﻴﺔ ﺗﻌﺘﻤـﺪ ﻋﻠـﻲ ﺣﺎﺳـﺔ ﺍﻟﺴـﻤﻊ« )ﻗـﻴﺲ ﮐـﺎﻇﻢ‬
‫ﺍﳉﻨﺎﰊ‪،۱۹۸۸،‬ﺹ‪ (۶۰‬ﺇﱄ ﺗﮑﺜﻴﻒ ﺷﻌﻮﺭﻱ ﻏﺎﺋﺺ ﺇﱄ ﺍﻷﻋﻤﺎﻕ ﳓﻮ ﺍﳌﺸﺎﻋﺮ ﻋﻨـﺪ ﺍﻟﺸـﺎﻋﺮ ﲝﻴـﺚ‬
‫ﻳﺘﺠﺴﻢ ﺍﺩﺍﺭﮐﻪ »ﻣﻦ ﺍﻟﺼﻮﺕ ﺇﱄ ﻣﺎﺩﺓ ﻟﺪﻧﺔ ﺳﺎﺋﻠﺔ ﻋﱪ ﺍﻟﻔﻌﻞ ﺍﳌﻀﺎﺭﻉ )ﺃﺷﺮﺏ( ﺍﻟﺬﻱ ﻭﻇﹼﻔـﻪ ﺍﻟﺸـﺎﻋﺮ‬
‫ﺯﻣﻨﻴﹰﺎ ﻭ ﻧﻔﺴﻴﹰﺎ ﻭ ﻣﺎﺩ‪‬ﻳﹰﺎ ﺑﺪﻝ ﺍﻟﻔﻌﻞ )ﺃﲰﻊ(« )ﺍﳌﺼﺪﺭ ﻧﻔﺴﻪ ( ﻭ ﻳﻐﻮﺹ ﺍﻟﺼﻮﺕ ﻣﻦ ﺭﻭﺣﻪ ﺇﱄ ﻗﺎﻉ ﻧﻔﺴﻪ‬
‫ﻭ ﻳ‪‬ﺸﻌﻞ ﺑﲔ ﺃﺿﻼﻋﻪ ﻏﻨﺎ ًﺀ ﻣﻦ ﻟﺴﺎﻥ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﻳﻬﺘﻒ ﺳﻮﻑ ﻳﻨﺴﺎﻫﺎ ﻭ ﻳﻨﺴﻲ ﻧﮑﺒﺘـﻪ ﲜﻔﺎﺋﻬـﺎ ﻭ ﺫﻭﺑـﺎﻥ‬
‫ﺃﻭﺟﺎﻋﻪ‪ .‬ﮐﻤﺎ ﻳﻘﻮﻝ ﺍﻟﺸﺎﻋﺮ ﰲ ﻣﻘﺪﻣﺔ ﺍﻟﻘﺼﻴﺪﺓ‪.‬‬
‫ﺍﻟﺘﻜﺮﺍﺭ ﻭ ﺗﺪﺍﺧﻞ ﺩﻻﻻﺗﻪ ﺍﻟﻔﻨﻴﺔ ﰲ ﺍﻟﻘﺼﻴﺪﺓ ﺍﳊ ﺮ‪‬ﺓ ﻋﻨﺪ »ﺍﻟﺴﻴ‪‬ﺎﺏ«‬
‫ ‪95‬‬
‫ﻭ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮ ﺃ ﹼﻥ ﺍﻟﺪﻻﻟﺔ ﺍﻟﺸﻌﻮﺭﻳﺔ ﻫﻲ ﺃﻫﻢ ﺩﻻﻟﺔ ﻭ ﺃﺻﻌﺒﻬﺎ ﳛﻤﻠﻬﺎ ﺍﻟﻠﻔﻆ ﺍﳌﮑﺮﺭ ﰲ ﺍﻟﺸﻌﺮ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﻷ ﹼﻥ‬
‫ﺗﮑﺮﺍﺭﻩ ﻳﻬﺪﻑ ﺇﱄ ﺍﺳﺘﮑﺸﺎﻑ ﺍﳌﺸﺎﻋﺮ ﺍﻟﺪﻓﻴﻨﺔ ﻭ ﺇﱄ ﺍﻹﺑﺎﻧﺔ ﻋﻦ ﺩﻻﻻﺕ ﺩﺍﺧﻠﻴﺔ ﻭ ﻳﻌ ‪‬ﺪ ﺍﻟﺘﮑـﺮﺍﺭ ﺃﺣـﺪ‬
‫ﺍﳌﻨﺎﻓﺬ ﺍﻟﱵ ﺗﻔﺮﻍ ﻫﺬﻩ ﺍﳌﺸﺎﻋﺮ ﺍﳌﮑﺒﻮﺗﻪ‪ .‬ﻣﻦ ﰒﹼ ﳚﻲ ُﺀ ﺍﻟﺘﮑﺮﺍﺭ ﰲ ﺳﻴﺎﻕ ﺷﻌﻮﺭﻱ ﮐﺜﻴﻒ ﻳﺒﻠﻎ ﺃﺣﻴﺎﻧﹰﺎ ﺩﺭﺟﺔ‬
‫ﺍﳌﺄﺳﺎﺓ )ﻧﺎﺯﻙ ﺍﳌﻼﺋﮑﺔ‪،۱۹۸۱،‬ﺹ‪ .(۲۸۷‬ﻭ ﺍﻟﺸﺎﻋﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﻋﺎﺵ ﻣ‪‬ﻌﺬﺑﹰﺎ ﰲ ﺣﻴﺎﺗﻪ ﻧﺎﺯﻑ ﺍﳉـﺮﺡ‪ ،‬ﻣﻬـﻴﺾ‬
‫ﺍﳉﻨﺎﺡ ﺗﻨﻬﮑﻪ ﻏﺮﺑﺘﻪ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻴﺔ ﻭ ﻣﺸﺎﻋﺮﻩ ﺍﳌﺘﻘﻠﹼّﺒﺔ ﺍﳌﺒﻬﻤﺔ ﻭ ﺗﺮﺑﮑﻪ ﺍﻷﻭﺟﺎﻉ ﰲ ﺷﺨﺼﻴﺔ ﻣﺘﻤﺜﻠﺔ ﰲ ﺷـﺎﻋﺮ‬
‫ﻣﺜﻞ ﺍﻟﺴﻴﺎﺏ ﻓﻼ ﺑﺪ ﺃﻥ ﺗﺘﻔﺘﻖ ﺷﺎﻋﺮﻳﺘﻪ ﻓﻴﻘﻊ ﰲ ﺍﻟﺘﺮﺩﺍﺩ ﻭ ﺍﻟﺘﮑﺮﺍﺭ ﳛﺼﺮ ﺑﻪ ‪‬ﺟ ﹼﻞ ﺍﻫﺘﻤﺎﻣﻪ ﺑﻘﻀﺎﻳﺎ ﺫﺍﺗﻴﺔ ﻣﻦ‬
‫ﱰﻱ ﺣﺮﻭﻑ ﮐﻠﻤﺎ‪‬ﺎ ﻭﺟﻌﹰﺎ ﻭ ﻋﺬﺍﺑﹰﺎ )ﺃﻧﻄﻮﻧﻴﻮﺱ ﺑﻄﺮﺱ‪،‬‬
‫ﹶﺛ ‪‬ﻢ ﺗﺄﰐ ﺍﻟﻘﺼﺎﺋﺪ ﺍﻳﻘﺎﻋﺎﺕ ﺻﻮﺗﻴﺔ ﻧﺎﺿﺤﺔ ﺑﺎﻟﮑﺂﺑﺔ ﺗﺘ ﹼ‬
‫ﺩ ‪ .‬ﺕ‪،‬ﺹ ‪ .(۱۳‬ﻭ ﲤﺘﺰﺝ ﺍﻟﺪﻻﻻﺕ ﺇﻣﺘﺰﺍﺟﹰﺎ ﺗﻨﻤ‪‬ﻲ ﻗﻴﻤﺔ ﺍﻟﻘﺼﻴﺪﺓ ﺑﺘﮑﺮﺍﺭﻫﺎ ﻋﻠﻲ ﺃﺭﻓﻊ ﺍﳌﺴﺘﻮﻳﺎﺕ‪.‬‬
‫ﺗﺼﻮﻳﺮ ﻭ ﺷﻌﻮﺭ‬
‫ﻟﻴﺴﺖ ﺍﻟﻘﺼﻴﺪﺓ ‪‬ﺪﻑ ﺩﺍﺋﻤﹰﺎ ﺇﱄ ﺗﺮﮐﻴﺰﻫﺎ ﻋﻠﻲ ﺩﻻﻟﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﺩﻭﻥ ﺃﺧـﺮﻱ‪ .‬ﻭ ﺭﺑ‪‬ﻤـﺎ ﳛـﺪﺙ ﰲ‬
‫ﺍﻟﻘﺼﻴﺪﺓ ﺃﻥ ﺗﮑﻮﻥ ﺍﻟﺪﻻﻟﺔ ﺗﺘﺒﻊ ﺩﻻﻟﺔ ﺃﺧﺮﻱ ﻭ ﺗﻼﺯﻣﻬﺎ‪ .‬ﻓﻬﺎ ﻫﻲ ﺫﻱ ﺍﻟﺪﻻﻟﺔ ﺍﻟﺘﺼـﻮﻳﺮﻳﺔ ‪‬ـﺪﻑ ﺇﱄ‬
‫ﺍﳉﻤﺎﻝ ﺃﻭ ﹰﻻ ﮐﻮﻇﻴﻔﺔ ﻣﺒﺪﺋﻴﺔ ﰒ ﺇﱄ ﺍﻻﳛﺎﺀ ﻭ ﻫﻲ ﻻ ﺗﺰﺍﻝ ﲢﺘﻔﻆ ﺑﺴﻤﺘﻬﺎ ﻭﻟﮑﻨﻬﺎ ﻗﻠﹼﻤﺎ ﺗﺴﺘﻘﻞ ﺑﺬﺍ‪‬ﺎ‪ .‬ﰲ‬
‫ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﻫﻲ ﺗ‪‬ﻤﺘﻊ ﺍﻟﻌﲔ ﻭ ﺍﻷﺫﻥ ﺍﻭ ﹰﻻ ﰒ ﺗﺬﻳﻖ ﺍﻟﺮﻭﺡ ﻭ ﺍﻟﻘﻠﺐ‪ .‬ﻭ ﺫﻟﻚ ﰲ ﺍﳌﺮﺣﻠﺔ ﺍﻷﺧﲑﺓ‪ .‬ﻭﻣﻨﻬﺎ ﻣﺎ ﻳﻠﻲ‪:‬‬
‫ﺗﺘ ﹼﱰﻱ ﻗﺼﻴﺪﺓ »ﺃﻓﻴﺎﺀ ﺟﻴﮑﻮﺭ« ﲟﻼﻣﺢ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻻﻟﺔ ﺍﻟﺸﻌﻮﺭﻳﺔ ﻭ ﺍﻟﺘﺼﻮﻳﺮﻳﺔ ﰲ ﻣﻄﻠﻌﻬﺎ ﺍﳌﺘﮑﺮﺭ ﺇﺫ ﺇﻧ‪‬ـﻪ‬
‫ﻳﻘﻮﻝ‪:‬‬
‫ﻧﺎﻓﹸﻮﺭﹲﺓ ﻣ‪‬ﻦ ﻇ‪‬ﻼﻝ‪ ،‬ﻣ‪‬ﻦ ﺃﺯﺍﻫﲑ‬
‫ﻭ ﻣ‪‬ﻦ ﻋ‪‬ﺼﺎﻓﲑ‬
‫ﻼ ﻣﻦ ﺍﻟﻨ‪‬ﻮﺭ‬
‫ﺟ‪‬ﻴﮑﻮﺭ‪ ،‬ﺟ‪‬ﻴﮑﻮﺭ‪ ،‬ﻳﺎ ﺣ‪‬ﻔ ﹰ‬
‫ﺕ ﻧ‪‬ﻄﺎﺭﺩ‪‬ﻫﺎ‪.‬‬
‫ﻳﺎ ﺟ‪‬ﺪ ‪‬ﻭ ﹰﻻ ﻣ‪‬ﻦ ﻓﹸﺮﺍﺷﺎ ‪‬‬
‫)ﺍﻟﺴﻴﺎﺏ‪،‬ﺝ ‪ ۱‬ﺹ‪(۱۲۰‬‬
‫ﰲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻌﺒﺎﺭﺓ ﻳﺴﺠ‪‬ﻞ ﺍﻟﺸﺎﻋﺮ ﺣﻨﻴﻨ‪‬ﻪ ﺍﻟﺰﺍﺋﺪ ﺇﱄ ﺟﻴﮑﻮﺭ ﺍﻟﻘﺮﻳﺔ ﻭ ﻳﺘﺬﮐﹼﺮ ﲨﺎﻝ ﺭﺅﻳﺘﻬﺎ ﰲ ﺍﳋﻴـﺎﻝ ﺇﺫ‬
‫ﺗﻠﻌﺐ ﺍﻟﻨﺎﻓﻮﺭﺓ ﺩﻭﺭ ﺍﻟﻌﺪﺩ ﺍﻟﮑﺜﲑ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻮﺍﻓﲑ ﻭ ﻟﻴﺴﺖ ﻫﻲ ﺍﻟﻨﺎﻓﻮﺭﺓ ﺍﳊﻘﻴﻘﻴﺔ ﺍﳌﻠﻤﻮﺳﺔ ﺑـﻞ ﻫـﻲ ﺗﻌـﲏ‬
‫ﺚ ﺭﻭﺡ ﺍﻷﻣﺎﻥ ﻭ ﺗﻔﻘﺪ ﺍﻵﻻﻡ ﺣ‪‬ﺘﻲ ﻳﺮﺗﺎﺡ ﺍﻟﺸﺎﻋﺮ ﻣﻦ ﺍﳌﺂﺳﻲ‪ ،‬ﻫﺬﺍ ﻣﻦ‬
‫ﳎﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ ﺍﳌﻈﺎﻫﺮ ﺍﳌﻠﻮ‪‬ﻧﺔ ﺍﻟﱵ ﺗﺒ ﹼ‬
‫ﺟﺎﻧﺐ‪ .‬ﻭ ﺗﺘﻔﺸﻲ ﺍﻟﺼﻮﺭﺓ ﺍﳉﻤﻴﻠﺔ ﻋﻨﺪ ﻣﺎ ﺗﻠﻌﺐ »ﻣﻦ« ﺍﳉﺎﺭﺓ ﺑﺘﮑﺮﺍﺭﻫﺎ ﺩﻭﺭ ﺍﻟﻌﺪﺳﺔ ﺍﻟﱵ ﺗﺼﻮﺭ ﺍﻟﻨﺎﻓﻮﺭﺓ‬
‫ﮐﻴﻒ ﻣﺎ ﺗﮑﻮﻥ ﻭ ﺗﻈﻬﺮ ﺍﻟﺪﻻﻟﺔ ﺍﻟﺘﺼﻮﻳﺮﻳﺔ ﺑﺎﺭﺯ ﹰﺓ ﺣﲔ ﺗﺴﺎﻋﺪ ﺍﻟﻌﺒﺎﺭﺓ ﺻﻴﻐﺔ »ﻳﺎ« ﺍﻟﻨﺪﺍﺋﻴﺔ‪ .‬ﻓﻴﻨﺘﺸـﺮ ﺩﻭﺭ‬
‫ﻼ ﰲ ﺣﻠﻢ ﺍﻟﺸﺎﻋﺮ ﻭ ﺃﺧﻴﻠﺘﻪ ﻭ ﺗﻮﻕ ﺭﻭﺣﻪ ﺇﱄ ﳐﺎﻃﺒﺔ ﺟﻴﮑـﻮﺭ‪ .‬ﻭ ﻳـﺰﺩﺍﺩ‬
‫ﺍﻟﺸﻌﻮﺭ ﺍﻧﺘﺸﺎﺭ ﺍﻟﺘﺼﻮﻳﺮ ﻣﺘﻤﺜ ﹰ‬
‫ﺣﻨﲔ ﺍﻟﺸﺎﻋﺮ ﺇﱄ ﺟﻴﮑﻮﺭ ﺑﺎﺳﺘﻄﺎﻟﺔ ﺍﻟﻐﺮﺑﺔ‪ .‬ﻣﻦ ﱠﰒ ﻧﺮﻱ ﺍﺯﺩﻳﺎﺩ ﳐﺎﻃﺒﺔ ﺟﻴﮑﻮﺭ ﰲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﺼﻴﺪﺓ‪.‬‬
‫ﻭ ﰲ ﻗﺼﻴﺪﺓ ﻋﻨﻮﺍ‪‬ﺎ »ﻷﱐ ﻏﺮﻳﺐ« ﻳﺼﻮﺭ ﺍﻟﺸﺎﻋﺮ ﻏﺮﺑﺘﻪ ﮐﺄﻧ‪‬ﻪ ﺿﺎﻉ ﰲ ﻓﹶﺪﻓﹶﺪ ﳛﻴﻂ ﺑـﻪ ﺍﻟـﺮﺩﻱ ﻭ‬
‫ﳎﻠﺔ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻭ ﺁﺩﺍ‪‬ﺎ‬
‫‪ 96‬‬
‫ﺍﻟﺪﻣﺎﺭ ﻭ ﻳﺮﻱ ﺃﻧ‪‬ﻪ ﺗﺎﻩ ﰲ ﻣﺪﻱ ﻻ ﻳﻨﺪﻱ ﺑﺎﻟﺜﻤﺎﺭ ﺑﻞ ﺑﺎﳊﺠﺎﺭ ﻭ ﺍﻟﻌﻴﻮﻥ ﺍﻟﱵ ﻻ ﺗﺒﺼـﺮ ﮐﺄﻧ‪‬ﻬـﺎ ﳏﺸـﻮﺓ‬
‫ﺑﺎﳊﺠﺎﺭ‪ ،‬ﻭﮐﺬﺍ ﺍﳍﻮﺍﺀ ﺍﻟﺮﻃﺐ ﲢﻮﻝ ﺇﱄ ﺍﳊﺠﺎﺭ ﻻ ﻳﻨﻀﺢ ﺑﺎﻟﻨﺪﻱ ﺑﻞ ﺑﺎﻟﺪﻡ‪ ،‬ﻭ ﺃﺻﺒﺢ ﻻ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺍﻟﺼﺮﺍﺥ‬
‫ﻷ ﹼﻥ ﻧﺪﺍﺀﻩ ﺍﺳﺘﺤﺎﻝ ﺣﺠﺎﺭﹰﺍ‪ .‬ﻭ ﺍﻟﻔﻢ ﮐﻠﹼﻪ ﺻﺨﺮ ﻭ ﻫﺬﻩ ﻫﻲ ﮐﻠﹼﻬﺎ ﺻﻮﺭ ﻣﻌﺘﻤﺔ ﻣﺘﺸﺎﺋﻤﺔ ﻻ ﻓﻴﻬﺎ ﺃﻣﻞ ﻭ ﻻ‬
‫ﺭﺟﺎﺀ‪ .‬ﺇﺫﻥ ﻓﺎﻟﺸﺎﻋﺮ ﲡﺎﻭﺯ ﺍﻟﺘﺼﻮﻳﺮ ﺇﱄ ﺍﻟﺸﻌﻮﺭ ﻭ ﺃﺑﺪﻱ ﺣﺎﻟﺘﻪ ﺍﻟﻨﻔﺴﻴﺔ ﺍﻟﺜﻘﻴﻠـﺔ ﺑـﺎﻷﱂ ﻭ ﺍﻟﮑﺒـﺖ ﻭ‬
‫ﺍﻟﺴﮑﻮﻥ‪ ،‬ﻭ ﻫﻮ ﻳﻀﻴﻖ ﺑﺎﻟﻔﻀﺎﺀ ﺍﶈﻴﻂ ﺑﻪ ﻷﻧ‪‬ﻪ ﻳﺸﻌﺮ ﺑﺎﻟﻮﺣﺪﺓ ﻭ ﻓﻘﺪﺍﻥ ﺍﻷﻟﻴﻒ ﻭ ﺍﻷﻧﻴﺲ ﮐﻤﺎ ﺗﺼـﻮﺭ‬
‫ﺍﻟﻌﺒﺎﺭﺓ ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﺗﺘﮑﺮﺭ ﻓﻴﻬﺎ ﻟﻔﻈﺔ »ﺣﺠﺎﺭ«‪:‬‬
‫ﺣ‪‬ﺠﺎ ‪‬ﺭ‬
‫ﺣ‪‬ﺠﺎ ‪‬ﺭ ﻭ ﻣﺎ ﻣ‪‬ﻦ ﺛ‪‬ﻤﺎﺭ‬
‫ﻭ ‪‬ﺣ‪‬ﺘﻲ ﺍﻟﻌ‪‬ﻴﻮﻥ‬
‫ﺣ‪‬ﺠﺎ ‪‬ﺭ ﻭ ﺣ‪‬ﺘﻲ ﺍﳍﹶﻮﺍﺀ ﺍﻟﺮ‪‬ﻃﻴﺐ‬
‫ﺣ‪‬ﺠﺎ ‪‬ﺭ ﻳﻨﺪ‪‬ﻳﻪ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺪ‪‬ﻡ‪.‬‬
‫ﺣ‪‬ﺠﺎ ‪‬ﺭ ﻧﹺﺪﺍﺋﻲ ﻭ ﺻ‪‬ﺨ ‪‬ﺮ ﻓﹶﻤﻲ‪.‬‬
‫)ﺍﻟﺴﻴﺎﺏ‪،‬ﺝ ‪ ۱‬ﺹ‪(۱۲۵‬‬
‫ﻭ ﺗﺘﺮﺍﺀﻱ ﺍﻟﺪﻻﻟﺔ ﺍﻟﺘﺼﻮﻳﺮﻳﺔ ﲟﻼﺯﻣﺔ ﺍﻟﺸﻌﻮﺭﻳﺔ ﰲ ﻗﺼﻴﺪﺓ ﻋﻨﻮﺍ‪‬ﺎ »ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻄﻐﺎﺓ ﺍﻷﺧﲑ« ﺣﲔ ﻳﺘﻐﻨ‪‬ـﻲ‬
‫ﺍﻟﺸﺎﻋﺮ ﺑﺄﻏﻨﻴﺔ ﺛﺎﺋﺮ ﺗﻮﻧﺴﻲ ﻋﻠﻲ ﺍﻻﺳﺘﻌﻤﺎﺭ ﻳﺘﺤﺪﺙ ﻣﻊ ﺭﻓﻴﻘﺘﻪ‪ ،‬ﮐﻤﺎ ﻳﻠﻲ‪:‬‬
‫ﲔ »ﻧ‪‬ﺤﻦ ﺍﺑﺘﺪﺍ َﺀ ﺍﻟﻄﱠﺮﻳﻖ ـ‬
‫ﺗ‪‬ﻘﻮﻟ ‪‬‬
‫ﻭ ﻧ‪‬ﺤ ‪‬ﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺇﻋﺘﺼ‪‬ﺮﻧﺎ ﺍﳊﹶﻴﺎﺓ‬
‫ﻣ‪‬ﻦ ﺍﻟﺼ‪‬ﺨﺮ ﺗ‪‬ﺪﻣﻲ ﻋ‪‬ﻠﻴﻪ ﺍﳉﹸﺒﺎﻩ‬
‫ﻱ ﺍﻟﺸ‪‬ﻔﺎﻩ‪،‬‬
‫ﺺﺭ ‪‬‬
‫ﻭ ﳝ‪‬ﺘ ‪‬‬
‫ﺕ ﺍﻟﺴ‪‬ﺠﻮﻥ‬
‫ﺕ ﰲ ﻣ‪‬ﻮﺣ‪‬ﺸﺎ ‪‬‬
‫ﻣ‪‬ﻦ ﺍﳌﻮ ‪‬‬
‫ﻣ‪‬ﻦ ﺍﻟﺒ‪‬ﺆﺱ‪ ،‬ﻣ‪‬ﻦ ﺧﺎﻭﻳﺎﺕ ﺍﻟﺒ‪‬ﻄﻮﻥ‬
‫ﻟ‪‬ﺄﺟﻴﺎﳍﺎ ﺍﻵﺗﻴﺔ‪.‬‬
‫)ﺍﻟﺴﻴﺎﺏ‪،‬ﺝ ‪ ۱‬ﺹ‪(۲۰۷‬‬
‫ﻭ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺘﻤﻨﻴﺔ ﰲ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﺜﺎﺋﺮ‪ ،‬ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﺮﻓﻴﻘﺔ‪ ،‬ﺗﺘﺠﹼﻠﻲ ﺃﲨﻞ ﺍﳉﻼﺀ ﻋﻨﺪ ﻣﺎ ﻧﻨﺘﺒﻪ ﺇﱄ ﺩﻭﺭ ﺍﳊـﺮﻑ‬
‫»ﻣﻦ« ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺴﻮﻕ ﺍﻟﺸﻌﻮﺭ ﺍﻟﺒﺎﻃﻦ ﺇﱄ ﺍﻟﻈﻬﻮﺭ ﻣﺘﮑﺮﺭﹰﺍ ﻭ ﻳﺼﻮﺭ ﻟﻘﻄﺎﺕ ﻣﻦ ﺍﳊﻴﺎﺓ ﺍﻟﺜﻮﺭﻭﻳﺔ ﺑﻘﻮﺓ ﺍﻟﺪﻻﻟﺔ‬
‫ﺍﻟﺘﺼﻮﻳﺮﻳﺔ ﻟﺪﻱ ﺍﻟﺘﮑﺮﺍﺭ ﲝﻴﺚ ﲤﺴﻲ ﺍﳌﺄﺳﺎﺓ ﺷﺎﻣﻠﺔ ﺗﺮﻫﻖ ﺍﻟﮑﻮﺍﻫﻞ ﺑﺎﳉﻮﻉ ﻭ ﺍﻟﺒﺆﺱ ﻭ ﺍﻟﺴﺠﻦ ﻭ ﺍﳌﻮﺕ‪.‬‬
‫ﻭ ﰲ ﳎﺎﻝ ﺁﺧﺮ‪ ،‬ﰲ ﻗﺼﻴﺪﺓ »ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺗ‪‬ﻘﺮﻋﻪ ﺍﻟﺮ‪‬ﻳﺎﺡ« ﻧﻘﻒ ﻋﻨﺪ ﻣﺸﻬﺪ ﺑﺼﺮﻱ‪ ،‬ﻳﺘﺠﺴﺪ ﰲ ﺍﳋﻴـﺎﻝ‪،‬‬
‫ﻳﻬﺪﻑ ﻣﻦ ﻭﺭﺍﺀ ﺍﻟﺘﺼﻮﻳﺮ ﺇﱄ ﺍﻹﺑﺎﻧﺔ ﻋﻦ ﲡﺮﺑﺔ ﺍﻟﺸﺎﻋﺮ ﺍﻟﺸﻌﻮﺭﻳﺔ‪:‬‬
‫ﺏ ﻣﺎ ﻗﹶﺮﻋ‪‬ﺘﻪ ﻏ ‪‬ﲑ ﺍﻟﺮ‪‬ﻳﺢ ﰲ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﺍﻟﻌ‪‬ﻤﻴﻖ‪،‬‬
‫ﺍﻟﺒﺎ ‪‬‬
‫ﺍﻟﺘﻜﺮﺍﺭ ﻭ ﺗﺪﺍﺧﻞ ﺩﻻﻻﺗﻪ ﺍﻟﻔﻨﻴﺔ ﰲ ﺍﻟﻘﺼﻴﺪﺓ ﺍﳊ ﺮ‪‬ﺓ ﻋﻨﺪ »ﺍﻟﺴﻴ‪‬ﺎﺏ«‬
‫ ‪97‬‬
‫ﻚ‬
‫ﺏ ﻣﺎ ﻗﹶﺮﻋ‪‬ﺘﻪ ﮐ ﹼﻔ ‪‬‬
‫ﺍﻟﺒﺎ ‪‬‬
‫ﺃﻳ ‪‬ﻦ ﮐﻔﹼﻚ ﻭ ﺍﻟﻄﱠﺮﻳﻖ‪.‬‬
‫‪........................................‬‬
‫ﺏ ﻣﺎ ﻗ ‪‬ﺮﻋ‪‬ﺘﻪ ﻏ ‪‬ﲑ ﺍﻟﺮ‪‬ﻳﺢ‬
‫ﺍﻟﺒﺎ ‪‬‬
‫ﺁﻩ ﻟﻌ ﹼﻞ ﺭ‪‬ﻭﺣﹰﺎ ﰲ ﺍﻟﺮ‪‬ﻳﺎﺡ‬
‫‪........................................‬‬
‫ﻚ ﺯﺍﺭ‬
‫ﺏ ﺗﻘﺮﻋﻪ ﺍﻟﺮ‪‬ﻳﺎﺡ ﻟﻌ ﱠﻞ ﺭ‪‬ﻭﺣﹰﺎ ﻣﻨ ‪‬‬
‫ﺍﻟﺒﺎ ‪‬‬
‫ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻐ‪‬ﺮﻳﺐ! !ﻫﻮ ﺍﺑﻨﻚ ﺍﻟﺴ‪‬ﻬﺮﺍﻥ ﻳ‪‬ﺤﺮﻗﻪ ﺍﳊﹶﻨﲔ‬
‫‪........................................‬‬
‫ﺐ ﻣﻦ ﺃﺑ ‪‬ﺪ ﺍﻟﻔﺮﺍﻕ‪.‬‬
‫ﺏ ﺗ‪‬ﻘﺮﻋ‪‬ﻪ ﺍﻟﺮ‪‬ﻳﺎﺡ ﺗ‪‬ﻬ ‪‬‬
‫ﺍﻟﺒﺎ ‪‬‬
‫)ﺍﻟﺴﻴﺎﺏ‪،‬ﺝ ‪ ۱‬ﺹ‪ ۳۲۱‬ﻭ‪(۳۲۲‬‬
‫ﻭ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮ ﺃ ﹼﻥ ﺍﻟﺸﺎﻋﺮ ﺯﺍﺩ ﻋﻠﻲ ﲨﺎﻝ ﺍﻟﺘﺼﻮﻳﺮ ﲟﺎ ﻏﻴ‪‬ﺮﻩ ﻃﻔﻴﻔﹰﺎ ﻣﻦ ﺍﻷﻟﻔﺎﻅ ﺇ ﹼﻻ ﺍﻧ‪‬ﻪ ﹼﳓﻲ ‪‬ﺬﺍ ﺍﻟﺘﺼـﻮﻳﺮ‬
‫ﻼ ـ ﮐﻤﺎ ﺷﺒ‪‬ﺖ ﻧﻔﺴـﺎﻧﻴﺔ‬
‫ﻣﻨﺤﻲ ﺍﳌﺸﺎﻋﺮ ﺍﳌﮑﺒﻮﺗﺔ ﻓﹶﺼﻮ‪‬ﺭ ﻧﻔﺴﻪ ﮐﻄﻔﻞ ﳜﺎﻑ ﻣﻦ ﺷﺒﺢ ﻳﻄﺮﻕ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﻟﻴ ﹰ‬
‫ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ ﻋﻠﻴﻪ ـ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﻳﻨﺎﻡ ﻭ ﻫﻮ ﻳﻬﺬﻱ ﻭ ﻳﺘﻤ‪‬ﻨﻲ ﺃﻥ ﻳﮑﻮﻥ ﺍﻟﺸﺒﺢ ﻟﻸﻡ ﺍﻟﻔﻘﻴﺪﺓ ﺣﱵ ﻻ ﳜﺎﻑ ﻣﻨﻪ‪ .‬ﻭ‬
‫ﺍﻟﺴﺒﺐ ﰲ ﺫﻟﻚ ﺃﻧ‪‬ﻪ ـ ﮐﻤﺎ ﻳﻘﻮﻝ ﺍﻧﻄﻮﻧﻴﻮﺱ ﺑﻄﺮﺱ ـ ﻣﺘﺮﻭﻙ‪ ،‬ﻻ ﺻﺪﺭ ﻳﺴﻨﺪ ﺇﻟﻴﻪ ﺭﺃﺳـﻪ ﻭ ﻻ ﺫﺭﺍﻉ‬
‫ﲤﺘ‪‬ﺪ ﺇﻟﻴﻪ ﻟﺘﻨﺘﺸﻠﻪ ﻣﻦ ﻫﻮ‪‬ﺓ ﺍﻟﻌﺬﺍﺏ‪ ،‬ﻟﺬﻟﻚ ﻳﺮﺟﻊ ﺇﱄ ﻃﻔﻮﻟﺘﻪ ﻭ ﻳﺒﺤﺚ ﰲ ﻋﺘﻤﺔ ﺍﻟﺬﮐﺮﻳﺎﺕ ﻋـﻦ ﺫﻟـﻚ‬
‫ﺍﻟﻮﺟﻪ ﺍﻟﺬﻱ ﮐﺎﻥ ﻳﻨﲑ ﺍﻟﺪﺭﺏ ﻟﻪ ﻭ ﻳﺸﻌﺮﻩ ﺑﺎﻟﻄﻤﺄﻧﻴﻨﺔ )ﺃﻧﻄﻮﻧﻴﻮﺱ ﺑﻄﺮﺱ‪ ،‬ﺩ‪ .‬ﺕ‪ ،‬ﺹ‪ .(۲۱‬ﺇﺫﻥ ﻓﻔﻲ ﻫـﺬﻩ‬
‫ﺍﻟﺼﻮﺭﺓ ﺗﺼﺒﺢ ﺍﳌﺸﺎﻋﺮ ﻋﻤﻴﻘﺔ ﺗﺘﺮﺳﺦ ﰲ ﺃﻏﻮﺍﺭ ﺍﳌﺘﻠﻘﹼﻲ ﺣﲔ ﻳﻘﺮﺃ ﺍﻟﻘﺼﻴﺪﺓ‪.‬‬
‫ﺑﻴﺎﻥ ﻭ ﺷﻌﻮﺭ‬
‫ﻧﺘﺬﮐﹼﺮ‪ ،‬ﻭ ﳓﻦ ﺃﺷﺮﻧﺎ ﺇﱄ ﺑﻌﺾ ﺍﻷﻏﺮﺍﺽ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﺔ ﻟﻠﺘﮑﺮﺍﺭ ﻟﺪﻱ ﺍﻟﺒﻼﻏﻴﲔ ﺍﻟﻘﺪﻣﺎﺀ ﰲ ﻣﻘﺪﻣﺔ ﻣﻘﺎﻟﻨﺎ‬
‫ﻫﺬﺍ‪ ،‬ﺃ ﱠﻥ ﺍﻟﺸﺎﻋﺮ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻱ ﮐﺎﻥ ﻳﺴﺘﺨﺪﻡ ﻇﺎﻫﺮﺓ ﺍﻟﺘﮑﺮﺍﺭ ﻟﻴﺆﺩ‪‬ﻱ ‪‬ﺎ ﻏﺮﺿﹰﺎ ﺃﻭ ﻣﻌﲏ ﳜﺘﻠﺞ ﰲ ﺻـﺪﺭﻩ ﻭ‬
‫ﻳﺮﻳﺪ ﺃﻥ ﻳﺸﺎﻃﺮﻩ ﻓﻴﻪ ﺍﳌﺘﻠﻘﻲ ﻋﺎﻃﻔﺔ ﻭ ﺣﺴﹰﺎ‪ .‬ﺍ ﹼﻻ ﺃ ﹼﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻏﺮﺍﺽ ﱂ ﺗﮑﻦ ﻣﻨﺤﺼـﺮﺓ ﻋﻠـﻲ ﺍﻟﺸـﺎﻋﺮ‬
‫ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻱ‪ ،‬ﺑﻞ ﺟﺎﻭﺯﺕ ﺍﳊﺪﻭﺩ ﻭ ﺑ‪‬ﻘﻴﺖ ﺗﻨﺘﺸﺮ ﰲ ﺃﻭﺳﺎﻁ ﺍﻟﺸﻌﺮ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﻟﺪﻱ ﻣﻌﻈﻢ ﺍﻟﺸﻌﺮﺍﺀ ﳏـﺎﻓﻈﲔ‬
‫ﻋﻠﻲ ﻣﺮﮐﺰﻳﺘﻬﺎ ﰲ ﺍﻟﺸﻌﺮ ﻭﻟﮑﻨ‪‬ﻬﺎ ﱂ ﺗﻌﺪ ﺗﺸﮑﹼﻞ ﺍﳍﺪﻑ ﺍﻷﺳﺎﺱ ﺑﻞ ﮐﺎﻧﺖ ﻫﻲ »ﺍﻷﺻﻞ ﰲ ﮐ ﹼﻞ ﺗﮑـﺮﺍﺭ‬
‫ﺗﻘﺮﻳﺒﹰﺎ« )ﻧﺎﺯﻙ ﺍﳌﻼﺋﮑﺔ‪،۱۹۸۱،‬ﺹ‪ (۲۸۰‬ﻭ ﺍﻟﻐﺮﺽ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻣﻨﻬﺎ »ﺍﻟﺘﺄﮐﻴﺪ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﮑﻠﻤﺔ ﺍﳌﺘﮑﺮﺭ‪‬ﺓ ﺃﻭ ﺍﻟﻌﺒـﺎﺭﺓ«‬
‫)ﺍﳌﺼﺪﺭ ﻧﻔﺴﻪ‪ ،‬ﺹ ‪ (۲۸۰‬ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻳﮑﻮﻥ ﺍﻟﺘﮑﺮﺍﺭ ﺑﺎﻟﺪﻻﻟﺔ ﺍﻟﺸﻌﻮﺭﻳﺔ »ﻣﻦ ﺃﺻﻌﺐ ﺃﻧﻮﺍﻉ ﺍﻟﺘﮑﺮﺍﺭ ﺇﺫ ﻳﻘﺘﻀﻲ ﻣﻦ‬
‫ﺍﻟﺸﺎﻋﺮ ﺃﻥ ﻳﻨﺸﺊ ﻟﻪ ﺳﻴﺎﻗﹰﺎ ﻧﻔﺴﻴﹰﺎ ﻏﻨﻴﹰﺎ ﺑﺎﳌﺸﺎﻋﺮ ﺍﻟﮑﺜﻴﻔﺔ‪) «.‬ﺍﳌﺼﺪﺭ ﻧﻔﺴـﻪ‪،‬ﺹ‪ (۲۹۰‬ﻣﻊ ﺃ‪‬ﻤﺎ ﲤﺘﺰﺟـﺎﻥ ﰲ‬
‫ﺑﻌﺾ ﺍﳌﻘﺎﻃﻊ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺼﺎﺋﺪ‪.‬‬
‫ﳎﻠﺔ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻭ ﺁﺩﺍ‪‬ﺎ‬
‫‪ 98‬‬
‫ﻭ ﺍﻟﺸﺎﻋﺮ ﻳﺮﺳﻢ ﻟﻨﺎ ﺻﻮﺭﺓ ﺍﳌﺸﺎﻋﺮ‪ ،‬ﻣﺸﺎﻋﺮ ﺍﳋﻮﻑ‪ ،‬ﰲ ﻗﺼﻴﺪﺓ »ﺍﻟﻠﻘﺎﺀ ﺍﻷﺧﲑ« ﺑﮑﻠﻤﺎﺕ ﺩﻻﻟﻴـﺔ‬
‫ﻣﺘﮑ ‪‬ﺮﺭﺓ ﺗﺆﮐﹼﺪ ﻋﻠﻲ ﺻﻮﺭﺓ ﺍﳋﻮﻑ‪:‬‬
‫ﺿ ‪‬ﻊ ﺧﺎ ﹴﻝ ‪‬ﳛﺪ‪‬ﻕ ﰲ ﻏﹶﺒﺎﺀ!‬
‫»ﺑ‪‬ﲔ ﺍﻷﺭﺍﺋﻚ ﻣ‪‬ﻮ ‪‬‬
‫ﺲ ﺑﻪ ‪‬ﳛﺪ‪‬ﻕ ﰲ ﻭ‪‬ﺟﻮﻡ؟‬
‫ﻍ! ﺃﻣﺎ ﲢ ‪‬‬
‫ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻔﹶﺮﺍ ﹸ‬
‫ﺖ ﻟﮑﻲ ﻳ‪‬ﺪﻭﻡ«‬
‫ﻒ ﺃﻧ ‪‬‬
‫ﺨ ‪‬‬
‫ﻍ ﹶﻓ ‪‬‬
‫ﻍ ‪ ..‬ﺃﻧﺎ ﺍﻟﻔﹶﺮﺍ ﹸ‬
‫ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻔﹶﺮﺍ ﹸ‬
‫‪..............................................................‬‬
‫ﻟﹶﻴ ﹲﻞ ﻭ ﻧﺎﻓﺬﹲﺓ ﺗ‪‬ﻀﺎﺀ ‪ ..‬ﺗﻘﻮﻝ ﺇﻧ‪‬ﻚ ﺗ‪‬ﺴﻬ‪‬ﺮﻳﻦ‬
‫ﺇﱐ ﺃﺣﺴ‪‬ﻚ ﺗ‪‬ﻬﻤﺴﲔ‬
‫ﻒ ﺇﱄ ﻟﻘﺎﺀ؟«‬
‫ﰲ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺼ‪‬ﻤﺖ ﺍﳌﹸﻤﻴﺖ‪» :‬ﺃﻟﻦ ﺗ‪‬ﺨ ‪‬‬
‫ﻟﹶﻴﻞﹲ‪ ،‬ﻭ ﻧﺎﻓﺬﹲﺓ ﺗ‪‬ﻀﺎﺀ‬
‫ﺖ ﻓﻴﻬﺎ‪ ...‬ﱠﰒ ﻳ‪‬ﻨﺤ ﱡﻞ ﺍﻟﺸ‪‬ﻌﺎﻉ‬
‫ﺗ‪‬ﻐﺸﻲ ﺭﺅﺍﻱ‪ ،‬ﻭ ﺃﻧ ‪‬‬
‫ﰲ ﻇﹸﻠﻤﺔ ﺍﻟﻠﹼﻴﻞ ﺍﻟﻌ‪‬ﻤﻴﻖ‪.‬‬
‫)ﺍﻟﺴﻴﺎﺏ‪،‬ﺝ ‪ ۱‬ﺹ‪(۴۹‬‬
‫ﻓﺄﻋﺎ ‪‬ﺩ ﺍﻟﺸﺎﻋﺮ ﻋﺒﺎﺭﺓ »ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻔﺮﺍﻍ« ﻭ ﮐﺬﺍ ﻋﺒﺎﺭﺓ »ﻟﻴ ﹲﻞ ﻭ ﻧﺎﻓﺬﺓ ﺗﻀﺎ ُﺀ« ﺗﻨﺒﻴﻬﹰﺎ ﻟﻠﻘﺎﺭﺉ ﺑﺄ ﹼﻥ ﺍﻟﺼـﻮﺭﺓ‬
‫ﺍﻻﳛﺎﺋﻴﺔ ﺗﻨﺠﻠﻲ ﰲ ﺟﻮ ﺣﺎﻟﻚ ﻣﻈﻠﻢ‪ .‬ﻭ ﺃ ﹼﻥ ﺍﻟﻐﺮﺽ ﻣﻦ ﺗﮑﺮﺍﺭ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻟﻔﺎﻅ ﻭ ﺍﻟﻌﺒﺎﺭﺍﺕ ﳝﻴﻞ ﺇﱄ ﻧﺎﺣﻴـﺔ‬
‫ﺍﻟﺸﻌﻮﺭ ﻭ ﻫﻮ ﺍﻻﳛﺎﺀ ﲟﺸﺎﻋﺮ ﺭﻭﻣﺎﻧﺘﻴﮑﻴﺔ ﺣﺎﳌﺔ‪ .‬ﻭ ﮐﺎﻥ ﻗﺒﻞ ﺫﻟﻚ ﻳﺆﮐﺪ ﺍﻟﺘﮑﺮﺍﺭ ﻋﻠـﻲ »ﺍﻟﻔـﺮﺍﻍ« ﻭ‬
‫»ﻟﻴﻞ« ﺑﺘﻘﺪﳝﻬﻤﺎ ﻭ ﲣﺼﻴﺼﻬﻤﺎ‪.‬‬
‫ﺐ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﻧﺎﺭ ﺍﳊﺮﺏ ﻭ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﺿـﺪ‬
‫ﻭ ﰲ ﻗﺼﻴﺪﺓ »ﺭﺑﻴﻊ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ« ‪‬ﳛﻴ‪‬ﻲ ﺍﻟﺸﺎﻋﺮ ﺑﻼﺩ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﳌﺎ ﺷ ‪‬‬
‫ﺍﻻﺳﺘﻌﻤﺎﺭ ﻓﻴﻮﺭﺩ ﻟﻔﻆ »ﺳﻼﻣﹰﺎ« ﰲ ﻣﺴﺘﻬﻞ ﺍﻟﻘﺼﻴﺪﺓ ﻭ ﻳﮑﺮﺭﻩ ﰲ ﺁﺧﺮ ﺍﻟﻘﺼﻴﺪﺓ ﻭ ﳛﻤ‪‬ﻠﻪ ﲪﻮﻟﺔ ﺍﻟﺘﻌﺰﻳﺔ ﻭ‬
‫ﺍﻻﺷﻔﺎﻕ ﻭ ﺍﳌﺸﺎﻃﺮﺓ ﰲ ﺍﻷﱂ ﻭ ﺍﳊﺰﻥ‪:‬‬
‫ﺳ‪‬ﻼﻣﹰﺎ ﺑﹺﻼ ‪‬ﺩ ﺍﻟﻠﱠﻈﻲ ﻭﺍﳋﹶﺮﺍﺏ‬
‫ﺽ ﺍﻟﻘﹸﺒﻮﺭ‬
‫ﻭ ﻣ‪‬ﺄﻭﻱ ﺍﻟﻴﺘﺎﻣﻲ ﻭ ﺃﺭ ‪‬‬
‫‪...............................................‬‬
‫ﺳ‪‬ﻼﻣﹰﺎ ﺑﻼ ‪‬ﺩ ﺍﻟﺜﮑﺎﱄ‪ ،‬ﺑﻼ ‪‬ﺩ ﺍﻷﻳﺎﻣﻲ‬
‫ﺳ‪‬ﻼﻣﹰﺎ‬
‫ﺳﻼﻣﹰﺎ‪...‬‬
‫)ﺍﻟﺴﻴﺎﺏ‪،‬ﺝ ‪ ۱‬ﺹ‪۱۴۵‬ﻭ‪(۱۴۶‬‬
‫ﻭ ﺇﺿﺎﻓ ﹰﺔ ﺇﱄ ﻫﺬﺍ‪ ،‬ﳝﮑﻦ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺇ ﹼﻥ ﺍﻟﻨﻘﻄﺘﲔ ﺍﻟﻠﺘﲔ ﻭﺿﻌﻬﻤﺎ ﺍﻟﺸﺎﻋﺮ ﺑﻌﺪ ﻟﻔﻈﺔ »ﺳـﻼﻣﹰﺎ« ﺍﻷﺧـﲑﺓ‬
‫ﺗﺪﻻﻥ ﻋﻠﻲ ﺍﺳﺘﻤﺮﺍﺭﻳﺔ ﺍﻟﺘﺤﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﺘﺴﻠﻴﻢ ﺍﻟﻼ‪‬ﺎﺋﻲ ﲝﻴﺚ ﺍﺳﺘﻄﺎﻉ ﺍﻟﺸﺎﻋﺮ ﺃﻥ ﻳﺴﺘﻐﲏ ﻋـﻦ ﺍﻻﺳـﺘﻤﺮﺍﺭﻳﺔ‬
‫ﺍﻟﺘﻜﺮﺍﺭ ﻭ ﺗﺪﺍﺧﻞ ﺩﻻﻻﺗﻪ ﺍﻟﻔﻨﻴﺔ ﰲ ﺍﻟﻘﺼﻴﺪﺓ ﺍﳊ ﺮ‪‬ﺓ ﻋﻨﺪ »ﺍﻟﺴﻴ‪‬ﺎﺏ«‬
‫ ‪99‬‬
‫ﺑﺎﻟﺘﻨﻘﻴﻂ‪ .‬ﻓﻤﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﳌﻨﻄﻠﻖ‪ ،‬ﺗﻘﻮﻱ ﻟﺪﻱ ﺍﻟﻠﻔﻆ ﻭ ﺍﻟﺘﮑﺮﺍﺭ ﻧﺎﺣﻴﺔ ﺍﻟﺸﻌﻮﺭ ﺍﻟﱵ ﻳﻬﻤﺲ ﺍﻟﻠﻔﻆ ﺍﳌﮑﺮﺭ ﳘﺲ‬
‫ﺍﻟﺘﻌﺐ ﻭ ﺍﻟﻮﻫﻦ ﺍﻟﻠﺬﻳﻦ ﺃﺿﻨﻴﺎ ﺭﻭﺡ ﺍﻟﺜﺎﺋﺮﻳﻦ ﺑﺘﺘﺎﺑﻊ ﺍﳋﺮﺍﺏ ﻭ ﺍﻟﺪﻣﺎﺭ ﻭ ﺍﺭﻫﺎﻕ ﺍﻟﺪﻣﺎﺀ ﻭ ﺍﻟﺜﮑﻞ ﻭ ﺍﻟﺒﮑﺎﺀ ﻭ‬
‫ﺍﳊﺰﻥ ﻣﻊ ﺍﻟﺘﺄﮐﻴﺪ ﺍﳌﺒﺎﺷﺮ‪.‬‬
‫ﻭ ﺃﻣ‪‬ﺎ ﻗﺼﻴﺪﺓ »ﺧﺬﻳﲏ« ﻓﻴﮑﺜﹼﻒ ﺍﻟﺸﺎﻋﺮ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻌﲏ ﺍﻟﻄﻠﺐ ﻭ ﻳﺰﻳﺪ ﰲ ﺍﻻﳊﺎﺡ ﻋﻠﻲ ﻣﻌﲏ ﺍﻷﺧـﺬ ﻭ‬
‫ﻋﺪﻡ ﺍﳌﻐﺎﺩﺭﺓ ﺗﻘﻮﻳﺔ ﻟﻠﺪﻻﻟﺔ ﺍﻟﺒﻴﺎﻧﻴﺔ ﺍﻟﺼﺎﺩﺭﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﮑﺮﺍﺭ ﺇ ﹼﻻ ﺃ ﹼﻥ ﺍﻟﻐﺮﺽ ﺍﻻﺳﺎﺱ ﻣﻨﻪ ﺃﲰـﻲ ﻭ ﺃﻋﻠـﻲ ﺍﺫﺍ‬
‫ﻭﻋﻴﻨﺎ ﺑﺄ ﹼﻥ ﺍﻟﺸﺎﻋﺮ ﻳﻬﺪﻑ ﺑﻮﺍﺳﻄﺘﻪ ﺇﱄ ﺍﻹﺑﺎﻧﺔ ﲝﺎﻟﺘﻪ ﺍﻟﻨﻔﺴﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﺗﺘﺼﻌ‪‬ﺪ ﺻﻮﺭﺓ ﺍﻷﺯﻣﺔ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﳌﺨﺎﻃﺐ‪:‬‬
‫ﺧ‪‬ﺬﻳﲏ ﺃﻃﺮ ﰲ ﺃﻋﺈﱄ ﺍﻟﺴ‪‬ﻤﺎﺀ‬
‫ﺻ‪‬ﺪﻱ ﻏﹸﻨﻮﺓ‪ ،‬ﮐﹶﺮﮐﹶﺮﺍﺕ‪ ،‬ﺳ‪‬ﺤﺎﺑﺔ!‬
‫ﺧ‪‬ﺬﻳﲏ ﻓﺈ ﹼﻥ ﺻ‪‬ﺨﻮ ‪‬ﺭ ﺍﻟﮑﺂﺑﺔ‬
‫ﺗ‪‬ﺸ ‪‬ﺪ ﺑﺮﻭﺣﻲ ﺇﱄ ﻗﺎﻉ ﲝ ﹴﺮ ﺑ‪‬ﻌﻴﺪ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ‬
‫ﺧ‪‬ﺬﻳﲏ ﺃﮐﻦ ﰲ ﺩ‪‬ﺟﺎﻙ ﺍﻟﻀ‪‬ﻴﺎﺀ‬
‫ﻭ ﻻ ﺗ‪‬ﺘﺮﮐﻴﲏ ﻟﻠﻴﻞ ﺍﻟﻘ‪‬ﻔﺎﺭ‬
‫‪..................................‬‬
‫ﻓﻼ ﺗ‪‬ﺘﺮﮐﻴﲏ ﻃﹶﻠﻴﻘﹰﺎ‬
‫ﺧ‪‬ﺬﻳﲏ ﺇﱄ ﺻ‪‬ﺪﺭﻙ ﺍﳌﹸﺜﻘﻞ‬
‫‪ ‬ﻢ ﺍﻟﺴ‪‬ﻨﲔ‬
‫ﺧ‪‬ﺬﻳﲏ ﻭ ﺇﻧ‪‬ﻲ ﺣ‪‬ﺰﻳﻦ‬
‫ﻭ ﻻ ﺗﺘﺮﮐﻴﲏ ﻋ‪‬ﻠﻲ ﺍﻟﺪ‪‬ﺭﺏ ﻭﺣﺪﻱ ﺃﺳ ‪‬ﲑ ﺇﱄ ﺍﳌﹶﺠﻬﻞ‪.‬‬
‫)ﺍﻟﺴﻴﺎﺏ‪،‬ﺝ ‪ ۱‬ﺹ‪(۱۴۷‬‬
‫ﻭ ﻳﺒﺪﻭ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﮑﺮﺍﺭ ﺍﳌﺘﻮﺍﺗﺮ ﺃ ﹼﻥ ﺍﻟﺸﺎﻋﺮ ﻳﻌﻴﺶ ﰲ ﺣﺎﻟﺔ ﺍﳋﻮﻑ ﻭ ﺍﻟﻮﺣﺸﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻮﺣﺪ ﻭ ﰲ ﻇﻠﻤـﺔ‬
‫ﺍﻟﻐﺮﺑﺔ ﺍﳉﺴﺪﻳﺔ ﻭ ﰲ ﺃﺭﺽ ﻏﲑ ﺃﺭﺿﻪ ﻓﲑﺗﺒﻚ ﺣﲔ ﻳﺮﺗﺴﻢ ﻟﻪ ﺿﻴﺎﻋﻪ ﰲ ﺍﻟﺪﺭﻭﺏ‪.‬‬
‫ﻭ ﰲ ﺍﳌﻘﻄﻊ ﺍﻻﻭﻝ ﻣﻦ ﻗﺼﻴﺪﺓ »ﺳ‪‬ﻔﺮ ﺃﻳﻮﺏ« ﻧﺮﻱ ﺍﻟﺸﺎﻋﺮ ﺃﻧ‪‬ﻪ ﻗﺪ‪‬ﻡ ﺷﮑﺮﻩ ﻟﹼﻠّﻪ ﺗﻌـﺎﱄ ﻣـﻦ ﺃﺟـﻞ‬
‫ﺍﻟﺘﺨﺼﻴﺺ ﻭ ﺍﻟﺘﺄﮐﻴﺪ ﻣﻊ ﺃﻧ‪‬ﻪ ﻳﺼﺎﺭﻉ ﺍﻟﺪﺍﺀ ﻭ ﻳﮑﺎﺑﺪ ﺍﻷﱂ ﻭ ﻳﺘﻀﺠ‪‬ﺮ ﲢﺖ ﺿﻐﻂ ﻣﺮﺍﺭﺓ ﺍﻻﻧﺘﻈﺎﺭ ﻭ ﻳﺘﺬﮐﹼﺮ‬
‫ﺃﻳﻮﺏ ﺍﻟﻨﱯ ﺍﳌﻌﺬﹼﺏ ﺍﻟﺬﻱ ﺻﺎﺭﻉ ﺍﻟﺪﺍﺀ ﻭ ﺍﻧﺘﺼﺮ ﻋﻠﻴﻪ )ﻗﻴﺲ ﮐﺎﻇﻢ ﺍﳉﻨﺎﰊ‪،۱۹۸۸،‬ﺹ ‪ .(۹۵‬ﻓﻴﻐﻤـﺮﻩ ﻫـﺬﺍ‬
‫ﺍﻟﺸﻌﻮﺭ ﻭ ﻳﻘﻮﻝ‪:‬‬
‫ﻟﹶﻚ ﺍﳊﹶﻤ ‪‬ﺪ ﻣ‪‬ﻬﻤﺎ ﺍﺳﺘﻄﺎ ﹶﻝ ﺍﻟﺒ‪‬ﻼﺀ‬
‫ﻭ ﻣ‪‬ﻬﻤﺎ ﺇﺳﺘ‪‬ﺒ ‪‬ﺪ ﺍﻷﻟﹶﻢ‪،‬‬
‫ﻟﹶﻚ ﺍﳊﹶﻤﺪ‪ ،‬ﺃ ﹼﻥ ﺍﻟﺮﺯﺍﻳﺎ ﻋ‪‬ﻄﺎﺀ‬
‫‪..............................................‬‬
‫ﳎﻠﺔ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻭ ﺁﺩﺍ‪‬ﺎ‬
‫‪ 100‬‬
‫ﺏ ﺇﻥ ﺻ‪‬ﺎﺡ ﺻ‪‬ﺎﺡ‪:‬‬
‫ﻭﻟﮑ ‪‬ﻦ ﺃﻳﻮ ‪‬‬
‫»ﻟﹶﻚ ﺍﳊﹶﻤﺪ‪ ،‬ﺃ ﹼﻥ ﺍﻟﺮﺯﺍﻳﺎ ﻧ‪‬ﺪﻱ‬
‫‪..............................................‬‬
‫ﺏ ﮐﺎﻥ ﺍﻟﻨ‪‬ﺪﺍﺀ‬
‫ﻭ ﺇﻥ ﺻﺎﺡ ﺃﻳ‪‬ﻮ ‪‬‬
‫»ﻟﹶﻚ ﺍﳊﹶﻤﺪ ﻳﺎ ﺭﺍﻣﻴﹰﺎ ﺑﺎﻟ ﹶﻘﺪ‪‬ﺭ‬
‫ﻭ ﻳﺎ ﮐﺎﺗﺒﺎﹰ‪ ،‬ﺑ‪‬ﻌ ‪‬ﺪ ﺫﺍﻙ‪ ،‬ﺍﻟﺸ‪‬ﻔﺎﺀ!«‬
‫)ﺍﻟﺴﻴﺎﺏ‪،‬ﺝ ‪ ۱‬ﺹ‪ ۱۴۹‬ﻭ‪(۱۵۰‬‬
‫ﻭ ﻫﻮ ﻳﺴﺘﮑﲔ ﺍﺳﺘﮑﺎﻧﺔ ﺃﻳﻮﺏ ﻭ ﻳﺮﺿﻲ ﺑﮑﻞ ﻣـﺎ ﮐﺘﺒﺘـﻪ ﻳـﺪ ﺍﷲ ﻭ ﻳـﺆﻣﻦ ﺑﺎﻟﺸـﻔﺎﺀ )ﺇﺣﺴـﺎﻥ‬
‫ﻋﺒﺎﺱ‪،۱۹۹۲،‬ﺹ‪ (۲۷۶‬ﻟﻌﻠﹼﻪ ﳝ ‪‬ﻦ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﺎﳋﻼﺹ ﻭ ﺍﻟﱪ‪‬ﺀ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﻼﺀ‪.‬‬
‫ﻭ ﰲ ﻗﺼﻴﺪﺓ »ﺇﱄ ﲨﻴﻠﺔ ﺑﻮﺣﲑﺩ‪ «١۲‬ﻳﺸﻌﺮ ﺍﻟﺸﺎﻋﺮ ﺑﺎﳋﺰﻱ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﳊﺎﺩﺙ ﳑﺎ ﻳﺒﺪﻭ ﺃﻧ‪‬ﻪ ﻳﮑﺮﺭ ﺗﺄﮐﻴـﺪﻩ‬
‫ﺲ ﺃﻧ‪‬ﻪ ﳝﻀﻲ ﺇﱄ‬
‫»ﺇﻧ‪‬ﺎ« ﻭ ﻳﺘﺬﮐﹼﺮ ﺫﻟﻚ ﰲ ﺁﺧﺮ ﺍﻟﻘﺼﻴﺪﺓ ﻭ ﻳﻐﻠﻆ ﺍﻻﺣﺴﺎﺱ ﻋﻨﺪ ﺗﻘﻮﻳﺔ ﺍﳉﻤﻠﺔ ﺣﻴﺚ ﺃﺣ ‪‬‬
‫ﺍﻟﻔﻨﺎﺀ ﻭ ﻻ ﻳﺒﻘﻲ ﻟﻪ ﺍ ﹼﻻ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ‪:‬‬
‫ﺇﻧ‪‬ﺎ ﻫ‪‬ﻨﺎ ‪ ..‬ﰲ ‪‬ﻫﻮ‪‬ﺓ ﺩﺍﺟﻴﺔ‬
‫‪................................................‬‬
‫ﺇﻧ‪‬ﺎ ﻫ‪‬ﻨﺎ ﮐﹸﻮ ‪‬ﻡ ﻣ‪‬ﻦ ﺍ َﻷ ‪‬ﻋﻈﹸﻢ‬
‫‪................................................‬‬
‫ﺇﻧ‪‬ﺎ ﻫﻨﺎ ﻣ‪‬ﻮﰐ‪ ،‬ﺣ‪‬ﻔﺎﺓ‪ ،‬ﻋ‪‬ﺮﺍﺓ‬
‫‪................................................‬‬
‫ﺇﻧ‪‬ﺎ ‪‬ﺳﻨ‪‬ﻤﻀﻲ ﰲ ﻃﹶﺮﻳﻖ ﺍﻟﻔﹶﻨﺎﺀ‪.‬‬
‫)ﺍﻟﺴﻴﺎﺏ‪،‬ﺝ ‪ ۱‬ﺹ‪ ۲۱۲‬ﻭ‪(۲۱۳‬‬
‫ﺍ ﹼﻻ ﺃ ﹼﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻻﺣﺴﺎﺱ ﱂ ﻳﻨﺘﺸﺮ ﺑﻞ ﲡﻤ‪‬ﻊ ﰲ ﻗﻮ‪‬ﺓ ﻟﻴﺘﻔﺠ‪‬ﺮ ‪‬ﺎﺋﻴﹰﺎ ﺗﻔﺠﺮﹰﺍ ﻏﺎﺋﻀﹰﺎ‪.‬‬
‫ﺚ ﺍﻟﺮﻭﺡ ﰲ ﺍﳉﺴﺪ ﺍﳌﻨﮑﺴﺮ‬
‫ﻭ ﻳﺘﺪﻫﻮﺭ ﻭﺟﺪﺍﻥ ﺍﻟﺸﺎﻋﺮ ﻋﻨﺪ ﻣﺎ ﻳﺘﺬﮐﺮ »ﲤﻮﺯ ﺟﻴﮑﻮﺭ« ﺍﻟﺬﻱ ﮐﺎﻥ ﻳﺒ ﹼ‬
‫ﺍﳋﺎﻭﻱ ﺇﺑ‪‬ﺎﻥ ﺍﻟﻄﻔﻮﻟﺔ‪ ،‬ﻓﻴﻤﻠﻚ ﻋﻠﻴﻪ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺸﻌﻮﺭ ﻭ ﻣﺎ ﺯﺍﻟﺖ ﺗﺴﺘﻤﺮ ﻫﺬﻩ ﺍﳊﺎﻟﺔ ﺣﱵ ﰲ ﺍﻟﻔﺘﺮﺓ ﺍﻟﱵ ﻳﻄﻌﻦ‬
‫ﰲ ﺍﻟﺴ‪‬ﻦ ﻭ ﺗﺒﻘﻲ ﻣﻌﻪ ﺍﻟﺬﮐﺮﻳﺎﺕ ﻭ ﻳﺘﻤ‪‬ﻨﻲ ﺩﺍﺋﻤﹰﺎ ﺃﻥ ﻳﺸﺮﻕ ﺍﻟﻨﻮﺭ‪ ،‬ﻧﻮﺭ ﺍﻷﻣﻞ‪ ،‬ﻧﻮﺭ ﺍﳊﻴﺎﺓ‪ ،‬ﻣﺮﺓ ﺃﺧـﺮﻱ ﻭ‬
‫ﻫﻮ ﻳﻌﻴﺶ ﺣﻴﺎﺓ ﺳﻌﻴﺪ ﹰﺓ‬
‫ﺾ ﰲ ﻋ‪‬ﺮﻗﻲ‬
‫ﻟﻮ ﻳ‪‬ﻮﻣ ‪‬‬
‫ﰲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ!‬
‫ﻧ‪‬ﻮﺭ‪ ،‬ﻓﻴﻀﻲ ُﺀ ﹶ‬
‫ﻟﻮ ﺃ‪‬ﺾ‪ ،‬ﻟﻮ ﺃﺣﻴﺎ!‬
‫‪.٢‬ﻣﻨﺎﺿﻠﺔ ﺟﺰﺍﺋﺮﻳﺔ ﺣﺎﺭﺑﺖ ﺍﻻﺳﺘﻌﻤﺎﺭ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻲ ﻣﺬ ﮐﺎﻧﺖ ﰲ ﺍﳌﺪﺭﺳﺔ ﺍﻟﺜﺎﻧﻮﻳﺔ‪.‬‬
‫ﺍﻟﺘﻜﺮﺍﺭ ﻭ ﺗﺪﺍﺧﻞ ﺩﻻﻻﺗﻪ ﺍﻟﻔﻨﻴﺔ ﰲ ﺍﻟﻘﺼﻴﺪﺓ ﺍﳊ ﺮ‪‬ﺓ ﻋﻨﺪ »ﺍﻟﺴﻴ‪‬ﺎﺏ«‬
‫ ‪101‬‬
‫ﻟﻮ ﺃﹸﺳﻘﻲ! ﺁﻩ ﻟﻮ ﺃﹸﺳﻘﻲ!‬
‫ﻟﻮ ﺃ ﹼﻥ ﻋﺮﻭﻗﻲ ﺃﻋﻨﺎﺏ!‬
‫)ﺍﻟﺴﻴﺎﺏ‪،‬ﺝ ‪ ۱‬ﺹ‪(۲۲۳‬‬
‫ﻫﺬﻩ »ﻟﻮ« ﺗﻔﻴﺪ ﻣﻌﲏ »ﻟﻴﺖ« ﻟﻠﺘﻤﲏ ﻓﻴﺰﺩﺍﺩ ﺣﺮﺹ ﺍﻟﺸﺎﻋﺮ ﻋﻠﻲ ﲢﻘﻖ ﺍﻷﻣﻨﻴﺔ ﺇﺫ ﺗﺘﮑـﺮﺭ ﻣﺘﺘﺎﺑﻌـ ﹰﺔ‬
‫ﻟﻴﻨﻔﻌﻞ ﺍﳌﺘﻠﻘﹼﻲ ﲟﺎ ﳜﺘﻠﺞ ﰲ ﺿﻤﲑ ﺍﻟﺸﺎﻋﺮ ﻣﻦ ﺃﺣﺎﺳﻴﺲ ﻣﺮﻫﻘﺔ ﻟﻠﺠﺴﺪ ﻷ ﹼﻥ ﺍﻵﻣﺎﻝ ﻳﺴـﺘﺤﻴﻞ ﺑﺰﻭﻏﻬـﺎ‬
‫ﳏﻘﻘﹰﺎ ﮐﻤﺎ ﻳﺒﺪﻭ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺺ ﺍﻟﺘﺎﱄ‪:‬‬
‫ﺟ‪‬ﻴﮑﻮ ‪‬ﺭ ‪ ..‬ﺳﺘ‪‬ﻮﹶﻟ ‪‬ﺪ ﺟ‪‬ﻴﮑﻮ ‪‬ﺭ‬
‫ﺍﻟﻨ‪‬ﻮﺭ ‪‬ﺳﻴ‪‬ﻮﺭﻕ ﻭ ﺍﻟﻨ‪‬ﻮﺭ‬
‫ﺟ‪‬ﻴﮑﻮ ‪‬ﺭ ‪‬ﺳﺘ‪‬ﻮﻟﺪ ﻣ‪‬ﻦ ﺟ‪‬ﺮﺣﻲ‬
‫ﻣﻦ ﻏﹸﺼﺔ ﻣ‪‬ﻮﰐ‪ ،‬ﻣ‪‬ﻦ ﻧﺎﺭﻱ‬
‫‪...........................‬‬
‫ﺟ‪‬ﻴﮑﻮ ‪‬ﺭ ‪‬ﺳﺘ‪‬ﻮﻟ ‪‬ﺪ ‪ ...‬ﻟﮑﻨ‪‬ﻲ‬
‫ﺝ ﻓﻴﻬﺎ ﻣ‪‬ﻦ ﺳ‪‬ﺠﲏ‪.‬‬
‫ﻟﹶﻦ ﺃﺧﺮ ‪‬‬
‫)ﺍﻟﺴﻴﺎﺏ‪،‬ﺝ ‪ ۱‬ﺹ‪ ۲۲۳‬ﻭ‪(۲۲۴‬‬
‫ﻭ ﻳﺘﺼﻮﺭ ﺍﻟﺸﺎﻋﺮ ﺑﺘﮑﺮﺍﺭ ﻣﺘﻮﺍﺗﺮ ﺃ ﹼﻥ ﺟﻴﮑﻮﺭ‪ ،‬ﻳﻌﲏ ﺫﮐﺮﻳﺎ‪‬ﺎ‪ ،‬ﺳﺘﻮﻟﺪ‪ ،‬ﻟﺬﻟﻚ ﻳﺼ ‪‬ﺮ ﻋﻠﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻣﻨﻴـﺔ‬
‫ﺍﻟﱵ ﺗﮑﺎﺩ ﺗﻀﺮﺏ ﰲ ﺍﻻﺧﻔﺎﻕ‪ .‬ﻭ ﺍﻟﺸﺎﻋﺮ ﻳﺘﺄﮐ ‪‬ﺪ ﻣﻦ ﻋﺪﻡ ﺍﻟﺘﺤﻘﻖ ﺣﲔ ﻳﻘﻮﻝ‪ :‬ﻟﮑﻨ‪‬ﻲ ﻟﻦ ﺃﺧﺮﺝ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻦ‬
‫ﺳﺠﲏ‪.‬‬
‫ﻭ ﻳﮑﺮ‪‬ﺭ ﺍﻟﺸﺎﻋﺮ ﰲ ﻗﺼﻴﺪﺓ »ﻳﺎ ﻏﺮﺑﺔ ﺍﻟﺮﻭﺡ« ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻌﻨﻮﺍﻥ ﺿﻤﻦ ﻗﺼﻴﺪﺗﻪ ﻫﺬﻩ ﻳﺮﻳﺪ ﺑﻪ ﺇﻓﻬﺎﻡ ﺍﻟﻘﺎﺭﺉ‬
‫ﺃﻭ ﺇﺷﻌﺎﺭﻩ ﺑﺘﻔﺮﺩﻩ ﻭ ﺟﻔﺎﺀ ﺇﻟﻔﻪ ﻣﺘﻮﺧﻴﹰﺎ ﺇﺛﺎﺭﺓ ﺍﻻﺷﻔﺎﻕ ﻟﺪﻳﻪ ﻓﻴﺸﲑ ﺗﺒﻌﹰﺎ ﻟﺬﻟﻚ ﺇﱄ ﻏﺮﺑﺔ ﺭﻭﺣﻪ ﻭ ﺷـﻌﻮﺭﻩ‬
‫ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻲ ﳓﻮ ﺍﻻﻏﺘﺮﺍﺏ ﺍﻟﺬﺍﰐ ﺍﻟﺬﻱ ﺻﺎﺭ ﻳﺘﻀﺨﻢ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﺍﺑﺘﻌﺎﺩﻩ ﻋﻦ ﻣﮑﺎﻧﻪ ﻭ ﻋﻦ ﺍﻟﻌﺮﺍﻕ ﻓﻠﻢ ﻳﺒﻖ ﻟﺪﻳـﻪ‬
‫ﺳﻮﻱ ﺍﻟﺼﻤﺖ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺻﺒﺢ ﳓﻴﺒﹰﺎ ﻭ ﺇ ﹼﻥ ﺍﻟﺒﺄﺱ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻨﺘﺎﺑﻪ ﻳﺘﻮﺣﺪ ﻣﻊ ﺍﻟﻌﻨﺎﺻﺮ ﺍﻷﺧﺮﻱ ﻻﻧ‪‬ﻪ ﺑﻌﻴـﺪ ﻋـﻦ‬
‫ﺟﻴﮑﻮﺭ‪ ،‬ﻋﻦ ﺍﻟﻘﺮﻳﺔ‪ ،‬ﻓﺘﻮﻏﹼﻞ ﳓﻮ ﺭﻭﺣﻪ ﰲ ﻫﺬﺍ ﺍ‪‬ﺎﻝ )ﻗﻴﺲ ﮐﺎﻇﻢ ﺍﳉﻨﺎﰊ‪،۱۹۸۸،‬ﺹ‪.(۷۸‬‬
‫ﳊﺠ‪‬ﺮ‬
‫ﺡ ﰲ ﺩﻧﻴﺎ ﻣﻦ ﺍ ﹶ‬
‫ﻳﺎ ﻏﹸﺮ‪‬ﺑ ﹶﺔ ﺍﻟﺮ‪‬ﻭ ﹺ‬
‫ﻀﺠ‪‬ﺮ‬
‫ﻭ ﺍﻟﺜﱠﻠ ‪‬ﺞ ﻭ ﺍﻟﻘﺎ ‪‬ﺭ ﻭ ﺍﻟﻔﻮﻻ ﹸﺫ ﻭ ﺍﻟ ‪‬‬
‫ﺡ ‪ ..‬ﻻ ﴰﺲ ﻓﺄﺋﺘﻠ ‪‬ﻖ‬
‫ﻳﺎ ﻏﹸﺮﺑ ﹶﺔ ﺍﻟﺮ‪‬ﻭ ﹺ‬
‫ﻓﻴﻬﺎ ﻭ ﻻ ﹸﺍﻓﹸﻖ‪.‬‬
‫‪................................................‬‬
‫ﳊﺠ‪‬ﺮ!‬
‫ﺡ ﰲ ﺩﻧﻴﺎ ﻣﻦ ﺍ ﹶ‬
‫ﻳﺎ ﻏﹸﺮﺑ ﹶﺔ ﺍﻟﺮ‪‬ﻭ ﹺ‬
‫‪................................................‬‬
‫ﳎﻠﺔ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻭ ﺁﺩﺍ‪‬ﺎ‬
‫‪ 102‬‬
‫ﺡ ﹶﻓﺘ‪‬ﻬﻮﺍﻫﺎ‪.‬‬
‫ﺡ ﻻ ﺭﻭ ‪‬‬
‫ﻳﺎ ﻏﺮ‪‬ﺑ ﹶﺔ ﺍﻟﺮ‪‬ﻭ ﹺ‬
‫)ﺍﻟﺴﻴﺎﺏ‪،‬ﺝ ‪ ۱‬ﺹ‪ ۳۴۱‬ﻭ‪(۳۴۲‬‬
‫ﺑﻴﺎﻥ ﻭ ﺗﺼﻮﻳﺮ‬
‫ﻭ ﻗﺪ ﲤﺘﺰﺝ ﺍﻟﺪﻻﻟﺔ ﺍﻟﺒﻴﺎﻧﻴﺔ ﺑﺎﻟﺘﺼﻮﻳﺮﻳﺔ ﺍﳉﻤﺎﻟﻴﺔ ﰲ ﻣﻘﺎﻃﻊ ﻟﺒﻌﺾ ﺍﻟﻘﺼﺎﺋﺪ‪ ،‬ﻧﺎﻭﻳﹰﺎ ﺷـﺎﻋﺮﻫﺎ ﺇﻏﻨـﺎﺀ‬
‫ﺍﻟﻘﺼﻴﺪﺓ ﻣﻦ ﺍﳊﻤﻮﻟﺔ ﺍﻟﺪﻻﻟﻴﺔ ﳓﻮ ﺍﻟﻘﺎﺭﺉ ﳌﺸﺎﺭﮐﺘﻪ ﻣﻌﻪ‪ .‬ﻭ ﰲ ﺫﻟﻚ ﻳﻘﻮﻱ ﺩﻭﺭ ﺍﳊﺮﻑ ﻭ ﻳﻘﻮﻱ ﺍﮐﺜﺮ ﺍﺫﺍ‬
‫ﺃﻋﻴﺪ ﺫﮐﺮﻩ‪ .‬ﻓﻤﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﳌﻨﻈﺮ ﻧﻼﺣﻆ ﺃ ﹼﻥ ﺍﻟﺸﺎﻋﺮ ﳝﻴﻞ ﰲ ﻗﺼﻴﺪﺗﻪ »ﺍﻷ ‪‬ﻡ ﻭ ﺍﻟﻄﻔﻠﺔ ﺍﻟﻀﺎﺋﻌﺔ« ﺇﱄ ﺗﻌـﺎﻃﻲ‬
‫ﺣﺮﻑ ﺍﳉﺮ »ﻣﻦ« ﻟﻴﻔﻴﺪ ﻣﻌﲏ ﺍﻟﺴﺒﺐ ﻭ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻞ ﺑﺸﮑﻞ ﻣﺘﺰﺍﻳﺪ‪:‬‬
‫ﺴﻮﺩﺍﺀ‬
‫ﻭ ﺇ ﹼﻥ ﺍﻟﻠﻴ ﹶﻞ ﺗ‪‬ﺮﺟﻒ ﺃﮐ‪‬ﺒ ‪‬ﺪ ﺍﻷﻃﻔﺎ ﹺﻝ ﻣﻦ ﺃﺷﺒﺎﺣﻪ ﺍﻟ ‪‬‬
‫ﺐ ﺍﻟﻠﹶﻮﺍﻣ ‪‬ﺢ ﻓﻴﻪ‪ ،‬ﳑﺎ ﻻ ﹶﺫ ﺑﺎﻟ ﱢﻈ ﹼﻞ‬
‫ﻣ‪‬ﻦ ﺍﻟﺸ ‪‬ﻬ ‪‬‬
‫ﻣ‪‬ﻦ ﺍ ﹶﳍﻤ‪‬ﺴﺎﺕ ﻭ ﺍﻷَﺻﺪﺍﺀ‪.‬‬
‫)ﺍﻟﺴﻴﺎﺏ‪،‬ﺝ ‪ ۱‬ﺹ‪(۱۰۶‬‬
‫ﻭ ﻧﺮﻱ ﺃ ﹼﻥ ﺍﮐﺒﺪ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ ﺗﺮﺟﻒ ﻣﻦ ﺃﺷﺒﺎﺡ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﺀ ﻭ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻬﺐ ﺍﻟﻠﻮﺍﻣﻊ ﻭ ﻣﻦ ﺍﻟﻈـﻼﻝ ﻭ‬
‫ﺍﳍﻤﺴﺎﺕ ﻭ ﺍﻷﺻﺪﺍﺀ‪ ،‬ﻫﺬﻩ ﮐﻠﹼﻬﺎ ﺗﻌﺘﱪ ﻣﻦ ﻣﻈﺎﻫﺮ ﺍﳋﻮﻑ ﻟﺪﻱ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ‪ .‬ﻓﻤﺎ ﺃﺑﺮﻉ ﺍﻟﺸﺎﻋﺮ ﰲ ﺗﺼـﻮﻳﺮ‬
‫ﻫﺬﻩ ﺍﳌﻈﺎﻫﺮ ﺣﲔ ﻳﺴﺘﺨﺪﻡ »ﻣﻦ« ﺍﳉﺎﺭﺓ ﺑﺸﮑﻞ ﻣﺘﻮﺍﻝ‪.‬‬
‫ﻭ ﰲ ﻗﺼﻴﺪﺓ »ﺣﺎﻣﻞ ﺍﳋﺮﺯ ﺍﳌﻠﹼﻮﻥ« ﺃﻋﺎﺩ ﺍﻟﺸﺎﻋﺮ ﻋﺒﺎﺭ ﹰﺓ ﻳﺮﻳﺪ ‪‬ﺎ ﺍﻻﳛﺎﺀ ﺑﺎﻟﺼﻮﺭﺓ ﺍﻟﱵ ﲤﺜﹼـﻞ ﺍﳊـﺰﻥ‬
‫ﺍﻟﺸﺪﻳﺪ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺘﺮﺗﺐ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻻﻏﺘﺮﺍﺏ ﻓﺄﺛﹼﺮ ﰲ ﺫﻟﻚ ﻣﺎ ﻗﺪ‪‬ﻡ ﺍﻟﺸﺎﻋﺮ ﻣﻦ ﺧﱪ ﻋﻠﻲ ﺍﳌﺒﺘﺪﺍ ﲣﺼﻴﺼﹰﺎ ﻭ ﺗﺄﮐﻴﺪﹰﺍ‬
‫ﻟﻪ‪ .‬ﻓﻤﻘﻄﻊ ﺍﻻﳛﺎﺀ ﻫﻮ ﳏﺪﻭﺩ ﺍﻹﻃﺎﺭ ﺟ ‪‬ﺪﹰﺍ‪.‬‬
‫ﻒ ﺳ‪‬ﻮﺭ‬
‫ﰲ ﺳ‪‬ﺠﻨﻬﺎ ﻫﻲ‪ ،‬ﺧﻠ ‪‬‬
‫ﰲ ﺳ‪‬ﺠﻨﻬﺎ ﻫﻲ‪ ،‬ﻭ ﻫﻮ ﻣ‪‬ﻦ ﺃﹶﱂ ﻭ ﻓﹶﻘﺮ ﻭ ﺍﻏﺘﺮﺍﺏ‪.‬‬
‫)ﺍﻟﺴﻴﺎﺏ‪،‬ﺝ ‪ ۱‬ﺹ‪(۱۴۹‬‬
‫ﻭ ﰲ ﻗﺼﻴﺪﺓ ﺃﺧﺮﻱ ﻫﻲ »ﺃﲰﻌﻪ ﻳﺒﮑﻲ« ﻳﺴﺘﺨﺪﻡ ﺍﻟﺸﺎﻋﺮ ﻃﺎﻗﺔ ﺍﻟﺘﮑﺮﺍﺭ ﻷﲨﻞ ﺻﻮﺭﺓ ﺗﺪﻝ ﻋﻠﻲ ﻣﻌﲏ‬
‫ﺍﳋﻮﻑ ﻭ ﺍﻟﺪﻫﺸﺔ ﺍﳊﺎﺻﻠﺔ ﻳﻮﻡ ﻏﺪ ﻣﻊ ﺗﺄﮐﻴﺪ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﺰﻣﻦ ﺍﳌﺴﺘﻘﺒﻞ ﺍﻟﻘﺮﻳﺐ‪:‬‬
‫ﺏ ﻋﻠﻲ ﺍﳌﹶﻮﺕ ﰲ ﺩ‪‬ﻫﻠﻴ ﹺﺰ ﻣ‪‬ﺴﺘﺸﻔﻲ‬
‫ﻕ ﺍﻟﺒﺎ ‪‬‬
‫ﺳ‪‬ﺄﻃ ‪‬ﺮ ‪‬‬
‫ﺖ‬
‫ﰲ ﺍﻟﺒ‪‬ﺮﺩ ﻭ ﺍﻟﻈﱠﻠﻤﺎﺀ ﻭ ﺍﻟﺼ‪‬ﻤ ‪‬‬
‫ﺕ‬
‫ﺏ ﻋﻠﻲ ﺍﳌﹶﻮ ‪‬‬
‫ﻕ ﺍﻟﺒﺎ ‪‬‬
‫ﺳﺄﻃﺮ ‪‬‬
‫ﰲ ﺑ‪‬ﺮﻫ ‪‬ﺔ ﻃﺎﻝ ﺍﻧﺘﻈﺎﺭﻱ ‪‬ﺎ ﰲ ﻣ‪‬ﻌﱪ ﻣ‪‬ﻦ ﺩ‪‬ﻣﺎﺀ‪.‬‬
‫)ﺍﻟﺴﻴﺎﺏ‪،‬ﺝ ‪ ۱‬ﺹ ‪(۱۶۶‬‬
‫ﻓﻼ ﳏﺎﻟﺔ ﺃﻥ ﻳﺪﺭﮐﻪ ﺍﳌﻮﺕ ﰲ ﺍﳌﺴﺘﺸﻔﻲ ﺣﻴﺚ ﺗﻨﻘﻄﻊ ﺍﻟﻌﻼﺋﻖ ﺍﻷﺳﺮﻳﺔ ﺍﻟﻮﺩﻭﺩﺓ ﻭ ﺗﻨﻘﻄﻊ ﺃﺳـﺒﺎﺏ‬
‫ﺍﳊﻴﺎﺓ‪ ،‬ﻭ ﻻ ﳏﻴﺪ ﻋﻦ ﺍﻻﺳﺘﺴﻼﻡ ﻟﻠﻤﻮﺕ‪ .‬ﻓﻤﻘﻄﻊ ﻗﺼﲑ ﺑﲔ ﺗﺄﮐﻴﺪ ﻭ ﺗﺼﻮﻳﺮ‪.‬‬
‫ﺍﻟﺘﻜﺮﺍﺭ ﻭ ﺗﺪﺍﺧﻞ ﺩﻻﻻﺗﻪ ﺍﻟﻔﻨﻴﺔ ﰲ ﺍﻟﻘﺼﻴﺪﺓ ﺍﳊ ﺮ‪‬ﺓ ﻋﻨﺪ »ﺍﻟﺴﻴ‪‬ﺎﺏ«‬
‫ ‪103‬‬
‫ﺑﻴﺎﻥ ﻭ ﺇﻳﻘﺎﻉ‬
‫ﻭ ﻗﺪ ﳝﺘﺰﺝ ﺍﻟﺒﻴﺎﻥ ﺍﻻﺩﰊ ﺑﺎﻟﻨﻐﻢ ﺍﻟﺼﻮﰐ ﰲ ﻣﻘﺎﻃﻴﻊ ﻗﺼﲑﺓ ﻟﻘﺼﻴﺪﺓ ﻣﺎ‪ ،‬ﻭ ﺫﻟﻚ ﻳﺼﺪﺭ ﻋﻦ ﺗﮑـﺮﺍﺭ‬
‫ﻟﻔﻈﻲ ﺻﺎﺭﺥ ﺑﺎﻟﻨﻐﻢ‪ ،‬ﻭ ﰲ ﺫﻟﻚ ﺗﻈﻬﺮ ﺑﺮﺍﻋﺔ ﺍﻟﺸﺎﻋﺮ ﺍﻟﺘﻌﺒﲑﻳﺔ ﺍﻟﻔﺎﺋﻘﺔ‪ ،‬ﮐﻤﺎ ﺣﺪﺙ ﺍﻷﻣـﺮ ﰲ ﻗﺼـﻴﺪﺓ‬
‫»ﺷﻨﺎﺷﻴﻞ ﺇﺑﻨﺔ ﺍﳉﻠﱯ« ﺣﻴﺚ ﺗﮑﺮﺭﺕ ﺃﻟﻔﺎﻅ ﰲ ﻋﺒﺎﺭﺍﺕ ﻣﺘﺮﳕﺔ ﺗﺪﻝ ﻋﻠﻲ ﺇﻇﻬﺎﺭ ﺍﻟﻔﺮﺡ ﺍﻟﺸﺪﻳﺪ‪ ،‬ﻭ ﻫـﻲ‬
‫ﺃﻏﻨﻴﺔ ﺍﳌﻄﺮ ﮐﻤﺎ ﻳﺒﺪﻭ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺍﻧﺘﻈﺎﻡ ﺍﻟﻌﺒﺎﺭﺍﺕ ﻭ ﺗﻼﲪﻬﺎ‪.‬‬
‫ﻳﺎ ‪‬ﻣﻄﹶﺮﹰﺍ ﻳﺎ ‪‬ﺣﻠﹶﱯ‬
‫ﺕ ﺍﳉﹶﻠﺒ‪‬ﻲ‬
‫‪‬ﻋﺒ‪‬ﺮ ﺑﻨﺎ ‪‬‬
‫ﻳﺎ ‪‬ﻣﻄﹶﺮﹰﺍ ﻳﺎ ﺷﺎﺷﺎ‬
‫ﺕ ﺍﻟﺒﺎﺷﺎ‬
‫‪‬ﻋﺒ‪‬ﺮ ﺑ‪‬ﻨﺎ ‪‬‬
‫ﺐ‪.‬‬
‫ﻳﺎ ‪‬ﻣﻄﹶﺮﹰﺍ ﻣ‪‬ﻦ ﺫﹶﻫ ﹺ‬
‫)ﺍﻟﺴﻴﺎﺏ‪،‬ﺝ ‪ ۱‬ﺹ‪(۳۱۴‬‬
‫ﻭ ﻳﮑﺮ‪‬ﺭ ﺍﻟﺸﺎﻋﺮ ﺍﺳﻢ ﺍﻟﺼﻮﺕ »ﺁﻩ« ﰲ ﻗﺼﻴﺪﺓ »ﺟﻴﮑﻮﺭ ﺃﻣ‪‬ﻲ« ﺩﻻﻟ ﹰﺔ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﺘﻔﺠـﻊ ﻭ ﺍﻟﺘﺤﺴـﺮ ﻭ‬
‫ﺕ‬
‫ﻳﺘﺨﻠﹼﻠﻬﺎ ﺍﻟﺘﻨﻐﻴﻢ ﺑﺘﺼﺪﻳﺮ ﺍﻟﺼﻮﺕ ﺣﱵ ﻳﮑﻮﻥ ﺍﻟﺘﺤﺴﺮ ﺃﻭﺟﻊ ﻭ ﺃﻧﮑﻲ ﻟﻔﻮﺍﺕ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﻭ ﻳﻌﻴـﺪ ﺍﻟﺼـﻮ ‪‬‬
‫ﺷﺎﻋﺮﻧﺎ ﻟﲑﺗﺎﺡ ﻗﻠﺒﻪ ﻣﻦ ﺿﺒﺎﺏ ﺍﻟﻐﻢ‪.‬‬
‫ﲔ ﺿﺎﻋﺎ‬
‫ﺖﺣ ‪‬‬
‫‪‬ﺟ‪‬ﻨ ﹲﺔ ﮐﺎﻥ ﺍﻟﺼ‪‬ﱯ ﻓﻴﻬﺎ ﻭﺿﺎ ‪‬ﻋ ‪‬‬
‫ﲔ ﺍﻟﺴﻮ ‪‬ﺩ ﻗﹶﻤ ‪‬ﺢ ﺃﻭ ﺻ‪‬ﺨﻮﺭ‬
‫ﺁﻩ ﻟﻮ ﺃ ﹼﻥ ﺍﻟﺴﻨ ‪‬‬
‫‪................................................‬‬
‫ﲔ ﺍﳋﹸﻀﺮ ﻋﺎﺩﺕ‪ ،‬ﻳﻮ ‪‬ﻡ ﮐﻨ‪‬ﺎ‬
‫ﺁﻩ ﻟﻮ ﺃ ﱠﻥ ﺍﻟﺴﻨ ‪‬‬
‫‪................................................‬‬
‫ﺁﻩ ﻟﮑ ‪‬ﻦ ﺍﻟﺼ‪‬ﱯ ‪‬ﻭﹼﻟﻲ ﻭﺿﺎﻉ؛‬
‫ﺍﻟﺼ‪‬ﱯ ﻭ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ ﻟﻦ ﻳ‪‬ﺮﺟﻌﺎ ﺑ‪‬ﻌ ‪‬ﺪ‪.‬‬
‫)ﺍﻟﺴﻴﺎﺏ‪،‬ﺝ ‪ ۱‬ﺹ‪ ۳۴۰‬ﻭ‪(۳۴۱‬‬
‫ﻭ ﺗﻌﲏ »ﻟﻮ« ﻣﻌﲏ ﺍﻟﺘﻤﻨ‪‬ﻲ ﻷ ﹼﻥ ﺍﳌﻘﺎﻡ ﻣﻘﺎﻡ ﺍﻟﻀﻴﺎﻉ ﻭ ﺍﻟﺘﺤﺴ‪‬ﺮ ﺍﻟﻨﺎﺟﻢ ﻋﻨﻪ‪ .‬ﻓﻴﺨﻠﻔﻪ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺲ ﺍﳌﺘﺮﱎ‪.‬‬
‫ﻭ ﻳ‪‬ﻌﺎﺩ ﺫﻟﻚ ﺍﳌﻌﲏ ﻧﻔﺴﻪ ﰲ ﻗﺼﻴﺪﺓ ﺃﺧﺮﻱ ﺑﻌﻨﻮﺍﻥ »ﮐﻴﻒ ﱂ ﺍﹸﺣﺒﺒﻚ‪‬؟« ﻳﺮﻳﺪ ﺍﻟﺸﺎﻋﺮ ﻓﻴﻬﺎ ﺑﺘﮑـﺮﺍﺭ‬
‫ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺼﻴﻎ ﺇﺛﺎﺭﺓ ﺍﻟﺘﺤﺴﺮ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺿﻴﺎﻉ ﺍﳊﺒﻴﺒﺔ‪:‬‬
‫ﺥ ﻣ‪‬ﺰﻫﺮﺓ؟‬
‫ﻒ ﺿ‪‬ﻴﻌ‪‬ﺘﻚ ﻳﺎ ﺳ‪‬ﺮﺣ ﹶﺔ ﺧﻮ ﹴ‬
‫ﺁﻩ ﮐﹶﻴ ‪‬‬
‫ﺁﻩ ﻟﻮ ﻋ‪‬ﻨﺪﻱ ﺑﹺﺴﺎﻁ ﺍﻟﺮ‪‬ﻳﺢ!!‬
‫ﻟﻮ ﻋ‪‬ﻨﺪﻱ ﺍﳊ‪‬ﺼﺎ ﹸﻥ ﺍﻟﻄﺎﺋﺮ!!‬
‫ﻱ ﮐﺎﻷﻣﺲ ﺗ‪‬ﻄﻴﻘﺎﻥ ﺍﳌﹶﺴﲑ!!‬
‫ﺁﻩ ﻟﻮ ﺭﺟﻼ ‪‬‬
‫ﳎﻠﺔ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻭ ﺁﺩﺍ‪‬ﺎ‬
‫‪ 104‬‬
‫ﻚ‪.‬‬
‫ﺽ ﺑ‪‬ﺤﺜﹰﺎ ﻋﻨ ‪‬‬
‫ﺖ ﺍﻷﺭ ‪‬‬
‫ﻟﹶﻄﻮﻳ ‪‬‬
‫)ﺍﻟﺴﻴﺎﺏ‪،‬ﺝ ‪ ۱‬ﺹ‪(۳۴۴‬‬
‫ﻭ ﰲ ﺫﻟﻚ ﻗﺪ ﺇﺧﺘﻔﺖ ﺍﻧﺴﻴﺎﺑﻴﺔ ﺍﻟﮑﻼﻡ ﺍﻟﱵ ﺗﻮﺩ‪‬ﻱ ﺇﱄ ﺍﻟﻘﺮﺍﺀﺓ ﺑﺼﻮﺕ ﻋﺎ ﹴﻝ ﻟﻴﺒﻘﻲ ﳍﺎ ﺻﺪﻱ ﻣﻮ‪‬ﺍﺝ ﰲ‬
‫ﺍﻵﺫﺍﻥ ﻭ ﺍﻷﺫﻫﺎﻥ‪ ،‬ﺍﳒﺮﺍﺭﹰﺍ ﻟ‪‬ﻨﻔﺴﻴﺔ ﺍﳌﺨﺎﻃﺐ ﳓﻮ ﻣﺸﺎﻋﺮ ﺍﻻﺩﻳﺐ ﺍﻟﺸﺎﻋﺮ ﺍﳌﻮﻫﻮﺏ‪ ،‬ﻋﻦ ﺍﻟﻼﻭﻋﻲ‪ .‬ﻓﻔـﻲ‬
‫ﻣﺜﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﳊﺎﻻﺕ ﺗﻨﮑﺸﻒ ﺳﺤﺮﻳﺔ ﺍﻟﻄﺎﻗﺔ ﺍﻟﺒﻴﺎﻧﻴﺔ ﻭ ﺍﻻﻳﻘﺎﻋﻴﺔ ﻟﻠﺘﮑﺮﺍﺭ ﺍﻟﻠﻔﻈﻲ‪.‬‬
‫ﻫﺬﺍ ﻭ ﻳﮑﺮﺭ ﺍﻟﺸﺎﻋﺮ ﮐﻠﻤﺔ ﰲ ﻗﺼﻴﺪﺗﻪ »ﻟﻮﻱ ﻣﮑﻨﻴﺲ« ﻟﺘﻮﺳﻮﺱ ﰲ ﺍﻟﺼـﺪﻭﺭ ﻭ ﺗﻠـﺞ ﺍﻟﻘﻠـﻮﺏ‬
‫ﺑﺎﳍﻤﺲ ﻭ ﺍﳍﺪﻭﺀ‪ .‬ﻟﺬﻟﻚ ﻳﺼﺪ‪‬ﺭﻫﺎ ﺻﺪﺭ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﺍﳋﻄﻲ ﻋﻨﺎﻳﺔ ‪‬ﺎ ﺣ‪‬ﺘﻲ ﺗﺆﺛﺮ ﰲ ﻧﻔﺲ ﺍﳌﺨﺎﻃﺐ ﺑﺪﻻﻟﺘـﻬﺎ‬
‫ﻋﻠﻲ ﺍﻟﻀﻌﻒ ﻭ ﺍﳊﺰﻥ ﻭ ﺍﻻﺿﻄﻬﺎﺩ ﻭ ﺗﺄﮐﻴﺪﹰﺍ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﺼﻮﺭﺓ ﺍﳊﺎﺻﻠﺔ‪ .‬ﺇﺫﻥ ﻓﻔﻲ ﺫﻟﻚ ﻳﺴـﺎﻫﻢ ﺗﻘـﺪﱘ‬
‫ﺍﻟﮑﻠﻤﺔ ﻭ ﺍﻟﺼﻮﺕ ﺍﳌﻮﺳﻮﺱ ﻓﻴﻬﺎ‪ .‬ﮐﻤﺎ ﻳﻠﻲ‪:‬‬
‫ﮐﹶﺴﻴ ‪‬ﺢ ﺃﻧﺎ ﺍﻟﻴﻮ ‪‬ﻡ ﮐﺎﳌﹶﻴﺘﲔ‬
‫ﺏ ﺍﻟﺼ‪‬ﺪﻱ ﰲ ﺍﻟﻘ‪‬ﻔﺎﺭ‪:‬‬
‫ﺍﹸﻧﺎﺩﻱ ﹶﻓﺘ‪‬ﻌﻮﻱ ﺫ‪‬ﺋﺎ ‪‬‬
‫ﮐﹶﺴﻴ ‪‬ﺢ‬
‫ﮐﹶﺴﻴ ‪‬ﺢ ﻭ ﻣﺎ ﻣ‪‬ﻦ ﻣ‪‬ﺴﻴﺢ‪.‬‬
‫)ﺍﻟﺴﻴﺎﺏ‪،‬ﺝ ‪ ۱‬ﺹ‪(۳۷۵‬‬
‫ﻭ ﱂ ﻳﮑﻦ ﻟﻠﺒﻴﺎﻥ ﻭ ﺍﻻﻳﻘﺎﻉ ﺃﻥ ﳝﺘﺰﺟﺎ ﺍ ﹼﻻ ﺑﺮﻋﺎﻳﺔ ﺍﻻﻧﺘﻈﺎﻡ ﻭ ﻫﻨﺪﺳﺔ ﺍﻟﺒﻴﺎﻥ ﻭ ﺫﻟﻚ ﺃﺗﻴﺢ ﻟﻠﺸـﺎﻋﺮ ﰲ‬
‫ﻣﻮﺍﻗﻒ ﺃﺿﻴﻖ‪.‬‬
‫ﺗﺼﻮﻳﺮ ﻭ ﺍﻳﻘﺎﻉ‬
‫ﻭ ﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﳌﻮﻗﻒ ﺍﻷﺧﲑ ﻳﻠﺘﻘﻲ ﺃﺣﻴﺎﻧﹰﺎ ﺗﺼﻮﻳﺮ ﺍﻟﮑﻼﻡ ﺍﳌﮑﺮﺭ ﺑﺎﻳﻘﺎﻋﻪ ﺇﻏﻨﺎﺀﹰﺍ ﻟﻠﺘﻌﺒﲑ ﺍﳌﻮﺣﻲ ﺍﳌﺆﺛﺮ‪ ،‬ﻭ‬
‫ﺩﻓﻌﹰﺎ ﻟﻠﻘﺎﺭﺉ ﺇﱄ ﺍﻻﻧﻔﻌﺎﻝ ﺍﻟﺴﺮﻳﻊ ﻭ ﺭﺑ‪‬ﻤﺎ ﺍﺳﺘﻴﻌﺎﺑﹰﺎ ﻟﺘﻤﺎﻡ ﺍﳌﻌﲏ ﺍﳌﺮﺍﺩ‪ .‬ﻭ ﲢﻤﻞ ﻗﺼﻴﺪﺓ »ﺃﻏﻨﻴـﺔ ﻗﺪﳝـﺔ«‬
‫ﻗﺴﻄﹰﺎ ﻭﺟﻴﺰﹰﺍ ﻣﻦ ﺍﻣﺘﺰﺍﺝ ﺍﻟﺘﺼﻮﻳﺮ ﺑﺎﻻﻳﻘﺎﻉ ﻭ ﻟﺬﻟﻚ ﲢﻤﻞ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﺘﮑﺮﺍﺭ ﺻﻮﺭﺓ ﺇﻟﺘﻘﻲ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﺴـﻤﻊ‬
‫ﺑﺎﻟﺒﺼﺮ ﻋﻠﻲ ﻣﺎ ﻳﻠﻲ‪:‬‬
‫ﺁﻩ ﻣﺎ ﺃﻗ ‪‬ﺪ ‪‬ﻡ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘ‪‬ﺴﺠﻴ ﹺﻞ ﺍﻟﺒﺎﮐﻲ‬
‫ﺕ ﻗﹶﺪﱘ؛‬
‫ﻭ ﺍﻟﺼ‪‬ﻮ ‪‬‬
‫ﺕ ﻗﹶﺪﱘ‬
‫ﺍﻟﺼ‪‬ﻮ ‪‬‬
‫ﻣﺎ ﺯﺍﻝ ﻳ‪‬ﻮﻟ ﹺﻮ ﹸﻝ ﰲ ﺍﳊﺎﮐﻲ‬
‫ﺕ ﺍﻟﺼ‪‬ﻮﺕ‪:‬‬
‫ﺕ ﻫﻨﺎ ﺑﺎﻕ‪ ،‬ﺃﻣ‪‬ﺎ ﺫﺍ ‪‬‬
‫ﺍﻟﺼ‪‬ﻮ ‪‬‬
‫ﺐ ﺍﻧﺸﺎﺩﹰﺍ‪.‬‬
‫ﺍﻟﻘﻠﺐ ﺍﻟﺬﺍﺋ ‪‬‬
‫‪................................................‬‬
‫ﻕـ‬
‫ﺕ ﻫﻨﺎ ﺑﺎ ﹴ‬
‫ﮐﹶﻢ ﺟﺎﺀ ﻋﻠﻲ ﺍﳌﻮﰐ ـ ﻭ ﺍﻟﺼ‪‬ﻮ ‪‬‬
‫ﺍﻟﺘﻜﺮﺍﺭ ﻭ ﺗﺪﺍﺧﻞ ﺩﻻﻻﺗﻪ ﺍﻟﻔﻨﻴﺔ ﰲ ﺍﻟﻘﺼﻴﺪﺓ ﺍﳊ ﺮ‪‬ﺓ ﻋﻨﺪ »ﺍﻟﺴﻴ‪‬ﺎﺏ«‬
‫ ‪105‬‬
‫ﻟﹶﻴ ﹸﻞ ‪ ..‬ﻧ‪‬ﻬﺎﺭ!!‬
‫)ﺍﻟﺴﻴﺎﺏ‪،‬ﺝ ‪ ۱‬ﺹ‪ ۶۷‬ﻭ‪(۶۸‬‬
‫ﻭ ﻻ ﻳﺒﻘﻲ ﺍﻟﺼﻮﺕ ﺧﺎﻟﺪﹰﺍ ﺇ ﹼﻻ ﺍﺫﺍ ﺇﺳﺘﻤﺮ ﻭ ﺗﮑﺮﺭ ﺷﺒﻪ ﺗﺮﻧﻴﻤﺎﺕ ﰲ ﺍﻷﺫﻥ ﮐﻤﺎ ﺟﺮﻱ ﻫﺬﺍ ﺍﻷﻣـﺮ ﰲ‬
‫ﺍﻟﻌﺒﺎﺭﺍﺕ ﺍﳌﺬﮐﻮﺭﺓ ﺁﻧﻔﹰﺎ‪ .‬ﻭ ﰲ ﺫﻟﻚ ﻣﺆﺛﺮﺍﺕ ﲝﻴﺚ ﻧﺮﻱ ﻣﻨﻬﺎ ﻣﺎ ﳝﺘﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﻮﺕ ﰲ ﺣﺮﰲ »ﺍﻟﺼﺎﺩ« ﻭ‬
‫»ﺍﻟﻮﺍﻭ« ﺑﺼﺒﻐﺔ ﻣﺴﺘﻤﺮﺓ ﺩﺍﺋﻤﺔ‪.‬‬
‫ﻭ ﺃﻣ‪‬ﺎ ﺍﻟﺼﻮﺭﺓ ﰲ ﺫﻟﻚ ﺍﳌﻘﻄﻊ ﻓﺘﺨﺘﺒ ﹸﺊ ﰲ ﻣﺎ ﰲ ﺍﻟﺴﻤﻊ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﺪﻱ ﺍﳌﻮﻏﻞ ﰲ ﺍﻟﻘﺪﻡ ﻭ ﻫﻮ ﺍﻟﺒـﺎﻗﻲ‬
‫ﺑﻘﺎﺀ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﻭ ﺍﻟﻨﻬﺎﺭ‪ .‬ﻭ ﻻ ﻳﺰﻭﻝ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺼﻮﺕ ﻷﻧ‪‬ﻪ ﻳﻮﻟﻮﻝ ﻭ ﻳﻬﻤﺲ‪.‬‬
‫ﻭ ﳒﺪ ﰲ ﻣﻮﻗﻒ ﻗﺼﲑ ﻣﻦ ﻗﺼﻴﺪﺓ »ﺍﻟﻌﻮﺩﺓ ﳉﻴﮑﻮﺭ« ﺃﻥ ﻳﺘﮑﺮﺭ ﺑﻌﺾ ﺍﻷﲰـﺎﺀ ﻭ ﻳﺘﮑـﺮﺭ ﺑﻌـﺾ‬
‫ﺍﳊﺮﻭﻑ ﻣﻦ ﻣﺒﺎﱐ ﺍﻟﮑﻠﻤﺎﺕ ﻣﻊ ﺑﻌﻀﻬﺎ ﺍﻵﺧﺮ ﺍﳛﺎﺀﹰﺍ ﺑﺎﻟﻨﻐﻢ ﺍﳌﻤﺰﻭﺝ ﰲ ﺍﻟﺼﻮﺭﺓ ﺍﳉﻤﻴﻠﺔ‪ .‬ﮐﻤﺎ ﻳﻠﻲ‪:‬‬
‫ﺟ‪‬ﻴﮑﻮ ‪‬ﺭ ﻳﺎ ﺟ‪‬ﻴﮑﻮ ‪‬ﺭ‬
‫ﻁ ﺍﻟﻨ‪‬ﻮﺭ‬
‫‪‬ﺷﺪ‪‬ﺕ ﺧ‪‬ﻴﻮ ﹸ‬
‫ﺍﹸﺭﺟﻮﺣ ﹶﺔ ﺍﻟﺼ‪‬ﺒ ﹺﺢ‬
‫ﻓﺄﻭﻟﹶﻤﻲ ﻟﻠﻄﻴﻮﺭ‬
‫ﻭ ﺍﻟﻨ‪‬ﻤ ﹺﻞ ﻣﻦ ﺟ‪‬ﺮﺣﻲ‪.‬‬
‫)ﺍﻟﺴﻴﺎﺏ‪،‬ﺝ ‪ ۱‬ﺹ‪(۲۳۰‬‬
‫ﻭ ﺍﻟﻨﻐﻢ ﺍﺫﺍ ﺃﻣﻌﻨ‪‬ﺎ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﰲ ﺍﻟﻌﺒﺎﺭﺓ ﺑﺪ‪‬ﻗﺔ ﻳﺼﺪﺭ ﻣﻦ ﺗﺰﺍﺣﻢ ﺣﺮﰲ »ﺍﻟـﺮﺍﺀ« ﻭ »ﺍﳉـﻴﻢ« ﰲ ﺩﺍﺧـﻞ‬
‫ﺍﻟﮑﻠﻤﺎﺕ ﻭ ﻗﺒﻞ ﺫﻟﻚ ﻳﻮﺣﻲ ﺗﮑﺮﺍﺭ »ﺟﻴﮑﻮﺭ« ﺑﺎﻟﻨﻐﻢ ﳌﻼﺯﻣﺔ ﺍﻻﺳﻢ ﻣﻊ ﺍﻟﻨﺪﺍﺀ ﻓﮑ ﹼﻞ ﺫﻟﻚ ﻳﺪﻓﻊ ﺍﻟﻘﺎﺭﺉ‬
‫ﺇﱄ ﺃﻥ ﻳﺘﺮﻧ‪‬ﻢ ﰲ ﻗﺮﺍﺀﺗﻪ ﻟﺘﻠﻚ ﺍﻟﻌﺒﺎﺭﺓ‪ .‬ﻓﺒﻬﺬﻩ ﺍﻟﺘﺮﻧﻴﻤﺔ ﺗﺘﺒﺎﺩﺭ ﺇﱄ ﺍﻟﺬﻫﻦ ﺻﻮﺭﺓ ﲨﻴﻠﺔ ﳋﻴﻮﻁ ﺍﻟﻨـﻮﺭ ﺍﻟـﱵ‬
‫ﺗﺸ ‪‬ﺪ ﺃﺭﺟﻮﺣﺔ ﺍﻟﺼﺒﺢ ﻭ ﺍﻟﻄﻴﻮﺭ ﻭ ﺍﻟﻨﻤﻞ ﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﳌﺸﻬﺪ ﺗﻘﺘﺎﺕ ﻣﻦ ﺟﺮﺡ ﺍﻟﺸﺎﻋﺮ ﻓﻴﺒﺪﻭ ﮐﺄﻧ‪‬ﻨﺎ ﻧﺘﺠﻮ‪‬ﻝ ﰲ‬
‫ﺭﻭﺿﺔ ﲨﻴﻠﺔ‪.‬‬
‫ﻭ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮ ﺃ ﹼﻥ ﺍﻟﺘﺼﻮﻳﺮ ﻭ ﺍﻻﻳﻘﺎﻉ ﻗﻠﻤ‪‬ﺎ ﳝﺘﺰﺟﺎﻥ‪ ،‬ﻭ ﻻ ﻳﺘﺼﻮﺭ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻬﻤﺎ ﰲ ﮐﺜﺮﺓ ﮐﺜﲑﺓ‪.‬‬
‫ﻣﻼﺣﻈﺎﺕ ﻭ ﻧﺘﺎﺋﺞ‪:‬‬
‫ﻭﻓﻘﻨﺎ ﻋﱪ ﻣﺘﺎﺑﻌﺘﻨﺎ ﻟﻈﺎﻫﺮﺓ ﺍﻟﺘﮑﺮﺍﺭ ﻭ ﺩﻻﻻ‪‬ﺎ ﺍﻟﻔﻨﻴﺔ ﻋﻠﻲ ﺃ ﹼﻥ ﺍﻟﺸﻌﺮ ﺍﻟﻌﺮﰊ ﻋﺮﻑ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮﺓ ﻣﻨـﺬ‬
‫ﺑﺰﻭﻏﻪ ﰲ ﺍﳉﺎﻫﻠﻴﺔ ﻓﺘﻨﺎﻭﻝ ﺍﻟﺸﻌﺮﺍﺀ ﻣﻨﻬﺎ ﻣﺎ ﻳﻨﺎﺳﺐ ﺃﻏﺮﺍﺿﻬﻢ ﺍﻟﺸﻌﺮﻳﺔ ﻓﺄﺻﺒﺤﺖ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻈـﺎﻫﺮﺓ ﺷـﺎﺋﻌﺔ‬
‫ﻣﺘﺴﻌﺔ ﰒ ﻗﺎﻡ ﺍﻟﻨﻘﺎﺩ ﻭ ﺍﻟﺒﻼﻏﻴﻮﻥ ﺑﺪﺭﺍﺳﺘﻬﺎ ﺩﺭﺍﺳﺔﹰ ﻧﻘﺪﻳ ﹰﺔ ﻣﺴﺘﻔﻴﻀ ﹰﺔ ﻓﺴﻨ‪‬ﻮﺍ ﳍﺎ ﻣﻮﺍﺯﻳﻦ ﺻـﺤﻴﺤﺔ ﳌﻌﺮﻓـﺔ‬
‫ﺍﳌﻔﻴﺪ ﻣﻨﻬﺎ ﻭ ﻏﲑ ﺍﳌﻔﻴﺪ ﻭ ﺍﻧﻘﺴﻤﻮﺍ ﺗﺒﻌﹰﺎ ﻟﺬﻟﻚ ﺇﱄ ﻣﺆﻳ ‪‬ﺪ ﳍﺎ ﻭ ﻣﻌﺎﺭﺽ ﻭ ﺃﺣﺼﻮﺍ ﳍﺎ ﻣﻦ ﺍﳌﻌـﺎﱐ ﻣـﺎ ﻻ‬
‫ﺣﺼﺮ ﻟﻪ‪.‬‬
‫ﻫﺬﺍ ﻭ ﻭﻗﻔﻨﺎ ﻋﻠﻲ ﺃ ﹼﻥ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮﺓ ﺗﻘﺪﻡ ‪‬ﺎ ﺍﻟﺰﻣﻦ ﺇﱄ ﻇﻬﻮﺭ ﺟﺪﻳﺪ ﰲ ﻋﺼﺮﻧﺎ ﻫﺬﺍ ﺣﻴﺚ ﺍﻧﺘﺸﺮﺕ‬
‫‪ 106‬‬
‫ﳎﻠﺔ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻭ ﺁﺩﺍ‪‬ﺎ‬
‫ﺑﻔﻀﻞ ﲢﺮﺭ ﺍﻟﺸﻌﺮ ﻣﻦ ﻗﻴﻮﺩ ﺍﻟﻮﺯﻥ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﺔ ﻭ ﺍﻟﻘﺎﻓﻴﺔ ﺍﳌﻮﺣ‪‬ﺪﺓ ﺍﻧﺘﺸﺎﺭﹰﺍ ﻳﺴ ‪‬ﺪ ‪‬ﺎ ﻣﻦ ﺿﺎﻕ ﻋﻠﻴـﻪ ﺍﻟﺘﻌـﺒﲑ‬
‫ﻓﺮﺍﻍ ﺍﳌﻌﲏ ﻓﺪﻋﺎ ﺫﻟﻚ ﺇﱄ ﺍﻟﺜﺮﺛﺮﺓ ﺍﻟﻠﻔﻈﻴﺔ ﻭ ﻓﻘﺪ ﺍﻻﺭﺗﺒﺎﻁ ﺑﺎﳌﻌﲏ ﺍﻟﻌﺎﻡ‪ ،‬ﻷ ﹼﻥ ﻣﻦ ﺿﺎﻕ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺘﻌﺒﲑ ﻓﺎﺗﺘﻪ‬
‫ﺍﳌﻮﻫﺒﺔ‪ ،‬ﻭ ﺍﻷﺻﺎﻟﺔ‪ ،‬ﻭ ﺍﻟﱪﺍﻋﺔ ﻭ ﻣﻦ ﺃﺻﻴﺐ ‪‬ﺬﻩ ﺍﻟﻌﻴﻮﺏ ﻻ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺃﻥ ﻳﺴﻴﻄﺮ ﻋﻠـﻲ ﻣﻘﺎﻟﻴـﺪ ﺍﻟﻔـﻦ‬
‫ﺍﻟﺸﻌﺮﻱ ﺍﳊﺮ ﻭ ﺇﺧﻀﺎﻉ ﺗﻘﻨﻴﺎﺗﻪ ﺍﻟﺘﻌﺒﲑﻳﺔ ﻟﻠﺪﻻﻻﺕ ﺍﳌﻘﺼﻮﺩﺓ‪.‬‬
‫ﻭﺭﺃﻳﻨﺎ ﻣﻦ ﺑﲔ ﺍﻟﺸﻌﺮﺍﺀ ﺍﳌﻌﺎﺻﺮﻳﻦ ﺍﻟﺸﺎﻋﺮ ﺍﻟﻌﺮﺍﻗﻲ ﺍﳌﻌﺎﺻﺮ‪،‬ﺑﺪﺭ ﺷﺎﮐﺮ ﺍﻟﺴـﻴﺎﺏ‪ ،‬ﻳﺴـﺘﻐﻞ ﻫـﺬﻩ‬
‫ﺍﻟﻈﺎﻫﺮﺓ‪ ،‬ﰲ ﺷﻌﺮﻩ ﺍﳊ ‪‬ﺮ ﻭ ﻳﺴﺘﺨﺪﻣﻬﺎ ﻻﳚﺎﺩ ﺩﻻﻻﺕ ﮐﺜﲑﺓ ﻓﻬﻤﻤﻨﺎ ﺃﻥ ﻧﺪﺭﺱ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮﺓ ﺍﳌﺘﻮﺍﺟـﺪﺓ‬
‫ﻟﺪﻳﻪ ﻟﻨﺴﺘﺨﻠﺺ ﻣﻦ ﺧﻼﳍﺎ ﳒﺎﺡ ﺍﻟﺸﺎﻋﺮ ﻭ ﺇﺧﻔﺎﻗﻪ ﻓﺎﻧﺘﻬﻲ ﺍﻷﻣﺮ ﺑﻨﺎ ﰲ ﺫﻟﻚ ﺍﱄ‪:‬‬
‫‪ .۱‬ﺃ ﹼﻥ ﺍﻟﺸﺎﻋﺮ ﲤﮑﻦ ﻣﻦ ﺍﺳﺘﻐﻼﻝ ﺍﻟﺪﻻﻻﺕ ﻹﺛﺮﺍﺀ ﺍﳌﻌﲏ ﻭ ﺍﳌﻀﻤﻮﻥ ﲝﻴﺚ ﺃﺗﻴﺢ ﻟﻪ ﺃﻥ ﻳﻔﻌﻢ ﻣﻐﺰﻱ‬
‫ﺍﻟﺸﻌﺮ ﲟﻌﺎﻥ ﺯﺍﺧﺮﺓ ﺯﺍﺋﺪﺓ ﻟﻠﺘﮑﺮﺍﺭ ﺣﱵ ﺗﻴﺴ‪‬ﺮ ﻟﻪ ﺃﻥ ﳝﺰﺝ ﺑﲔ ﺩﻻﻟﺔ ﻭ ﺃﺧﺮﻱ ﺑﱪﺍﻋﺔ ﻓﺎﺋﻘﺔ ﻧﺎﺟﺤﺔ ‪.‬‬
‫‪.۲‬ﺃ ﹼﻥ ﺍﻟﺪﻻﻟﺔ ﺍﻟﺒﻴﺎﻧﻴﺔ ﺃﺻﺒﺤﺖ ﻫﻲ ﺍﻷﺻﻞ ﰲ ﮐﻞ ﺗﮑﺮﺍﺭ‪.‬‬
‫‪.۳‬ﺃ ﹼﻥ ﺍﻟﺪﻻﻟﺔ ﺍﻟﺸﻌﻮﺭﻳﺔ ﺟﺎﺀﺕ ﺃﻫﻢ ﺩﻻﻟﺔ ﻭ ﺃﺻﻌﺐ ﻭ ﺃﻏﲏ‪ ،‬ﺗﺒﻌﺚ ﺍﻟﺬﮐﺮﻳﺎﺕ ﺍﻟﻌﻤﻴﻘﺔ ﻭ ﺍﳌﺸـﺎﻋﺮ‬
‫ﺍﻟﺮﻓﻴﻌﺔ‪.‬‬
‫‪.۴‬ﺃ ﹼﻥ ﺍﻟﺪﻻﻟﺔ ﺍﻻﻳﻘﺎﺋﻴﺔ ﺗﺒﻌﺘﻬﺎ ﺑﺴﻤﺔ ﺩﺭﺍﻣﻴﺔ‪،‬ﰲ ﺍﳌﺮﺗﺒﺔ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ‪.‬‬
‫‪ .۵‬ﺃ ﹼﻥ ﺍﻟﺪﻻﻟﺔ ﺍﻟﺘﺼﻮﻳﺮﻳﺔ ﺟﺎﺀﺕ ﻣﻼﺯﻣ ﹰﺔ ﻟﻠﺪﻻﻻﺕ ﺍﻻﺧﺮﻱ ﻏ ‪‬ﲑ ﻣﺴﺘﻘﹼﻠ ‪‬ﺔ‪ ،‬ﰲ ﺍﳌﺮﺗﺒﺔ ﺍﻟﺮﺍﺑﻌﺔ‪.‬‬
‫‪ .۶‬ﻭ ﺍﻟﻄﺮﻳﻒ ﺃ ﹼﻥ ﺍﻟﺪﻻﻟﺔ ﺍﻟﺸﻌﻮﺭﻳﺔ ﺟﺎﺀﺕ ﳑﺘﺰﺟ ًﹰﺔ ﺑﺎﻟﺪﻻﻟﺔ ﺍﻻﻳﻘﺎﻋﻴﺔ‪،‬ﰲ ﺍﳌﻮﻗـﻒ ﺍﻻﻭ‪‬ﻝ‪،‬ﺑـﺎﺭﺯﺓﹰ‪،‬‬
‫ﻭﺍﺳﻌ ﹶﺔ ﺍﻟﻨﻄﺎﻕ‪ ،‬ﻏﻨﻴ ﹶﺔ ﺍﳌﻌﲏ‪.‬‬
‫‪ . ۷‬ﻓﺘﻀﺎﺀﻝ ﺩﻭﺭ ﺍﻻﻣﺘﺰﺍﺝ ﰲ ﺍﳌﻮﺍﻗﻒ ﺍﻻﺧﺮﻱ‪.‬‬
‫‪ .۸‬ﻓﺼﺪﺭ ﺍﻻﻣﺘﺰﺍﺝ ﺑﲔ ﺍﻟﺪﻻﻻﺕ ﺍﻷﺭﺑﻊ ﺑﻨﺴﺒﺔ ﺍﻟﺜﻼﺙ ﰲ ﺳﺘﺔ ﻣﻮﺍﺿﻊ‪.‬‬
‫ﻭ ﺃﻣ‪‬ﺎ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﺴ‪‬ﺆﺍﻟﲔ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﲔ ﻓﻴﻤﮑﻨﻨﺎ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺇ ﹼﻥ ﺍﻟﺸﺎﻋﺮ ﺃﺻﺎﺏ ﺍﻟﻐﺮﺽ ﺧﲑ ﺇﺻﺎﺑ ‪‬ﺔ ﺣﱵ ﺍﺳﺘﻄﺎﻉ‬
‫ﺃﻥ ﻳﻨﻔﻠﺖ ﻣﻦ ﻣﻮﻗﻒ ﺍﻻﺧﻔﺎﻕ‪،‬ﻳﻌﲏ ﺍﻟﺜﺮﺛﺮﺓ ﺍﻟﻠﻔﻈﻴﺔ ﰲ ﺍﻟﺘﮑﺮﺍﺭ‪،‬ﳌﻮﻫﺒﺔ ﻓﻨﻴﺔ ﻓﺎﺋﻘﺔ ﺣﲔ ﲤﮑﹼﻦ ﻣﻦ ﺃﻥ ﳝﺰﺝ‬
‫ﺑﲔ ﺍﻟﺪﻻﻻﺕ ﻣﺰﺟﹰﺎ ﻧﺎﺟﺤﹰﺎ ﳑﺎ ﻳﺒﻮﺡ ﺍﻷﻣﺮ ﺑﺄﺳﻠﻮﺑﻴﺔ ﺗﮑﺮﺍﺭﻩ ﻭ ﺃﻋﺠﻮﺑﻴﺔ ﺃﺳﻠﻮﺑﻪ‪ ،‬ﻭ ﳒﺪ ﺃﻧ‪‬ﻪ ﺍﺳﺘﻄﺎﻉ ﺃﻥ‬
‫ﻳﻨﺘﻬﻲ ﺇﱄ ﲢﻘﻴﻖ ﺃﻫﺪﺍﻑ ﺍﻟﻨﺺ ﺍﻟﺸﻌﺮﻱ ﰲ ﺍﻳﺼﺎﻝ ﺍﳌﻌﲏ ﺍﳌﺮﺍﺩ‪ ،‬ﻭ ﺍﺳﺘﻄﺎﻉ ﺃﻥ ﻳﻌﺰ‪‬ﺯ ﻏﲏ ﺍﻟﺸﻌﺮ ﺍﻟـﺪﻹﱄ‬
‫ﺑﻮﺍﺳﻄﺔ ﺍﻟﺘﮑﺮﺍﺭ ﻭﺗﺪﺍﺧﻞ ﺩﻻﻻﺗﻪ –ﮐﻤﺎ ﺑﺪﺍ ﺍﻻﻣﺮ ﻣﻦ ﺍﻻﻣﺜﻠﺔ ﺍﳌﺎﺿﻴﺔ ﺍﻟﺬﮐﺮ ﰲ ﺍﳌﻮﺍﺿﻊ ﺍﻟﺴﺘﺔ ﺍﻟﺴـﺎﺑﻘﺔ‬
‫ﻋﺎﻣ ﹰﺔ ﻭ ﰲ ﺍﳌﻮﻗﻒ ﺍﻻﻭ‪‬ﻝ‪):‬ﺍﻳﻘﺎﻉ ﻭ ﺷﻌﻮﺭ( ﺧﺎﺻ ﹰﺔ ﻭ ﻫﻮ ﺍﻏﺰﺭ ﺍﳌﻮﺍﻗﻒ‪-‬ﺭﺍﻓﻌﹰﺎ ﺑﻪ ﺷﺄﻧﻪ ﺑﺄﺻﺎﻟﺔ ﺍﻟﺘﻌـﺒﲑ ﻭ‬
‫ﺟﻮﺩﺓ ﺍﻟﺘﻘﻨﻴﺔ‪ .‬ﻓﺄﺻﺒﺢ ﺍﻟﺸﺎﻋﺮ ﺟﺮ‪‬ﺍﺀ ﻋﻤﻠﻪ ﺍﻟﻔﻨ‪‬ﻲ ﺍﶈﮑﹼﻢ ﺭﺍﺋـﺪﹰﺍ ﻟﻠﺸـﻌﺮ ﺍﳊـﺮ ﻭ ﻋﻠﻤـﹰﺎ ﻣـﻦ ﺑـﲔ‬
‫ﺷﻌﺮﺍﺋﻪ‪.‬ﻭﺃﺻﺒﺤﺖ ﻗﺼﻴﺪﺗﻪ ﲢﻤﻞ ﺩﻻﻻﺕ ﻏﻨﻴﺔ‪،‬ﻫﻲ ﺟﺰﺀﺃﺻﻴﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻌﺒﲑ ﺍﻻﺩﰊ ﻟﻠﺘﮑﺮﺍﺭ‪.‬‬
‫ﺍﻟﺘﻜﺮﺍﺭ ﻭ ﺗﺪﺍﺧﻞ ﺩﻻﻻﺗﻪ ﺍﻟﻔﻨﻴﺔ ﰲ ﺍﻟﻘﺼﻴﺪﺓ ﺍﳊ ﺮ‪‬ﺓ ﻋﻨﺪ »ﺍﻟﺴﻴ‪‬ﺎﺏ«‬
‫ ‪107‬‬
‫ﺍﳌﺼﺎﺩﺭ ﻭ ﺍﳌﺮﺍﺟﻊ‬
‫‪ .۱‬ﺍﺑﻦ ﺍﻷﺛﲑ ﺍﳌﻮﺻﻠﻲ‪ ،‬ﺃﺑﻮ ﺍﻟﻔﺘﺢ ﺿﻴﺎﺀ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻧﺼﺮ ﺍﷲ )ﺕ ‪۶۳۷‬ﻫـ(‪" ،‬ﺍﳌﺜـﻞ ﺍﻟﺴـﺎﺋﺮ ﰲ ﺃﺩﺏ‬
‫ﺍﻟﮑﺎﺗﺐ"‪،‬ﲢﻘﻴﻖ ﳏﻤﺪ ﳏﻴﻲ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﳊﻤﻴﺪ‪ ،‬ﺍﳌﮑﺘﺒﺔ ﺍﻟﻌﺼﺮﻳﺔ‪ ،‬ﺻﻴﺪ ﺍـ ﺑﲑﻭﺕ‪۱۴۲۰ ،‬ﻫـ ـ‬
‫‪۱۹۹۹‬ﻡ‪.‬‬
‫‪ .۲‬ﺍﺑﻦ ﺣﺠﺔ ﺍﳊﻤﻮﻱ‪ ،‬ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﻋﺒﺪﺍﷲ )ﺕ ‪ ۸۳۷‬ﻫـ(‪" ،‬ﺧﺰﺍﻧﺔ ﺍﻻﺩﺏ ﻭ ﻏﺎﻳﺔ ﺍﻷﺭﺏ"‪،‬ﺩﺭﺍﺳﺔ ﻭ‬
‫ﲢﻘﻴﻖ ﮐﻮﮐﺐ ﺩ‪‬ﻳﺎﺏ‪ ،‬ﺍﻟﻄﺒﻌﺔ ﺍﻻﻭﱄ‪ ،‬ﺩﺍﺭ ﺻﺎﺩﺭ‪ ،‬ﺑﲑﻭﺕ‪ ۱۴۲۱ ،‬ﻫـ ـ ‪۲۰۰۱‬ﻡ‪.‬‬
‫‪ .۳‬ﺇﺑﻦ ﺭﺷﻴﻖ ﺍﻟﻘﲑﻭﺍﱐ‪ ،‬ﺃﺑﻮ ﻋﻠﻲ ﺍﳊﺴﻦ)ﺕ ‪۴۵۶‬ﻫـ(‪" ،‬ﺍﻟﻌﻤﺪﺓ ﰲ ﳏﺎﺳﻦ ﺍﻟﺸـﻌﺮ ﻭ ﺁﺩﺍﺑـﻪ ﻭ‬
‫ﻧﻘﺪﻩ"‪ ،‬ﲢﻘﻴﻖ ﻭ ﺗﻌﻠﻴﻖ ﻋﻠﻲ ﺍﳊﻮﺍﺷﻲ ﳏﻤﺪ ﳏﻴﻲ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﳊﻤﻴـﺪ‪ ،‬ﺩﺍﺭ ﺍﳉﻴـﻞ‪ ،‬ﺑـﲑﻭﺕ‪،‬‬
‫)ﺩ‪.‬ﺕ(‪.‬‬
‫‪ .۴‬ﺇﺑﻦ ﻓﺎﺭﺱ‪ ،‬ﺃﲪﺪ)ﺕ ‪۳۵۹‬ﻫـ(‪" ،‬ﺍﻟﺼﺎﺣﱯ ﰲ ﻓﻘﻪ ﺍﻟﻠﻐـﺔ ﻭ ﺳـﻨﻦ ﺍﻟﻌـﺮﺏ ﰲ ﮐﻼﻣﻬـﺎ"‪،‬‬
‫ﺍﻟﺴﻠﻔﻴﺔ‪،‬ﺍﻟﻘﺎﻫﺮﺓ‪۱۳۲۸ ،‬ﻫـ‪.‬‬
‫‪ .۵‬ﺇﺑﻦ ﻗﺘﻴﺒﺔ ﺍﻟﺪﻳﻨﻮﺭﻱ‪ ،‬ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﻣﺴﻠﻢ)ﺕ ‪۲۷۶‬ﻫ_(‪" ،‬ﺗﺄﻭﻳﻞ ﻣﺸﮑﻞ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ"‪ ،‬ﺷﺮﺡ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﺃﲪﺪ‬
‫ﺻﻘﺮ‪ ،‬ﺍﻟﻄﺒﻌﺔﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ‪ ،‬ﺩﺍﺭ ﺍﻟﺘﺮﺍﺙ‪ ،‬ﺍﻟﻘﺎﻫﺮﺓ‪ ۱۳۹۳ ،‬ﻫـ ـ ‪۱۹۷۳‬ﻡ‪.‬‬
‫‪ .۶‬ﺇﺑﻦ ﻣﻌﺼﻮﻡ ﺍﳌﺪﱐ‪ ،‬ﺍﻟﺴﻴﺪ ﻋﻠﻲ ﺻﺪﺭ ﺍﻟﺪﻳﻦ )ﺕ ‪ ۱۱۲۰‬ﻫـ(‪" ،‬ﺃﻧﻮﺍﺭ ﺍﻟﺮﺑﻴﻊ ﰲ ﺃﻧﻮﺍﻉ ﺍﻟﺒﺪﻳﻊ"‪،‬‬
‫ﲢﻘﻴﻖ ﻭ ﺗﺮﲨﺔ ﻟﻠﺸﻌﺮﺍﺀ ﺷﺎﮐﺮ ﻫﺎﺩﻱ ﺷﺎﮐﺮ‪ ،‬ﺍﻟﻄﺒﻌﺔ ﺍﻻﻭﱄ‪ ،‬ﻣﻄﺒﻌﺔ ﺍﻟﻨﻌﻤﺎﻥ‪ ،‬ﺍﻟﻨﺠﻒ ﺍﻷﺷـﺮﻑ‪،‬‬
‫‪ ۱۳۸۹‬ﻫـ ـ ‪۱۹۶۹‬ﻡ‪.‬‬
‫‪ .۷‬ﺍﺑﻦ ﻣﻨﻈﻮﺭ ﺍﳌﺼﺮﻱ‪ ،‬ﲨﺎﻝ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻣﮑﺮﻡ )ﺕ ‪۷۱۱‬ﻫـ(‪" ،‬ﻟﺴﺎﻥ ﺍﻟﻌﺮﺏ"‪ ،‬ﺩﺍﺭ ﺻﺎﺩﺭ‪،‬‬
‫ﺑﲑﻭﺕ‪۱۳۸۸ ،‬ﻫـ ـ ‪۱۹۶۸‬ﻡ‪.‬‬
‫‪ .۸‬ﺑﻄﺮﺱ‪ ،‬ﺃﻧﻄﻮﻧﻴﻮﺱ‪"،‬ﺑﺪﺭ ﺷﺎﮐﺮ ﺍﻟﺴﻴﺎﺏ‪ ،‬ﺷﺎﻋﺮ ﺍﻟﻮﺟﻊ"‪ ،‬ﺍﳌﺆﺳﺴﺔ ﺍﳊﺪﻳﺜﺔ ﻟﻠﮑﺘﺎﺏ‪ ،‬ﻃﺮﺍﺑﻠﺲ ـ‬
‫ﻟﺒﻨﺎﻥ‪) ،‬ﺩ‪.‬ﺕ(‪.‬‬
‫‪ .۹‬ﺍﻟﺜﻌﺎﻟﱯ‪ ،‬ﺃﺑﻮ ﻣﻨﺼﻮﺭ ﻋﺒﺪ ﺍﳌﻠﻚ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﺍﻟﺜﻌﺎﻟﱯ )ﺕ ‪۴۳۰‬ﻫـ(‪" ،‬ﻓﻘﻪ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﻭ ﺳﺮ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴـﺔ"‪،‬‬
‫ﲢﻘﻴﻖ ﻓﺎﺋﺰ ﳏﻤﺪ ﻭ ﺇﻣﻴﻞ ﻳﻌﻘﻮﺏ‪ ،‬ﺍﻟﻄﺒﻌﺔ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ‪ ،‬ﺩﺍﺭ ﺍﻟﮑﺘﺎﺏ ﺍﻟﻌﺮﰊ‪ ،‬ﺑﲑﻭﺕ‪ ۱۴۱۶ ،‬ﻫــ ـ‬
‫‪۱۹۹۹‬ﻡ‪.‬‬
‫‪ .۱۰‬ﺍﳉﺎﺣﻆ‪ ،‬ﻋﻤﺮﻭ ﺑﻦ ﲝﺮ)ﺕ ‪ ۲۵۵‬ﻫـ(‪" ،‬ﺍﻟﺒﻴﺎﻥ ﻭ ﺍﻟﺘﺒﻴﲔ"‪،‬ﲢﻘﻴﻖ ﻭ ﺷﺮﺡ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺴـﻼﻡ ﳏﻤـﺪ‬
‫ﻫﺎﺭﻭﻥ‪ ،‬ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻔﮑﺮ ﻟﻠﻄﺒﺎﻋﺔ ﻭ ﺍﻟﻨﺸﺮ ﻭ ﺍﻟﺘﻮﺯﻳﻊ‪) ،‬ﺩ‪.‬ﺕ(‪.‬‬
‫‪ .۱۱‬ﺍﳉﻨﺎﰊ‪ ،‬ﻗﻴﺲ ﮐﺎﻇﻢ‪"،‬ﻣﻮﺍﻗﻒ ﰲ ﺷﻌﺮ ﺍﻟﺴﻴﺎﺏ"‪ ،‬ﻣﻄﺒﻌﺔ ﺍﻟﻌﺎﱐ‪ ،‬ﺑﻐﺪﺍﺩ‪۱۹۸۸ ،‬ﻡ‪.‬‬
‫ﳎﻠﺔ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻭ ﺁﺩﺍ‪‬ﺎ‬
‫‪ 108‬‬
‫‪ .۱۲‬ﺩﺍﻭﺩ ﺍﻟﺒﺼﺮﻱ‪ ،‬ﻋﺒﺪ ﺍﳉﺒﺎﺭ‪"،‬ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﺇﱄ ﺟﻴﮑﻮﺭ"‪ ،‬ﺍﻟﻄﺒﻌﺔ ﺍﻻﻭﱄ‪ ،‬ﺩﺍﺭ ﺍﻟﺸﺆﻭﻥ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴـﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣـﺔ‪،‬‬
‫ﺑﻐﺪﺍﺩ‪۲۰۰۲ ،‬ﻡ‪.‬‬
‫‪ .۱۳‬ﺳﺎﻋﻲ‪ ،‬ﺃﲪﺪ ﺑﺴﺎﻡ‪"،‬ﺣﺮﮐﺔ ﺍﻟﺸﻌﺮ ﺍﻟﻌﺮﰊ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺃﻋﻼﻣﻪ ﰲ ﺳﻮﺭﻳﺔ"‪ ،‬ﺍﻟﻄﺒﻌﺔ ﺍﻻﻭﱄ‪،‬‬
‫ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻔﮑﺮ‪ ،‬ﺩﻣﺸﻖ‪ ۱۴۲۷ ،‬ﻫـ ـ ‪۲۰۰۶‬ﻡ‬
‫‪ .۱۴‬ﺍﻟﺴﻴﺎﺏ‪ ،‬ﺑﺪﺭ ﺷﺎﻛﺮ‪" ،‬ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﺸﻌﺮﻳﺔ ﺍﻟﻜﺎﻣﻠﺔ"‪ ،‬ﺍﻟﻄﺒﻌـﺔ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜـﺔ‪ ،‬ﺩﺍﺭ ﺍﳊﺮ‪‬ﻳـﺔ ﻟﻠﻄﺒﺎﻋـﺔ ﻭ‬
‫ﺍﻟﻨﺸﺮ‪،‬ﺑﻐﺪﺍﺩ‪۲۰۰۰ ،‬ﻡ‪.‬‬
‫‪ .۱۵‬ﺍﻟﻄﺮﺍﺑﻠﺴﻲ‪ ،‬ﳏﻤﺪ ﺍﳍﺎﺩﻱ‪" ،‬ﲢﺎﻟﻴﻞ ﺃﺳﻠﻮﺑﻴﺔ"‪ ،‬ﺩﺍﺭ ﺍﳉﻨﻮﺏ ﻟﻠﻨﺸﺮ‪،‬ﺗﻮﻧﺲ‪۱۹۹۲ ،‬ﻡ‪.‬‬
‫‪ .۱۶‬ﻋﺒﺎﺱ‪ ،‬ﺇﺣﺴﺎﻥ‪"،‬ﺑﺪﺭ ﺷﺎﻛﺮ ﺍﻟﺴ‪‬ﻴﺎﺏ‪ ،‬ﺩﺭﺍﺳﺔ ﰲ ﺣﻴﺎﺗﻪ ﻭﺷﻌﺮﻩ"‪ ،‬ﺍﻟﻄﺒﻌﺔ ﺍﻟﺴﺎﺩﺳـﺔ‪ ،‬ﺍﳌﺆﺳﺴـﺔ‬
‫ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻟﻠﺪﺭﺍﺳﺎﺕ ﻭ ﺍﻟﻨﺸﺮ‪ ،‬ﺑﲑﻭﺕ‪۱۹۹۲ ،‬ﻡ‪.‬‬
‫‪ .۱۷‬ﻋﻴﺪ‪ ،‬ﺭﺟﺎﺀ‪"،‬ﻟﻐـﺔ ﺍﻟﺸـﻌﺮ‪ ،‬ﻗـﺮﺍﺀﺓ ﰲ ﺍﻟﺸـﻌﺮ ﺍﻟﻌـﺮﰊ ﺍﳊـﺪﻳﺚ"‪ ،‬ﻣﻨﺸـﺄﺓ ﺍﳌﻌـﺎﺭﻑ‪،‬‬
‫ﺍﻻﺳﮑﻨﺪﺭﻳﺔ‪۱۹۸۵،‬ﻡ‪.‬‬
‫‪ .۱۸‬ﺍﻟﻐﺮﰲ‪ ،‬ﺣﺴﻦ‪" ،‬ﺣﺮﻛﻴﺔ ﺍﻻﻳﻘﺎﻉ ﰲ ﺍﻟﺸﻌﺮ ﺍﻟﻌﺮﰊ ﺍﳌﻌﺎﺻﺮ"‪ ،‬ﺇﻓﺮﻳﻘﻴﺎ ﺍﻟﺸﺮﻕ‪ ،‬ﺑﲑﻭﺕ‪۲۰۰۱،‬ﻡ‪.‬‬
‫‪ .۱۹‬ﻓﺨﺮ ﺍﻟﺪﻳﻦ‪،‬ﺟﻮﺩﺕ‪" ،‬ﺍﻻﻳﻘﺎﻉ ﻭ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ‪،‬ﻛﺘﺎﺑﺎﺕ ﰲ ﻧﻘﺪ ﺍﻟﺸـﻌﺮ"‪،‬ﺍﻟﻄﺒﻌـﺔ ﺍﻻﻭﱄ‪ ،‬ﺩﺍﺭﺍﳌﻨﺎﻫـﻞ‬
‫ﻭﺩﺍﺭﺍﳊﺮﻑ ﺍﻟﻌﺮﰊ‪ ،‬ﺑﲑﻭﺕ‪۱۴۱۵ ،‬ﻫـ ـ ‪۱۹۹۵‬ﻡ‪.‬‬
‫‪ .۲۰‬ﻓﻀﻞ‪،‬ﺻﻼﺡ‪"،‬ﺍﻷﺳﺎﻟﻴﺐ ﺍﻟﺸﻌﺮﻳﺔ ﺍﳌﻌﺎﺻﺮﺓ"‪ ،‬ﺩﺍﺭ ﻗﺒﺎﺀ ﻟﻠﻄﺒﺎﻋﺔ ﻭ ﺍﻟﻨﺸﺮ ﻭ ﺍﻟﺘﻮﺯﻳـﻊ‪ ،‬ﺍﻟﻘـﺎﻫﺮﺓ‪،‬‬
‫‪۱۹۹۸‬ﻡ‪.‬‬
‫‪ .۲۱‬ﻗﺒ‪‬ﺎﱐ‪ ،‬ﻧﺰﺍﺭ‪"،‬ﻗﺼﱵ ﻣﻊ ﺍﻟﺸﻌﺮ"‪ ،‬ﺑﲑﻭﺕ‪۱۹۷۳ ،‬ﻡ‪.‬‬
‫‪ .۲۲‬ﻗﻄﺐ‪ ،‬ﺳﻴﺪ‪"،‬ﺍﻟﻨﻘﺪ ﺍﻻﺩﰊ‪ ،‬ﺃﺻﻮﻟﻪ‪ ،‬ﻣﻨﺎﻫﺠﻪ"‪ ،‬ﺍﻟﻄﺒﻌﺔ ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ ﺍﻟﺴﺎﺩﺳﺔ‪ ،‬ﺩﺍﺭ ﺍﻟﺸﺮﻭﻕ‪ ،‬ﺍﻟﻘﺎﻫﺮﺓ‪،‬‬
‫‪۱۴۱۰‬ﻫـ ـ ‪ ۱۹۹۰‬ﻡ‪.‬‬
‫‪ .۲۳‬ﺍﻟﻜﺒﻴﺴﻲ‪ ،‬ﻋﻤﺮﺍﻥ ﺧ‪‬ﻀﲑ ﲪﻴﺪ‪" ،‬ﻟﻐﺔ ﺍﻟﺸﻌﺮ ﺍﻟﻌﺮﺍﻗﻲ ﺍﳌﻌﺎﺻﺮ"‪ ،‬ﺇﺷﺮﺍﻑ ﺳﻬﲑ ﺍﻟﻘﻠﻤﺎﻭﻱ‪ ،‬ﺍﻟﻄﺒﻌﺔ‬
‫ﺍﻻﻭﱄ‪ ،‬ﻭﻛﺎﻟﺔ ﺍﳌﻄﺒﻮﻋﺎﺕ‪ ،‬ﺍﻟﻜﻮﻳﺖ‪۱۹۸۲ ،‬ﻡ‪.‬‬
‫‪ .۲۴‬ﺍﳌﻼﺋﻜﺔ‪ ،‬ﻧﺎﺯﻙ‪" ،‬ﻗﻀﺎﻳﺎ ﺍﻟﺸﻌﺮ‬
‫ﺍﳌﻌﺎﺻﺮ"‪ ،‬ﺍﻟﻄﺒﻌﺔ ﺍﻟﺴﺎﺩﺳﺔ‪ ،‬ﺩﺍﺭﺍﻟﻌﻠﻢ ﻟﻠﻤﻼﺑﲔ‪ ،‬ﺑﲑﻭﺕ‪۱۹۸۱ ،‬ﻡ‪.‬‬